الجمعة 24 أكتوبر 2025 07:57 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : تجربة سنغافورة لتعليم مصر!

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

برغم أن مصر سابقا كانت فى حالة اقتصادية أفضل من سنغافورة، والتى استقلت في عام 1965 كانت تغرق فى الفقر والبطالة والعنف الطائفى، مع شعب متعدد اللغات والثقافات والأديان وصراعات داخلية، وكان الحل هو البداية بالتعليم فخصصت له أكبر ميزانية وجعلته مشروع إعادة "بناء الأمة" فى دولة بلا أى موارد طبيعية، تستورد كل شئ حتى المياه، فجعلت خطتها النهوض بالمواطن، بالتعليم المتميز للجميع دون تفرقة. واستثمرت في التعليم المهني والتقني مع الجامعى حتى أصبحت الأفضل عالميًا في العلوم والرياضيات، وأشركت الطلاب في الخدمات والصناعات ووضعت قوانين صارمة ضد الفساد، وتحولت للاقتصاد الرقمي والتكنولوجي. والنهوض بالبحث العلمي. وربطت المناهج بالصناعة وسوق العمل، لتصبح الآن من أعلى الدول دخلًا للفرد في العالم، وأكثر الدول نزاهة وكفاءة وتنظيمًا ونظافة وأمانًا. بل أصبحت أهم المراكز الاقتصادية في آسيا والعالم. بالتخلص من الفاسدين والمرتزقة. وتولى حكمها رئيس الوزراء المؤسس (لي كوان يو) الذى أرسى النزاهة والكفاءة في إدارة الدولة وحارب الفساد، وركز على الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية، بخفض الضرائب ووفر قضاء عادلا ناجزا. وجذب شركات عالمية للتصنبع وتوزيع منتجاتها من سنغافورة للخارج حتى تحولت لمركز عالمي فى الخدمات المالية والمصرفية والنقل البحري والموانى، مما يلفت النظر لما يحدث فى مصر من هدم واضح للتعليم والأجيال لغياب الإدارة الواعية الرشيدة المتخصصة، برغم توافر إمكانات بشرية وطبيعية عالية، لتحقيق نهضة كبرى بتوافر إمكانات طبيعية لا تنتهى، ولو كانت لدينا إدارة وطنية واعية لنهضت مصر صناعيا وزراعيا وتحقق اقتصادا فائقا فى المنطقة، لولا الغباء الإدارى والعلمى والإعلام المضلل أكة لضياع الأجيال.والاستدانة من دول العالم بعد إهمال العلماء والبحث العلمى... ليت حكومتنا تتعلم من هذه التجربة لأن مواردها الطبيعية فائقة، وموقعها يؤهلها لاقتصاد ينافس الدول الكبرى، عليكم أن تعترفوا بالمرض وارجعوا للخبراء والعلماء حتى نعوض سنين طويلة من العشوائية المدمرة .

وجيه الصقار تجربة سنغافورة لتعليم مصر! الجارديان المصرية