الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى يكتب: العالم أمام هواة وبلطجة الإدارة الأمريكية
قراءة في النهج الأمريكي الحالى
بالرغم من أن توجهات الإدارة الأمريكية الحالية في المنطقة العربية تثير انتقادات كثيرة حول حنكتها السياسية، فإن تقييم أدائها يتطلب نظرة متوازنة تراعي تعقيد المشهد الجيوسياسي وتنوع المصالح المتشابكة. فالانتقادات الموجهة لها ما هي إلا وجه واحد من عملة تحمل أوجهاً متعددة.
يبدو أن الإدارة الأمريكية تتبنى نهجاً يقوم على البراجماتية المباشرة بدلاً من الدبلوماسية التقليدية المعقدة، وهو ما يفسره البعض على أنه نقص في الحنكة السياسية. تشير بعض التحليلات إلى أن هذا النهج يتسم بما يلي:
** التركيز على المصالح الضيقة: في ولايته الأولى، اتسم نهج ترامب تجاه أفريقيا والعالم العربي بـ"الازدراء والإهمال"، مع إعطاء الأولوية للمكاسب الاستراتيجية والفوائد الاقتصادية قصيرة الأجل على حساب الشراكات الطويلة الأجل . يستمر هذا التوجه في الولاية الثانية بتركيز على مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد .
** التراجع النسبي للاهتمام: تشير بعض التحليلات إلى أن منطقة الشرق الأوسط شهدت تراجعاً نسبياً في أولويتها على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية لصالح منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتركز المنافسة مع الصين . هذا لا يعني انسحاباً كاملاً، بل "عودة الاهتمام" ولكن بشكل مختلف وأقل تدخلاً مكلفاً .
** الفجوة بين القرار والواقع: يؤدي نهج "الصفقات" الذي لا يراعي تعقيدات المنطقة إلى قرارات تتصادم مع الوقائع الإقليمية المعقدة، مما يجعلها غير قابلة للاستمرار ويُكلف الولايات المتحدة جزءاً من مصداقيتها .
• المشهد الإقليمي والدوليون البديلون
في ظل هذا النهج الأمريكي، برزت أسئلة حول قدرة لاعبين دوليين آخرين على ملء ما يصور على أنه "فراغ" أمريكي.
** روسيا: لاعب يعيد توطيد وجوده
وجود روسيا في الشرق الأوسط ليس جديداً؛ فلها تاريخ طويل ومعقد في المنطقة . دوافعها الحالية لا تنحصر في منافسة أمريكا فقط، بل تشمل أيضاً الحفاظ على مرافقها العسكرية، الوصول إلى الموانئ الدافئة، مكافحة التطرف بالقرب من حدودها، وحماية المسيحيين الأرثوذكس . لذا، فإن طموحها ليس أن تكون "بديلا " للولايات المتحدة، بل تحقيق "تكافؤ جيوسياسي" يخدم مصالحها الخاصة .
** الصين: قوة اقتصادية بصمت
تتبع الصين استراتيجية مختلفة جذرياً، تركز على التوسع الاقتصادي وبناء البنى التحتية . تطورت علاقاتها مع العالم العربي عبر مراحل، مدعومة بالشراكات الاقتصادية متعددة التخصصات . حتى في علاقتها الوثيقة بإسرائيل، التي تركز على التكنولوجيا والبنى التحتية، لا يوجد دليل على أن الصين تحاول أن تحل محل الدور الأمريكي، ولا أن إسرائيل تريد ذلك
• تقييم أكثر توازناً
الانتقاد القائم على "انعدام الحنكة" و"البلطجة" يلتقط مظاهر قد تكون حقيقية، لكنه يخفي صورة أكبر:
** المنطقة لم تعد كما كانت: النظام العربي شهد تحولات عميقة منذ ثورات الربيع العربي، مما فرض على جميع القوى الخارجية، بما فيها الولايات المتحدة، التعامل مع واقع جديد تتصاعد فيه القوى الإقليمية وتقل فيه الهيمنة المطلقة لأي قوة خارجية .
** الولايات المتحدة لا تزال فاعلاً رئيسياً: بالرغم من تغير الاستراتيجية، فإن المصالح الأمريكية الحيوية في المنطقة تمنع انسحاباً كاملاً .. لا تزال المنطقة مركزية بسبب موارد الطاقة، الممرات البحرية الحيوية، والتنافس مع القوى الدولية الأخرى .
** الدبلوماسية التقليدية لم تختفِ: حتى ضمن النهج الحالي، تستمر القنوات الدبلوماسية في عملها، كما يتجلى في اللقاءات رفيعة المستوى لمناقشة قضايا مثل عملية السلام والاستثمار الاقتصادي .
في النهاية، ربما لا يكون السؤال الحقيقي هو متى سنجد "أصحاب القرارات المصيرية العادلة"، بل كيف يمكن للدول العربية أن تستفيد من تعددية القوى الدولية الجديدة لتعزيز مصالحها وتحقيق أكبر قدر من المناورة في نظام عالمي لم يعد أحادي القطب. المشهد الحالي، رغم كل سلبياته، قد يفتح الباب أمام فرص جديدة للدبلوماسية الإقليمية التي تتحلى بالذكاء والمرونة للتعامل مع جميع الأطراف دون استثناء.












زوجة تطلب الطلاق: جوزي مبيصرفش غير على نفسه.. وأنا والعيال مالناش غير...
تفاصيل القبض على الإخواني الهارب أنس حبيب وشقيقه في بروكسل
اليوم.. نظر التحفظ على ممتلكات طبيب عيون شهير
محاكمة 3 متهمين بحيازة أسلحة نارية في منشأة ناصر.. اليوم
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
أسعار الذهب اليوم السبت 18 أكتوبر 2025