الجمعة 5 سبتمبر 2025 11:52 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : مصر.. ليست من دعاة الحروب .. وسيندم من يعاديها

الكاتب الكبير محمد الشافعى
الكاتب الكبير محمد الشافعى

** مصر، مهبط الحضارات وحارسة التاريخ، لم تكن يوماً من دعاة الحرب أو مغرمة بأهوالها.. إنها الأم الحنون التي تبني وتعمر، وتفتح ذراعيها لكل سلام. شعبها الأصيل، الذي صنع المجد عبر آلاف السنين، يؤمن بأن غبار المعارك لا يليق بثراء ترابها المقدس، وأن دوي المدافع لا يضاهي أبداً صوت التقدم والبناء.

• اذا فرضت الحرب ستكون نهاية العدو

** لكن.. فليعلم كل من تسول له نفسه، وليفهم كل من تحدثه غرائزه ، أن هذه السلمية ليست ضعفاً، وأن هذا التسامح ليس جبناً.. ولكنها إنها قناعة الأقوياء الذين يعرفون ثمن الحرب، ويقدّرون قيمة السلام. فإذا افتُرضت الحربُ على مصر، وشُنت على شعبها العظيم، فإنها لن تكون حرباً عابرة، بل ستكون معركة المصير التي لها، والتي سيرسم نتيجتها إرادة شعب لا يعرف الهزيمة، وجيش خُضّب ترابه بدماء الشهداء

• لن يخيفنا صياحكم

** لن تخيف مصر الرسائل العدائية الصاخبة، ولن تثني إرادتها التهديدات الاقتصادية الواهية .. فقد رأت أعين أبنائها أعتى الجبابرة، ومرت على أرضها أعنف العواصف، وما زالت شامخة كالطود العظيم، تروي للأجيال قصة النصر العظيم في أكتوبر ١٩٧٣، حين لقنت أبناءها الأشداء العدو درساً في الفن العسكري والإرادة الإنسانية، درساً لا ينسى، لا تزال تداعياته تقض مضاجع من يفكر في العدوان.

• لا تلعبوا مع مصر

** فلا تلعبوا مع مصر، ولا تساهموا في استفزاز شعبها الأبي وجيشها العظيم.. لا تستهينوا بإرادة أمةٍ حولت هزيمة مؤقتة إلى نصر ساحق خالد على مر الزمان .. فمصر، إذا ما اضطرت، ستكون حازمة حاسمة، ستكون ناراً تحرق من يقترب، وصاعقةً تدمر من يحاول النيل من أمنها وسيادتها.

• قدراتنا فتاكة ستدمركم

إن قدراتنا العسكرية الفتاكة، وتدريباتنا المستمرة، ليست للعرض والاستعراض، بل هي رسالة واضحة لكل ( عدو ) أن ما ترونه هو مجرد غيض من فيض، وقشور من قوة لا تقاس.. إن كل حركة لقواتنا ، وكل مناورة لقواتنا، تبعث الرعب في قلوب الحاقدين، لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم يواجهون جيشاً ورث العقيدة القتالية من فراعنة بنوا المجد، وقادة سطروا أعظم الانتصارات على مر الزمان .

• لا تلعبوا بالنار ، لأنها ستحرقكم

وحين تواجهون مصر، سيكون ندمكم عظيماً، وسيذيقكم جيشها مرارة الهزيمة. فلا تتناسوا ما حدث لكم في ذلك اليوم المشهود من أكتوبر، فذكراه جرح غائر في خاصرتكم، بينما هو مصدر فخر واعتزاز لنا . . إنه الشاهد الذي لن يمحى، والدليل الذي لن يمحى على أن مقولة "لا تلعبوا بالنار" ليست مجرد شعار، بل هي حقيقة مصيرية .. فلا تلعبوا بالنار ، لأنها ستحرقكم.

محمد الشافعى مقالات محمد الشافعى مصر.. ليست من دعاة الحروب .. وسيندم من يعاديها الجارديان المصرية