الجمعة 5 ديسمبر 2025 01:30 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

صحتك بالدنيا

وزارة الصحة: فيروس نقص المناعة البشري (الايدز) لا ينتقل عبر المخالطة اليومية

فيروس الايدز
فيروس الايدز

أصدرت وزارة الصحة والسكان بياناً توضيحياً شاملاً يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وتفنيد الإشاعات المتعلقة بطرق انتقال فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). وأكدت الوزارة في هذا البيان على حقيقة علمية أساسية مفادها أن الفيروس لا ينتقل إطلاقاً من خلال المخالطة اليومية الاعتيادية، مشددة على أهمية الوعي الصحي الدقيق كخط دفاع أول لمكافحة المرض والحد من الوصم الاجتماعي الذي يطال المصابين.

ويأتي هذا التأكيد الرسمي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة لتعزيز الصحة العامة ونشر المعلومات المستندة إلى الأدلة العلمية. فالمعلومات الدقيقة حول طرق الانتقال ضرورية ليس فقط للوقاية، بل وأيضاً لدعم حقوق المتعايشين مع الفيروس وضمان عدم تعرضهم للعزل أو التمييز في محيطهم الاجتماعي والمهني.

التمييز بين الفيروس والمتلازمة والحقائق العلمية للانتقال

من الضروري التفريق بين فيروس نقص المناعة البشري (HIV) ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). ففيروس HIV هو العدوى التي تستهدف وتدمر خلايا الجهاز المناعي، وتحديداً الخلايا التائية المساعدة (CD4)، مما يضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والالتهابات الانتهازية. أما الإيدز، فهو المرحلة المتقدمة والنهائية للعدوى، التي تظهر عندما يصبح الجهاز المناعي متضرراً بشكل كبير.

تؤكد المؤسسات الصحية العالمية والمحلية، بما في ذلك وزارة الصحة، أن الفيروس لا ينتقل إلا عبر سوائل جسدية معينة، وبشروط محددة تتيح لهذه السوائل الوصول إلى مجرى الدم أو الأغشية المخاطية لشخص سليم. وتتلخص طرق الانتقال الرئيسية في أربعة محاور أساسية:

  1. الاتصال الجنسي غير الآمن: وهو المسار الأكثر شيوعاً لانتقال الفيروس، سواء كان جنسياً مهبلياً، شرجياً، أو فموياً، في حال عدم استخدام وسائل الحماية.

  2. نقل الدم ومشتقاته: على الرغم من الإجراءات المشددة للفحص التي تطبق حالياً لضمان سلامة الدم المتبرع به، يظل نقل الدم الملوث بالخطر.

  3. مشاركة الأدوات الحادة أو الحقن الملوثة: ويحدث هذا بشكل خاص بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن أو عند استخدام أدوات غير معقمة في الإجراءات الطبية أو التجميلية كالحلاقة والوشم.

  4. الانتقال من الأم إلى الطفل: يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها أثناء فترة الحمل، أو أثناء الولادة، أو عبر الرضاعة الطبيعية. وتعمل البرامج الصحية الآن على توفير الرعاية والعلاج الوقائي للأمهات الحوامل المصابات لخفض احتمالية الانتقال إلى أدنى مستوياتها.

دحض الخرافات: ما لا ينقل العدوى

إن الخوف المبالغ فيه من العدوى غالباً ما ينبع من الجهل بحقائق الانتقال، مما يؤدي إلى الوصم الاجتماعي غير المبرر. وعليه، شددت وزارة الصحة على أن الفيروس لا ينتشر أبداً من خلال الأنشطة اليومية التالية، لكونه لا يستطيع البقاء حياً أو التكاثر خارج الجسم البشري:

  • المصافحة أو العناق أو التقبيل: لا يمكن للفيروس أن ينتقل عبر اللعاب أو الجلد السليم.

  • مشاركة الأدوات الشخصية: مثل المناشف، أو الملابس، أو أدوات المائدة، أو أواني الطعام والشراب.

  • استخدام المرافق العامة: كحمامات السباحة، المراحيض، أو أماكن الاستحمام المشتركة.

  • لدغات الحشرات: كالبعوض أو القراد، حيث لا ينقل الفيروس عبر الحشرات.

  • السعال أو العطس: الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء.

إن نشر هذه الحقائق يساعد على طمأنة الأفراد وتمكينهم من التعايش الطبيعي مع المصابين دون خوف غير مبرر، مما يعزز دمجهم في المجتمع ويشجعهم على طلب الرعاية الطبية اللازمة دون تردد.

أهمية الفحص والعلاج كأولوية للوقاية

بالإضافة إلى التوعية بطرق الانتقال، تؤكد وزارة الصحة على أهمية الإجراءات الوقائية الأخرى. ومن أبرزها، إجراء الفحص الطوعي والمجاني للكشف عن الفيروس، خصوصاً للأشخاص المعرضين لعوامل خطر. فالتشخيص المبكر له أهمية قصوى، لأنه يتيح للمصابين البدء في العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (ARV) فوراً.

لقد شهد علاج HIV تطوراً هائلاً؛ حيث يمكن للعلاج الحديث أن يخفض كمية الفيروس في الدم إلى مستويات غير قابلة للكشف (Undetectable)، وعند هذه النقطة، يصبح الشخص المتعايش غير قادر على نقل الفيروس جنسياً للآخرين (Undetectable = Untransmittable أو U=U). وهذا يمثل إنجازاً طبياً هائلاً ويؤكد أن الفيروس لم يعد حكماً بالإعدام، بل هو حالة صحية مزمنة يمكن إدارتها والتعايش معها بحياة طبيعية وصحية.

وفي الختام، تدعو الوزارة جميع أفراد المجتمع إلى تحمل مسؤوليتهم في نشر الوعي الصحي الصحيح، ومكافحة الجهل الذي يغذي التمييز، والتعامل مع المتعايشين مع الفيروس باحترام وتقدير لحقوقهم الإنسانية والاجتماعية، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من جهود الوقاية والسيطرة على انتشار الفيروس.

الايدز وزارة الصحة الجارديان المصرية