ميلاد يونان يكتب : يــا مدبولي... الناس بتغلي… ومفيش حد بيسأل ليه ؟!!!
سيادة رئيس الوزراء،
الاسعار بتغلي نار، والناس بتغلي معاها، لكن الحكومة – كعادتها – موطية صوت الغلاء، وكأنه همس عابر مش صرخة شعب بيولع من جواه.
المواطن المصري يا دكتور مدبولي ما بقاش بيحلم بحياة ساكني الفيلات والكمباوندات، ولا بأيام الساحل "المدلع"، لكن المواطن كل حلمه ببساطة إن الأسعار تتواضع وتنزل !!!!
يا فندم الأسعار بتجري كل يوم في سباق محموم، والمرتبات والمعاشات واقفة في نقطة البداية تتفرج، في الأسواق يا معاليكم ، وجوه الناس تروي لكم الحكاية بصمتٍ موجع، وتعب لا ينتهي، وصبر خلص رصيده، وحكومة تري لهيب الغلاء كأنه دفء مؤقت؛ وليس حريق مولع في البيوت وواكل في قلوب الناس.
و الحكاية يا دكتور مدبولي بتبدأ من أول الشهر، مع أول زائر ثقيل وهو الإيجار … إن دفعته ارتحت مؤقتا ، وإن عجزت عن الدفع فالشارع جاهز يستقبلك بلا ترحيب.
بعده تطل فواتير المرافق، ضيوف الشهر الدائمين: كهرباء تضيء البيت وتطفئ الجيب، ومياه تحاسبك على كل دوش استحمام، وغاز طبيعي صار رفاهية كأنه قادم من كوكب آخر، وتليفون أرضي لا يستخدم إلا لتذكيرك بأن الفاتورة في الطريق.
وفي المطبخ تبدأ المعركة اليومية: الرغيف أصبح صعب المنال، والخضار للفرجة نشمه من بعيد ونعدي، والفاكهة واللحمة اصبحا حلم مؤجل لا نعرف متي يتحقق .... اما الكلور والديتول ومساحيق الغسيل فهي «طقوس شهرية» لا غنى عنها، و لكنها لا تغسل هموم المعيشة ولا تلمع قسوة الأيام.
أما العلاج فحكايته لا تنتهي: أدوية الأمراض المزمنة ترتفع كل شهر، والتحاليل تحتاج ميزانية وزارة،
والمواصلات إلى المستشفيات تتطلب قرضًا أو معجزة، وإذا أضفت المواصلات اليومية، فاعرف أن التوك توك والميني باص والمترو صاروا شركاء رسميين في استنزاف الجيب والروح معًا.
ثم الملابس أصبحت بندا موسميا مؤجلا، تدار بنظام "تدوير الموضة"،. فتيشيرت الصيف بيتم اعادة تدويره بفانلة مقلوبة تحته وجاكيت قديم فوقه.
أما الحلاق فتحول إلى رفاهية مناسباتية.
والصيانة المنزلية مؤجلة لحين الكارثة: ماسورة تنفجر! أو سلك يتحرق! أو حنفية تتكسر !، وساعتها تبدأ مفاوضة مع السباك والكهربائي وتنتهي بدفع أكتر مما الجيب يستحمل.
ووسط كل هذا، يبقى الإنترنت شريان العصر… لا يشبع ولا يغني عن جوع، لكنه لا يمكن الاستغناء عنه فهو يمنح الناس "وهم" الاتصال بالحياة.
وفي نهاية الشهر، يجلس المواطن أمام دفتر المصاريف كأنه يقرأ رواية بوليسية، يحاول اكتشاف من سرق راتبه، ثم يبتسم بحكمته القديمة ويقول:
"الحمد لله… لسه الشهر الجاي فيه أمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميلاد يونان – ناشط حقوقي –












حكم رادع: السجن 5 سنوات لمتهم بـ ”الابتزاز الإلكتروني ونشر الصور” في...
الأمن يكشف ملابسات فيديو سائق ميكروباص يتعدى لفظيا على راكب بالشرقية
القبض على سائق تابع لتطبيق نقل ذكي تحرّش بسيدة أجنبية في الجيزة
الإعدام شنقًا لطالب قتل زوجته بأسيوط
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الأربعاء
أسعار الذهب اليوم في مصر..
استقرار أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الاحد 23-11-2025
أسعار الذهب اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة