الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 09:34 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

هيثم جويدة يكتب: مصر تقود الشرق الأوسط نحو السلام.. وترامب يصف السيسي بـ”الجنرال والرئيس القوي”

الإعلامى الكبير هيثم جويدة
الإعلامى الكبير هيثم جويدة

في عالم يشهد صراعات لا تنتهي ونزاعات أرهقت الشعوب وأثقلت الأجيال، جاءت قمة شرم الشيخ للسلام لتثبت أن الإرادة السياسية الحكيمة يمكن أن تخلق بارقة أمل حقيقية.
هذه القمة لم تكن مجرد اجتماع رسمي بين قادة الدول، بل لحظة تاريخية كشفت أن القيادة الحقيقية تقاس بقدرتها على إنهاء الحروب وبناء السلام، لا بمجرد التظاهر بالقوة. ما يميز هذا الحدث هو البعد الإنساني الذي وضعته مصر في صميم جهودها، وهو ما يجعل كل خطوة نحو السلام مرتبطة بحياة البشر اليومية وحقهم في الأمن والاستقرار هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أن السلام لا يمكن أن يتحقق بالقوة العسكرية وحدها، بل بالعدالة والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مستشهدًا بالتجربة المصرية الطويلة منذ عهد الرئيس أنور السادات، الذي اختار الحوار والبناء بدل الحروب. قوة خطاب السيسي تكمن في الدمج بين الرؤية الاستراتيجية والدعوة الإنسانية، فحين يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التعايش السلمي، فهو لا يخاطب الحكومات فقط، بل يخاطب الشعوب مباشرة، مؤكدًا أن المستقبل يتطلب الشراكة والاعتراف المتبادل والعيش بأمان.
من جانبه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن تقديره للإنجاز، مشيرا إلى أن اتفاق عودة الرهائن وإنهاء الحرب يمثل انتصارا للسلام، وأن إعادة إعمار غزة ستكون أولوية ضمن منطقة منزوعة السلاح.
وقد وصف ترامب الرئيس السيسي بـ"الجنرال والرئيس القوي"، مشيدًا بدوره الحاسم في إدارة الأزمة وبحسن الاستقبال والتنظيم الذي ميز القمة. خطاب ترامب يعكس إدراكه لدور القيادة المصرية في إدارة الأزمات الكبرى، وحرصه على إبراز التعاون الدولي كشرط لتحقيق الأمن والاستقرار وعندما يدعو ترامب إلى انضمام الجميع لاتفاق إبراهيمي، فهو يقر بأن السلام في الشرق الأوسط يحتاج إلى التزام جماعي وجهود مشتركة، وأن الأزمات الإقليمية لا يمكن حلها بمعزل عن الرؤية الإنسانية والاعتراف بحقوق الشعوب.

رسالتنا واضحة: هذه القمة تثبت أن الشرق الأوسط يمكن أن يكون نموذجا للتعايش والسلام، إذا ما وضعت القيادة الإنسانية في قلب القرارات السياسية. ما شاهدناه ليس مجرد اتفاق على الورق، بل درس في كيفية دمج المصالح السياسية مع الأمل الإنساني، وكيف يمكن للسلام أن يولد حين تتجاور الإرادة الوطنية مع الالتزام الدولي.
القمة أظهرت أن الحلول المستدامة لا تأتي من القوة أو الإكراه، بل من الشجاعة على الاعتراف بالخطأ، ومن العمل الحقيقي لإعادة البناء، ومن القدرة على وضع البشر أولًا. هذا هو الطريق الذي يجعل الشرق الأوسط قادرا على تجاوز ماضيه المليء بالصراعات، والوصول إلى مستقبل ينعم فيه الجميع بالعيش الكريم والأمان، بعيدًا عن الحروب والدمار.

هيثم جويدة مصر تقود الشرق الأوسط نحو السلام.. وترامب يصف السيسي بـ”الجنرال والرئيس القوي” الجارديان المصرية