الجمعة 5 سبتمبر 2025 06:16 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. هاني المصري يكتب : بكين تنهي عصر التفوق الأمريكي وتغير معادلة الردع العالمي

د. هاني المصري
د. هاني المصري

في عرض عسكري ضخم أقيم في بكين بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، كشفت الصين لأول مرة عن قدراتها النووية الكاملة عبر الأسلحة الثلاثية النووية: البرية والبحرية والجوية، إلى جانب أحدث أنظمتها المتقدمة كالصواريخ القادرة على الوصول لأي نقطة على كوكب الأرض، والطائرات المسيرة، والأسلحة الليزرية الدقيقة


هذا الترسيم العسكري لمعادلة الردع لا يوجه فقط رسالة إلى واشنطن، بل يلوّح بإعادة تشكيل ميزان القوى العالمي، من بوابة القوة الصلبة والقدرات التكنولوجية المتقدمة.

كيف يؤثر ذلك على الشرق الأوسط؟ ما بين القاهرة وتل أبيب...
1 ) رفع سقف التحالفات الاستراتيجية

التحالف العسكري والسياسي بين مصر والصين يكتسب دفعة قوية في هذا المناخ المتغيّر. فالموازين الجديدة تجعل من القاهرة شريكًا أكثر دفئًا للجناح الصيني، مما يرفع من الضغط على الحلفاء التقليديين مثل واشنطن


2 ) القدرة على المناورة الدبلوماسية

مع تصاعد التوترات العالمية، تكتسب مصر مساحة للمراوغة في علاقاتها الخارجية، فهي تستطيع التوسع في التعاون مع بكين لتعزيز مشاريع التنمية والتمويل، لكنها في الوقت ذاته تحتاج للحفاظ على قدر من التوافق مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار العسكري و الأمن القومي


3 ) توازن الردع الإقليمي

بينما تمتلك إسرائيل الدعم الاستراتيجي الأمريكي، فإن توسع نفوذ الصين يجعل القاهرة قادرة على المساومة في ملف التسليح والأمن الإقليمي، ما قد يخلق توازنًا جديدًا – وإن غير مباشر – في المنطقة


4 ) الفرص الاقتصادية وأمن الطاقة

الصين تستثمر بكثافة ضمن أطر مثل "الحزام والطريق" في مصر والمنطقة العربية، وهذا يعزز أمن الطاقة المصري ويعزز دور القاهرة كمنصة اقتصادية إقليمية، في وقت تتراجع فيه الولايات المتحدة في بعض الملفات


وختاماً يا سادة

إعلان الصين عن وصولها إلى التوازن الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، عبر عرض عسكري يضم أقوى أنظمتها النووية، لا يقل أهمية عن زلزال سياسي عالمي. وبالنسبة للشرق الأوسط، فإن التحالف المصري-الصيني لم يعد ترفًا دبلوماسيًا، بل ضرورة استراتيجية تضيف لمصر أوراق قوة وتعدد خيارات أمام التحولات المتسارعة في النظام الدولي.

يبقى التساؤل : هل ستنجح القاهرة في توظيف هذا التوازن الجديد لصالح أمنها واستقرارها، بينما تحافظ على علاقات الاستقرار مع واشنطن وتتهيأ لسقف طموحات إقليمية جديدة؟

بكين تنهي عصر اتفوق الأمريكي وتغير معادلة الردع العالمي د . هاني المصري الجارديان المصرية