الخميس 25 أبريل 2024 11:36 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول …( الإنسان بين المثوى والمأوى..! )

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

إنتشر مؤخراً على مواقع التواصل الإجتماعي
الإدعاء بأنه لا يجوز الدعاء للميت بقولنا
"وجعل مثواه الجنة" زعماً بأن لفظ "المثوى" يستعمل في مواطن العذاب وأن لفظ "المأوى" يستعمل في مواطن الرحمة.
مستدلين بقوله تعالى"أليس في جهنم مثوى للمتكبرين" وقوله تعالى "فإن الجنة هي المأوى"…
والحقيقة أن هذا زعم باطل من عدة وجوه :
أنه لا يجوز الإستدلال ببعض آيات القرآن الكريم وإغفال بعضها ، لأن هناك آيات أخرى تزيل هذا الإيهام ، كقوله تعالى "إنه ربي أحسن مثواي " يوسف (٢٣) ، أليس هذا موطن إحسان ؟؟!!!
وقوله تعالى "أكرمي مثواه" يوسف(٢١) ، أليس هذا موطن إكرام ؟؟!!!
ألم يقل الله عز وجل "ومأواه النار" .. المائدة(٧٢) .. أليس هذا موطن عذاب فلماذا إستعمل الله سبحانه و تعالى كلمة المأوى التي قصرتموها على موطن الرحمة فقط.
وأمّا آية النازعات فكان من الإنصاف أن تذكروا الآيتين معا لتعلموا بعدها أن كلمة (المأوى) قد إستعملت في الموطنين فقال تعالى "فأمّا من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ..وأما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" النازعات(٣٧ ، ٤٠).
و بالرجوع الى كتب اللغة تجد أن المثوى بمعنى المنزل ، والمَقام ، والمقر ، وكذلك المأوى المكان الذي يأوى إليه ليلا أو نهاراً ، وأرجع إلى لسان العرب ( المغرب في ترتيب المعرب )، و ( الصحاح ) وغير هذه الكتب.
و أن القاعدة الفقهية تقرر أن "الأمور بمقاصدها" والعبرة عندنا بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني .. وفي موطن الدعاء فالله عز وجل أعلم بمقصود العبد حتى وإن أخطأ في ملفوظه كمن قال " اللهم أنت عبدي وأنا ربك" فقد أخطأ من شدة الفرح…
وأخيرًا أقول لا تضيّقوا واسعاً ، ولا تشددوا فيشدد الله عليكم .. وسواء قلنا مثواه أو مأواه فنحن ندعوا سميعاً عليماً يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.