هيثم جويدة يكتب: الرئيس السيسي يقود طريق الهدوء لغزة

في وقت تتغير فيه موازين القوى وتتبدل المواقف، يظل الموقف المصري من القضية الفلسطينية ثابتا لا يهتز، تقوده رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي وإدارة دقيقة من جهاز المخابرات العامة المصرية موقف ليس وليد اليوم، بل هو امتداد لعقيدة وطنية ترى أن أمن مصر لا ينفصل عن أمن فلسطين، وأن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو مفتاح استقرار المنطقة بأكملها.
منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في غزة، تحركت مصر على أكثر من مسار في وقت واحد: سياسي، إنساني، وأمني.
فعلى الصعيد السياسي، لم تهدأ الاتصالات التي يجريها الرئيس السيسي مع قادة العالم، حاملاً صوت فلسطين في كل محفل، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات.
وهذا ما أشاد به المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي بالدور المصري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن القيادة المصرية كانت حجر الأساس في تحقيق هذا التقدم التاريخي والصوت العاقل الذي جمع الأطراف وفتح الطريق نحو السلام. شاكرا رئيس المخابرات العامة
اللواء حسن رشاد على الدور المحوري في إنجاح المفاوضات.
أما على الصعيد الإنساني، فقد فتحت مصر أبوابها لمرور القوافل الطبية والإغاثية عبر معبر رفح، في مشهد يعكس البعد الإنساني والسيادي في آن واحد وفي الكواليس، يتحرك رجال المخابرات العامة بخبرة وهدوء في مفاوضات معقدة تدار بدقة عالية بين الأطراف كافة.
دور مصري وطني لا يسعى إلى ضوء الإعلام، بل إلى ضوء الحقيقة والاستقرار.
فمصر لا تزايد على أحد، ولا تساوم على مبادئها، لكنها تعرف متى تتحدث ومتى تصمت ومتى تتحرك لتنقذ أرواحا وتعيد توازنات المنطقة إلى نصابها.
لقد نجحت مصر، بفضل توجيهات الرئيس السيسي ودور جهاز المخابرات، في تثبيت مفهوم جديد للدبلوماسية المصرية: دبلوماسية الفعل لا الشعارات، والعقل لا الانفعال، والإنسان قبل السياسة.

رسالتنا واضحة..
أن مصر لم ولن تتخلى عن دورها، وأن قيادتها تبحث عن سلام حقيقي يضمن للفلسطينيين حقهم في الحياة والكرامة.