الجمعة 26 أبريل 2024 06:15 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل اقول ...( هل عندكم حل ليوم التلاق ؟ )

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( هل عندكم شيئاً ليوم التلاق ؟!...)

إمرأة ضاقت أحوال زوجها فذهبت إلى أحد رجال بني أمية ميسور الحال وطرقت الباب فخرج أحد الخدم وقال لها ماذا تريدين ؟
فقالت أريد أن أقابل سيدك فقال من أنتِ ؟ قالت : أخبره أنني أخته ... فالخادم يعلم أن سيده ليس عنده أخت فدخل وقال لسيده إمرأة على الباب تدّعي أنها أختك....
فقال : أدخلها فدخلت فقابلها بوجهٍ هاشّاً باشّاً وسألها من أي إخوتي يرحمك الله؟ فقالت أختك من آدم فقال رحمٌ مقطوعة ! والله سأكون أول من يصلها ... فقالت :
ياأخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوحي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق فما عندكم ينفذ وما عند الله باق ..

قال : أعيدي ، فقالت : يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوحي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق؟ فما عندكم ينفذ وما عند الله باق ...

قال أعيدي فأعادت الثالثة ثم قال في الرابعة أعيدي ، فقالت لا أظنك لم تفهمني والإعادة مذلة لي وما أعتدت أن أذل نفسي لغير الله فقال : والله ما أعجبني إلا حُسن حديثك ، ولو أعدت ألف مرة لأعطيتك عن كل مرة ألف درهم ثم قال لخادمه أعطوها من الجِمال عشرة ، ومن النوق عشرة ، ومن الغنم ما تشاء ، ومن الأموال فوق ماتشاء ، لنعمل شيئاً ليوم التلاق فما عندنا ينفذ وما عندالله باق .

أين ميسورين الحال اليوم فى مجمتعنا هذا وأين أغنيائه من فقرائه !؟ وكم من امرأةٍ تشبه تلك المرأة وكم من طفلٍ عارٍ وجائع ، وكم من أسرة فقيرة لا تقدر على العيش ، وكم من محتاج لا يقوى على المسألة خشية العفة والكرامة ، وكم من غارمات سجينات ضحية ظروف أجبرت عليها لتمرير ظروف أخري لا نعلم عنها شئ ، وكم من مسكين ، وكم من يتيم ، وكم وكم وكم ...
أيظنوا أنَّ مالهم لا ينفذ ؟ أهم مخلدون وعلى حالهم هذا باقون ، فلو كانوا مثل هذا الرجل لما وجد جائع في يومنا هذا ولا وجد فقيراً ولا مسكيناً ، ليتنا ندرك عاقبة أمرنا ونعمل لآخرتنا ونعود إلى ربنا ، ولعلنا نستغلها هذه الأيام المباركة الكريمة لتتقرب إلى الله بخير الأعمال وأحبها إلى الله وهى التصدق فى السراء والضراء فالصدقة تقى مصارع السوء وتشفى الأمراض وترد البلاء وتمنع الضيق وتفرج الهموم وتزيل الغموم ، وبها تتقارب النفوس والعلاقات فيما بينهم وبين الله ،
فاللهم فرج همنا وارزقنا الرزق الحلال الطيب المبارك فيه ووسع علينا مع رضاك وألِّف بيننا ولا تنسى أن تعمل شئ تؤجر عليه يوم التلاق .