دكتور رضا محمد طه يكتب : فيروس شيكونجونيا وظهور حالات إصابة

أثبتت الفحوص الطبية إصابة شخص يسكن في ضواحي مدينة نيويورك بفيروس شيكونجونيا، وهو فيروس ينتقل عن طريق البعوض، وتمثل هذه أول حالة تظهر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقد ما يرجح أن المريض قد اصيب بالفيروس نتيجة لدغة بعوضة، ولكن ليس من الواضح أين حدث ذلك حيث لم يكتشف في تجمعات البعوض المحلية وكذلك لا ينتقل فيروس شيكونجونيا مباشرةً من شخص لآخر ، وينتشر بشكل كبير في أمريكا الجنوبية كما يسبب تفشيات منتظمة في افريقيا وآسيا والأمريكيين مع اوبئة صغيرة عرضية في أوروبا، غالباً ما يسبب هذا الفيروس أعراضا خفيفة يتعافى منها معظم المصابين بعد اسبوع إلي أسبوعين دون الحاجة إلى رعاية طبية، بينما في حالة الإصابة الشديدة فتتمثل أعراضها في حمي وآلام في المفاصل وآلام في العضلات والغثيان والتعب والطفح الجلدي.
أكتشف فيروس شيكونجونيا لأول مرة لدى أشخاص أصيبوا به في تفشي للمرض في تنزانيا عام 1952 واشتق إسمه من كلمة في لغة الماكوندي وتعني "الذي ينحني" نظراً لما يسببه الفيروس في بعض الحالات من ألم شديد تجعل الشخص المصاب ينحني مما يعانيه من شدة الألم ومن ثم يحتاج إلى دخول المستشفى بسبب خطر تلف الاعضاء. وتشير منظمة الصحة العالمية إلي أن الحالات الشديدة والوفيات نادرة وغالباً ما تحدث لدى الأطفال الرضع أو كبار السن الذين يعانون من حالات صحية مزمنة كامنة.
لايوجد حالياً علاج لمرض شيكونجونيا، لكن في حالة الإصابة يمكن تناول أدوية خفض الحرارة وتخفيف آلام العضلات. ويوجد لقاحين تمت الموافقة عليهما من قبل بريطانيا وكندا والبرازيل، ويعطي اللقاح في الغالب للأشخاص الذين يسافرون إلي البلدان الأكثر تضررا من هذا المرض، منها بوليفيا والبرازيل والأرجنتين وبيرو، حيث سجلت حتي أغسطس هذا العام حوالي 317 ألف حالة إصابة توفي منهم 135 حالة في 16 دولة ومنطقة وفقاً لما جاء من تقرير المركز الأوربي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
تزامناً مع تغيير المناخ والاحترار العالمي وغيرها مما يحدث في البيئة من تغيير والتوسع الحضري زادت مخاطر إنتشار الاوبئة وظهور سلالات من النواقل للأمراض مثل البعوض ومعروف أنه يوجد نوع من البعوض ينقل فيروس شيكونجونيا وهي بعوضة تسمي الزاعجة البيضاء ومن ثم ينبغي على الناس توخي الحذر لتجنب التعرض للدغات البعوض وذلك عن طريق ارتداء ملابس بأكمام طويلة وإزالة المياه الراكدة أو التخلص من البعوض في المستنقعات وبعض الاشياء الاخرى مثل اصص الزهور، وذلك حماية من الإصابة بالفيروسات الأخري المنقولة عن طريق البعوض مثل شيكونجونيا وفيروسان أخري مثل فيروس حمي الضنك و وزيكا والحمي الصفراء.