الجمعة 17 أكتوبر 2025 04:53 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ميلاد يونان يكتب : مصر تفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان… وتُجدد ‏وصايا الضمير الإنساني

الكاتب الكبير ميلاد يونان
الكاتب الكبير ميلاد يونان

فازت مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من ‏‏2026 إلى 2028، بعد حصولها علي 173 صوتا من أصل 193 دولة في ‏الانتخابات التي أُجريت بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك‎.
فوزا جديدا يضاف إلى سجلّها الطويل في الدفاع عن الإنسان وكرامته، ويؤكد ‏أن صوتها ما زال مسموعًا في ضمير العالم‎.‎
ويعد هذا الفوز هو الرابع لمصر منذ تأسيس المجلس عام 2006، بعد ‏عضوياتها في ثلاث دورات 2007–2010 ، و2014–2017 ، و2020–‏‏2022. وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في التجربة المصرية، وقدرتها ‏على الموازنة بين الحق في التنمية والحق في الكرامة الإنسانية، تلك المعادلة ‏التي لا تجيدها سوى الدول التي تعرف قيمة الإنسان على أرضها قبل أن تقوم ‏بتدريسها للعالم‎.‎
وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن الفوز يمثل محطة جديدة في مسيرة ‏الدولة لتعزيز الحقوق والحريات الأساسية، مشيرةً إلى إنجازات ملموسة في ‏هذا المجال، مثل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان عام 2021، ‏وتطوير منظومة العدالة الجنائية، وتحديث مراكز الإصلاح والتأهيل وفقًا ‏للمعايير الدولية، إضافة إلى تمكين المرأة والشباب وذوي الهمم، ودمج ‏مفاهيم حقوق الإنسان في خطط وموازنات الوزارات المختلفة‎.‎
وأضاف البيان أن هذا الإنجاز جاء ثمرة تحرك دبلوماسي نشط قاده الرئيس ‏عبد الفتاح السيسي، انطلاقًا من رؤية وطنية ترى أن الإنسان ليس رقمًا في ‏تقرير، بل محور كل سياسة وطنية، وأن احترام كرامته هو الأساس الذي ‏تُبنى عليه الدولة الحديثة‎.‎
لكن المصري، بطريقته الساخرة التي لا تخيب، علق ضاحكا على الخبر ‏قائلاً‎:‎
‎"‎كويس أهو… دخلنا مجلس حقوق الإنسان،‎
فاضل نعمل مجلس حقوق المريض وحق الدوا من غير واسطة ولا لفة على ‏الصيدليات‎!"‎
سخرية تحمل وجعًا صادقا، لكنها لا تخفي إيمان المصري العميق بأن العدل ‏والكرامة لا يموتان. فهو أول من كتب على جدران المعابد قبل آلاف السنين ‏وصاياه الشهيرة عن الضمير والعدل والرحمة، وأول من علّم العالم أن حقوق ‏الإنسان لا تُمنح بقرار، بل تُولد حين ينهض الضمير
وربما أجمل ما في القصة، أن صديقًا عزيز علي قلبي يقيم بالخارج أرسل لي ‏خبر الفوز معاتبا بلطف المبدعين كعادته‎:‎
‎"‎أين قلمك من هذا الحدث الذي يخص الإنسان الذي دائما ما تكتب عنه ؟‎"‎

فكانت هذه السطور ردا على العتاب، وشهادة أن الضمير المصري لا يزال ‏يكتب تاريخه بنفسه، و دفاعًا عن الإنسان المصري الذي أصبح اليوم عضوًا ‏بالأمم المتحدة‎!‎
فمصر، بخبرتها العريقة وحكمتها المتوارثة، تعرف أن حقوق الإنسان لا ‏تُمنح بقرارات... بل تُولد حين ينهض ضمير أمةٍ اسمها مصر‎.‎
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏ ميلاد يونان ـ ناشط حقوقي ـ ‏

ميلاد يونان مصر تفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان… وتُجدد ‏وصايا الضمير الإنساني الجارديان المصرية