ميلاد يونان يكتب : مصر تفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان… وتُجدد وصايا الضمير الإنساني


فازت مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من 2026 إلى 2028، بعد حصولها علي 173 صوتا من أصل 193 دولة في الانتخابات التي أُجريت بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
فوزا جديدا يضاف إلى سجلّها الطويل في الدفاع عن الإنسان وكرامته، ويؤكد أن صوتها ما زال مسموعًا في ضمير العالم.
ويعد هذا الفوز هو الرابع لمصر منذ تأسيس المجلس عام 2006، بعد عضوياتها في ثلاث دورات 2007–2010 ، و2014–2017 ، و2020–2022. وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في التجربة المصرية، وقدرتها على الموازنة بين الحق في التنمية والحق في الكرامة الإنسانية، تلك المعادلة التي لا تجيدها سوى الدول التي تعرف قيمة الإنسان على أرضها قبل أن تقوم بتدريسها للعالم.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن الفوز يمثل محطة جديدة في مسيرة الدولة لتعزيز الحقوق والحريات الأساسية، مشيرةً إلى إنجازات ملموسة في هذا المجال، مثل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان عام 2021، وتطوير منظومة العدالة الجنائية، وتحديث مراكز الإصلاح والتأهيل وفقًا للمعايير الدولية، إضافة إلى تمكين المرأة والشباب وذوي الهمم، ودمج مفاهيم حقوق الإنسان في خطط وموازنات الوزارات المختلفة.
وأضاف البيان أن هذا الإنجاز جاء ثمرة تحرك دبلوماسي نشط قاده الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلاقًا من رؤية وطنية ترى أن الإنسان ليس رقمًا في تقرير، بل محور كل سياسة وطنية، وأن احترام كرامته هو الأساس الذي تُبنى عليه الدولة الحديثة.
لكن المصري، بطريقته الساخرة التي لا تخيب، علق ضاحكا على الخبر قائلاً:
"كويس أهو… دخلنا مجلس حقوق الإنسان،
فاضل نعمل مجلس حقوق المريض وحق الدوا من غير واسطة ولا لفة على الصيدليات!"
سخرية تحمل وجعًا صادقا، لكنها لا تخفي إيمان المصري العميق بأن العدل والكرامة لا يموتان. فهو أول من كتب على جدران المعابد قبل آلاف السنين وصاياه الشهيرة عن الضمير والعدل والرحمة، وأول من علّم العالم أن حقوق الإنسان لا تُمنح بقرار، بل تُولد حين ينهض الضمير
وربما أجمل ما في القصة، أن صديقًا عزيز علي قلبي يقيم بالخارج أرسل لي خبر الفوز معاتبا بلطف المبدعين كعادته:
"أين قلمك من هذا الحدث الذي يخص الإنسان الذي دائما ما تكتب عنه ؟"
فكانت هذه السطور ردا على العتاب، وشهادة أن الضمير المصري لا يزال يكتب تاريخه بنفسه، و دفاعًا عن الإنسان المصري الذي أصبح اليوم عضوًا بالأمم المتحدة!
فمصر، بخبرتها العريقة وحكمتها المتوارثة، تعرف أن حقوق الإنسان لا تُمنح بقرارات... بل تُولد حين ينهض ضمير أمةٍ اسمها مصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميلاد يونان ـ ناشط حقوقي ـ