الخميس 18 أبريل 2024 05:59 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور محمد فتحى عبدالعال يكتب : ماراثون اعراض كوفيد 19

د. محمد فتحى عبدالعال
د. محمد فتحى عبدالعال

مع كل موجة من موجات كوفيد 19 المستمرة التي تحط تباعا على عالمنا تأخذ قائمة أعراض الفيروس في التمدد مضيفة مشكلات جديدة تجعل التحدي مستمرا ومؤثرا.
في البداية كانت الأعراض بسيطة الوقع على الآذان غير أنها مع الوقت تبدلت لأعراض مستمرة الأثر ومخيفة التأثير.
من أعراض كوفيد 19 : الحمى والصداع (يمكن علاجهما بالبارسيتامول) والسعال وآلام العضلات وألم الصدر والتعب والانهاك والغثيان والقئ والإسهال والطفح الجلدي وتشوش التفكير .
وقد تعرضنا بشئ من التفصيل في مقال سابق عن فقدان حاستي الشم والتذوق ويعد ذلك من السمات المميزة للإصابة.
جميعنا خبر قشعريرة الحب وتوهج اللقاء الأول لكن شتان بينها وبين قشعريرة كوفيد 19 ولحظات الاستيقاظ من الارتجاف والرعشة المصاحبة للحمى وقد عشتها مع إصابتي بكوفيد في ديسمبر الماضي.
من الأعراض الأخرى سيلان الأنف وجفافها و قد يمتد الجفاف بعد التعافي. كما سجلت بعض الحالات شلل بيل وهو شلل مؤقت في العصب الوجهي نتيجة إلتهاب يصيب الأعصاب التي تتحكم في عضلات الوجه مسببة تورمها .
ونظرا لأن العين من معابر كوفيد وذلك لتوافق PH للفيروس مع PH للدموع فالعين القرنفلية أوالتهاب الملتحمة وضعف الرؤية وإلتهاب الشبكية وتشنجات عضلات العين من أعراض الإصابة.
من الأعراض المثيرة ما يسمى بلسان كوفيد وهو طبقة بيضاء أو صفراء أشبه بالفرو مؤلمة أحيانا والأكثر إثارة ما أدلى به بعض المتعافين من أن كوفيد كان المسؤول عن سقوط أسنانهم.
من المعروف أن الفواق أو الزغطة يرتبط بالعدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا و الهربس البسيط أو الهربس النطاقي والعدوى البكتيرية مثل السل لذلك فلا غرو أن نجد هذا العرض ضمن قائمة كوفيد وإن بدا نادرا والزغطة هي تقلص الحجاب الحاجز (العضلة الأساسية في الجهاز التنفسي و الواقعة مباشرة أسفل الرئتين وتفصل بينها وبين منطقة البطن) بشكل لا إرادي بالطبع هي حالة نتعرض لها جميعا لكن استمرارها لأكثر من 48 ساعة هو مدعاة للقلق ولابد من مراجعة الطبيب.
أما كوفيد 19 والجلطات فموضوع شائك بدأ مع الفيروس واستكمل حلقاته مع اللقاحات وقد ربط الباحثون الروس بين دور الفيروس في إحداث الجلطات وبين بروتين (فون ويلبراند VW) في دماء المرضى والذي يعمل على التصاق الصفائح الدموية وتكوين الجلطات.
أما علاقة كوفيد 19 بمتلازمة غيلان باريه والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي الأعصاب بدلا من الجراثيم مما يؤدي إلى إصابة الجسم بالشلل فلازالت العلاقة تحت الدراسة بين مؤيد ومعارض لكن تظل دروس التاريخ وعبره نصب أعين الباحثين فهذه المتلازمة أدت إلى توقف التلقيح ضد انفلونزا الخنازير عام 1976 في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهل يمكن أن نغادر مبحثنا هذا دون أن نتطرق إلى أهم عرض ألا وهو ضيق التنفس ونقص الأكسجين وقد استطاع الباحثون من جامعة ألبرتا التوصل إلى أن السبب في معاناة العديد من مرضى كوفيد من نقص الأكسجين هو زحف خلايا الدم الحمراء غير الناضجة التي لا تنقل الأكسجين من نخاع العظام إلى الدورة الدموية لتصل ل 60٪ (الطبيعي 1٪)ومكمن الخطورة في ذلك أن هذه الخلايا هي هدف لهجمات كوفيد لاحتوائها على مستقبلات ACE2 وبروتين TMPRSS2 علاوة على كونها في حد ذاتها مثبطة للمناعة عبر تثبيط إنتاج الأجسام المضادة ومناعة الخلايا التائية مما يفاقم خطورة الأمر .
ومن البالغين إلى الأطفال فقد سجلت الدراسات إصابة بعض الأطفال بمتلازمة كاواساكي (سبق الحديث عنها في كتابي جائحة العصر) علاوة على إصابات بمتلازمة الالتهابات المتعددة MIS-Cوالذي يصيب أجزاء مختلفة من الجسم ويمكن أن يؤدي لمضاعفات بالقلب.

قديما قال ألبرت اينشتاين "الخيال أهم من المعرفة" ولكن الجائحة أبت إلا وأن تعدل من مقولته الشهيرة ليكون الأصح الخيال مهم مع المعرفة فلا نهون من مخاطر الجائحة ونخشى أن نواجه الناس بالاحتمالات فيتعاظم الخطب ولا نهول منه بدرجة فجة تجعل الناس في درجة من القنوط يكون عندها الموت والحياة سيان فالأمل باق ولا ننسى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمريض :أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرات).

د. محمد فتحي عبد العال
كاتب وباحث مصري