الجمعة 5 سبتمبر 2025 11:52 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الإعلامى الكبير محمد جراح يكتب: اوكا وبلية وشاكوش...اسماء كلها فنكوش !

الإعلامى الكبير محمد جراح
الإعلامى الكبير محمد جراح

تتعدد الأسماء اللطيفة والغريبة في مصر القديمة والحديثة والمعاصرة، فإذا كانت الأسماء و الكنيات فيما مضى كانت تطلق للتمييز بين أناس وأناس على أساس أماكن النشأة وعلى استحياء وبما لا يقلل من قدر أصحابها، فإن الواقع الآن يشير إلى أسماء قد لا تعني شيئاً أو لا معنى لها من الأساس إلا في أذهان من نحتوها وأطلقوها على غيرهم، أو قد تحمل من معاني السخرية والتقليل ما يشين من التصقت بهم، ولعل الأحياء الشعبية هي صاحبة النصيب الأكبر في وجود مثل تلك الأسماء أو الكنيات، إذ لا تخلو حارة أو شارع من وجود واحد أو أكثر ممن التصقت بهم هذه الأسماء والكنيات، وتكثر بشكل ملحوظ بين أبناء الحرف والمهن الصغرى كالميكانيكا، والنجارة، وأعمال البناء، والسباكة وغيرها. وربما دلت أسماء أو كنيات مثل "بلية" و"شاكوش"، و"حبظلم"، و"شُرم"، و"سكسكة"، و"أوكا"، و"أورتيجا" أو "بوحة" على ما نشير إليه.
في مصر القديمة
وفي مصر القديمة كانت هناك أسماء تعني ترجمتها معان قصدها من أطلقها لإغاظة طرف آخر، أو توصيل رسالة إليه، فعلى سبيل المثال كثر اسم يقابل معناه كلمة "كيداهم" اثناء فترة احتلال الهكسوس لمصر، وفي فترة الدولة الحديثة كثر اسم يقابل معناه أحلاهم أو أجملهم وحملته اثنتان من الملكات هما نفرتيتي زوجة الملك أخناتون، ونفرتاري زوجة الملك "رمسيس الثاني"، وكانت الفترة التي عاشت فيها كلتاهما هي فترة الإمبراطورية والنفوذ المصري الواسع في تلك الفترة في الشام والعالم القديم.
ومن الأسماء التي حملت معنى الفخر أو التميز طوال عصور المصريين القدماء اسم "نب سن" أي سيدهم، و"إيت سن" أي رئيستهم، و"با سر" أي رئيسهم، كما توجد أسماء ربما أراد الأبوان من اطلاقها أن يتبعد الحسد عن أبنائهم ومنها "جار" أي عقرب، و"بنو" أي فأر، و"سنحم" أي جرادة، و"نرخيسو" أي الذي لا أعرفه، و"بور خف" أي العبيط! (1)
وقد كان هناك أسماء مختصرة للتدليل والدلع مثل "تاميت" أي قطيطة، و"أوبت" أي فتفوتة بمعنى قطعة متناهية في الصغر، و"جمت موتس" أي التي عثرت عليها أمها، و"نرختوسي" أي التي لا يعرفها أحد، و"ست إرت بينت" أي اكفها شر العين أو الحسد، بل إن اختصار الاسم للتدليل كان شائعا هو الآخر ولم يقتصر على العامة من الناس بل شاركهم في ذلك الملوك أيضاً ومن أشهرهم الملك خنوم خوفوي الذي كان يختصر إلى خوفو، ورعمسو والذي اختصر إلى سوسو!.......ألخ. (2)
عائلات ارتبطت بمهن قدمائها
وإذا ما عبرنا فترة المصريين القدماء وراجعنا أسماء أشخاص وعائلات في عصرينا الحديث والمعاصر سنجد الكثير من الأسماء لعائلات اشتهرت بمهنها القديمة منها على لقب "البنا" أي العامل في مهنة البناء ومن أشهر من حملوا لقب البنا القارئ الشهير محمود علي البنا، و"الكسار" ويحمل صفة المهنة الفنان القديم على الكسار، ولا أدري ماذا كان يقوم صاحب المهنة بتكسيره؟، وقد تكون الأحجار هي الأقرب للتفسير، و"الحجار" وهي مهنة ارتبطت بالأحجار ربما نقلها أو البناء بها أو حتى تكسيرها ومن أشهر من يحملون اللقب المطرب الكبير علي الحجار، كما تحمل عائلات أخرى أسماء مهن رؤوسها الأوائل ومنهم "الطحان"، و"العجان"، و"الخباز" وهي مهن مرتبطة بصناعة الخبز في مراحله المختلفة، و"الزيات" وهو تاجر أو الزيوت، و"العصار" الذي يقوم بعصرها، و"الفوال" وهو بائع الفول الجاف، و"القدري" وهو بائع الفول الذي تم تدميسه في القدور، و"النجار"، و"المراكبي"، و"الخياط"، والترزي" وهما من مهن حياكة الملابس، و"القباني" الذي يقوم بعملية وزن المحاصيل، و "العجاتي" وهي مهنة مرتبطة بصناعات العاج"، و"السرجاني" أي العامل أو صاحب السرجة وهي مكان طحن وعصر السمسم، و"الساعاتي"، و"الطبلاوي"، و"الدباح"، و"الجزار"، و"الجلاد"، و"المناديلي"، و"الصباغ"، و"الدهان"، و"الأسطى"، و"زارع"، والفلاح، "والبزاز" و"البزاوي" أي تاجر الأقمشة، و"الطرابيشي" أي صانع الطرابيش، و"الحلوجي"، و"البرادعي" أي الذي يصنع البردعة للركوبة، و"الليفي" أي الذي يصنع الحبال من الليف وغيرها.
كما أن هناك عائلات تحمل أسماء فواكه ومشروبات مثل "العرقسوسي"، و"البرتقالي"، و"اليوسفي"، والقهوجي"، و"اللوزي"، "البرقوقي"، و"بطيخ"، و"حمص"، و"الحمصاني"
عائلات تحمل أسماء حيوانات ووحوش
وهناك عائلات تنتسب إلى أسماء حيوانات سواء أكانت أليفة أو مفترسة؛ ومن أشهر العائلات التي حملت مثل تلك الأسماء عائلات "النمر" ومنهم د. محمد عبد المنعم النمر و"الوحش" ومنهم المرحوم الكابتن محمد عبده صالح الوحش، و"الأسد"، و"الضبع" ومنهم الناقدان: د. مصطفى ومحمود الضبع، و"السبع"، و"الليثي"، و"الجحش"، وهناك مطعم شعبي شهير يفتخر صاحبه بلقبه الذي جعله اسماً لمحاله في كل من القاهرة والغربية، كما هناك عائلات تحمل اسم "تعلب"، و"تعيلب"، و"سبعاوي" وقد يكون الاسم ينتسب إلى الرقم سبعة أو إلى السبع، وتوجد مدينة في محافظة المنوفية اسمها "بركة السبع"، وهناك عائلة "القط" ومنهم الناقد الكبير المرحوم د عبد القادر القط، و"البقري" ومنهم الناقد الرياضي الراحل إسماعيل البقري، والحيوان ومنهم الكاتب الصحفي الراحل محمد الحيوان، و"الفار".
وهناك عائلات تحمل أسماء حشرات ومنها عائلة برغوت، وعقرب وحنيش وغيرها.
كما تحمل عائلات أخرى أسماء طيور سواء أكانت برية أو داجنة مثل "الديك" و"الرومي" وربما يكون الاسم دالاً على أصل أجنبيي أي رومي نسبة إلى روما والرومان، و"الفرارجي" أي الذي يتاجر في الدجاج، و"صقر" و"عصفور" ومنهم د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، و"غراب"، و"هدهد"، و"بلبل"، و"حمامه" ومنهم الفنانة فاتن حمامه.
كما تحمل عائلات أخرى أسماء مصادر وأدوات إضاءة مثل "شمس"، و"قمر"، و"نجم" و"سراج"، و"مصباح" و"قنديل" و"نور" و"ضياء" و"مشعل" و"قبس" و"أبو نار" و"أبو حطب"
أسماء عائلات ترتبط بالأماكن والبلاد
ومن أسماء العائلات التي ترتبط ألقابها بالمكان عائلات "السهلي"، و"أبوجبل"، و"الإمبابي"، و"الفرشوطي"، و"المنشاوي" ومنهم القارئان محمد ومحمود صديق المنشاوي، و"الشعشاعي" ومنهم القارئان عبد الفتاح وإبراهيم الشعشاعي، و"الجهيني"، و"بنهاوي"، و"دمنهوري"، و"الكفراوي"، و"الاسكندراني"، و"العريشي"، و"السويسي"، و"البورسعيدي"، و"الدمياطي"، و"النكلاوي"، و"الشبراوي"، و"طنطاوي"، و"جيزاوي"، و “المنياوي"، و “السوهاجي"، و"القناوي"، و"الأقصري"، و"الواحاتي"، و"السيوي"، و"النكلاوي"، و"المحلاوي"، و"الشرقاوي"، و"الغرباوي"، و"النوبي"، و"الأسواني"، و"المطعني"، و"الفيومي".
كما ارتبطت عائلات أخرى بأسماء الدول أو المدن الخارجية التي وفدوا منها، ومنها عائلات "مكي"، و"مكاوي"، و"مدني"، و"قرشي"، و"جداوي"، و"عسيري"، و"السويدي"، و"النمساوي"، و"المغربي"، و"الشامي"، و"النجدي"، و"حجازي"، و"التهامي "ومنهم حسن التهامي نائب رئيس الجمهورية في عصر السادات، و"العراقي"، و"العسقلاني"، و"الداغستاني"، و"يمني"، و"تونسي"، و"مغربي"، و"برقي"، و"تلمساني"، و"الحلبي".
عائلات ترتبط أسماؤها بالمياه
كما أن هناك عائلات ارتبط مؤسسوها بمهن تتعلق بالمياه ونقلها ولعل من أشهر تلك الأسماء اسم أبو مية وهو اسم لعائلة بالفيوم ومنهم زميلي الصديق الإعلامي محمود أبو مية، والنهري ومنهم الفنان الممثل طارق النهري، بحر وبحراوي ومنهم الناقد والكاتب د سيد البحراوي، وأبو النيل، والرياحي، والرياح هو فرع صغير يتفرع من النيل أكبر في حجمه واتساعه من الترع ويسمح اتساعه بسير خطوط الملاحة من خلاله ومن أشهر الرياحات الرياح التوفيقي والرياح المنوفي والرياح البحيري وكلها شقت في عصر محمد علي وابنائه أثناء تشييد القناطر الخيرية، والرياح الناصري وقد بدا العمل في شقه في أواخر الستينيات من القرن الماضي لتوصيل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية المستصلحة في منطقة مديرية التحرير بمحافظة البحيرة، و"أبو شادوف"، والشادوف رافعة خشبية بسيطة كان العامل عليها يقوم برفع المياه من الترعة إلى القنوات في جرة معلقة بالرافعة لري المحاصيل والحقول، وكانت من المهن المجهدة قبل وجود السواقي ثم ماكينات الري الحديثة، ومثلما انقرضت المهنة توارى لقب "أبو شادوف" هو الآخر ربما لأنه كان من ألقاب الذم والتقليل والدنو، وكذلك اسم "السقا" والسقا لقب يحمله الفنان أحمد السقا، وهي من المهن التي كان يقوم من يعمل فيها بتوصيل مياه الشرب والاستعمال اليومي إلى المنازل وكانوا يستخدمون القرب المصنوعة من جلود الحيوانات في نقل المياه، وكانت من المهن أو الأعمال المرهقة.
عائلات اسماؤها تحمل صفات جسدية
ومنها عائلات مثل "أبو ستة، و"أبو صباع"، و"أبورجيلة" ومنهم المليونير الشهير عبد اللطيف "أبورجيلة"، و"أبو كف"، و"أبو الروس"، و"أبو العينين"، و"أبو خطوة"، و"أبو دراع".
الأسماء والكنيات الحديثة
ويلاحظ في أيمنا المعاصرة أن الأسماء الغريبة صارت تطلق على أشخاص بعينهم وقد تحمل في طياتها سخرية من أطلقوها على من أطلقت عليهم وسوف تقابلك أسماء قد ترتبط بالأكل مثل كشري، وشطة، وملوخية، وجزر، ومكرونة، وقد تقابلك أسماء لأدوات أو آلات وقد أطلقت على البشر مثل البلدوزر وشاكوش ومسمار وخشبة، وقد يقابلك أشخاص يحملون أسماء دول مثل فرنسا وهو اسم أنثوي، وإيران وهو اسك ذكوري، وسوريا، وهو اسم انثوي، وتركيا وهو اسم أنثوي، بل إن عائلة اباظة الشهيرة تذكر الكتب والمراجع أن تسميتهم تعود إلى اسم أمهم التي قدمت من منطقة ابخازيا ناحية روسيا وأوكرانيا.

الإعلامى الكبير محمد جراح ا وكا وبلية وشاكوش...اسماء اكلها فنكوش ! الجارديان المصرية