الخميس 18 أبريل 2024 07:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( كهف الجمعة ...! )

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

سورة الكهف وما بها من دروس وعبر ومفاهيم كثيرة ، و دروس فى الحياة كلما تمعنا فيها وتناولنا آياتها تدبراً كلما إزددنا إيماناً بأن كل شئ يمر به الإنسان فى حياته إنما هو لهدف وهو لحكمة أرادها الله له ويخرجها له فى وقتها المناسب والملائم ،
ومنها نتعلم الرشد والرشاد فى كل أمور الحياة والحكمة المرادة لنا فيها من الله ...
ونجد من الرشد فى الآية حين أوى الفتية إلى الكهف ... نجدهم لم يسألوا الله النصر ، ولا الظفر ، ولا التمكين !!!
فقط قالوا : " ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا "...

والجن لما سمعوا القرآن أول مرة قالوا : ( إنا سمعنا قرآناً عجبا يهدى إلي الرشد فآمنا به )..
فالرشد هو : إصابة وجه الحقيقة ... و هو السداد ... و هو السير في الإتجاه الصحيح ... فإذا أرشدك الله فقد أوتيت خيراً عظيماً...وكانت خطواتك مباركة !!!..
وبهذا يوصيك الله أن تردد : " وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا "...
فبالرشد تختصر المراحل ، و تختزل الكثير من المعاناة ، وتتعاظم لك النتائج حين يكون الله لك " ولياً مرشداً "...

لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلّا أمراً واحداً هو : " هل أتبعك على أن تعلمني مما عُلمت رُشداً " ... فقط رُشداً ...
فإن الله إذا هيأ لك أسباب الرشد ... فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي ...

وجانب آخر من جوانب الرشد واليقين حيث نراه يركب سفينة المساكين فيخرقها ولو صلحت لأخذها ملكٌ غصباً ، ويَلقى غلاماً وحيداً فيقتله ولو عاش لأرهق أبويه المؤمنين طغياناً وكفراً ، ويجد جداراً يكاد يسقط فيقيمه ولا يأخذ عليه أجراً ،، لأن تحته كنزٌ ليتامى كان سيضيع ...
لذلك يجب عليك أن تزور الكهف في كل جمعة ، وتجلس بداخله وتتدبر وتتأمل في معانيها أيها الإنسان الذي يحب أن يجادل ويناقش ...
ولذلك يقول عنك خالقك في هذه السورة أنك أكثر الأشياء جدلاً !..
وأن كل ما يقع في هذه الحياة هو بتصريف ذلك الذي لا يظلم أحداً ..
فتجلس كل أسبوع مع هذه السورة العجيبة لتتعلم أن المصائب في هذه الحياة دائماً خلفها حكمة بالغة ، وأنك لن تستطيع صبراً لو حاولت فهم حكمة الله عز وجل في إسقاط هذه المصائب كي يرفع عنك ما هو أعظم منها بكثير مستقبلا وأنها أحد معضلات الحياة التي نحن في حاجة لفهمها...
ولذلك حثّ رسولنا على قراءة هذه السورة والتدبر في معانيها على الأقل مرة كل أسبوع لنزداد بها رشداً و نزداد عظة و فهماً و يقينا !.