الجمعة 29 مارس 2024 01:13 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

اغلاق قضية ”لوكربي” مقابل السلطة في ليبيا

الجارديان المصرية

تتواصل الانتقادات لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، خصوصًا بعد محاولته الجديدة لفتح ملف ما عرف طوال تسعينيات القرن الماضي بـ«قضية لوكربي»، ولذلك بعد اختطاف مجموعات مسلحة تابعة لرئيس الحكومة للمواطن الليبي (ضابط عسكري) أبوعجيلة مسعود المريمي، ما أثار الهواجس لدى عديد الليبيين من أهداف إعادة الحديث عن هذه القضية المقفلة قانونياً وسياسياً منذ 14عاماً، وتحويلها إلى ورقة إضافية في سياق الصراعات والمناكفات السياسية بين بعض أطراف الأزمة.

وأصبحت حادثة اختطاف المواطن، وهو أحد المتهمين الرئيسيين في قضية تفجير طائرة ركاب أميركية فوق سماء بلدة «لوكربي» الإسكتلندية العام 1988، وفق مزاعم غربية، يمثل لغزاً في ظل غياب معلومات موثوقة بالخصوص.

ورغم صمت المجلس الرئاسي إلى حد الساعة، فإن حساسية القضية تسببت في إثارة أزمة داخلية في نوفمبر 2021 حين أكدت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، آنذاك أنه بإمكان ليبيا التعاون مع الولايات المتحدة، لتسليم أبوعجيلة، مشيرة إلى أن هناك نتائج إيجابية آتية في هذا الصدد.

وعقب تلك التصريحات، أصدر المجلس الرئاسي أمراً بإيقاف المنقوش احتياطياً، وإحالتها للتحقيق، غير أنها استمرت في منصبها، وبعد الجدل الكبير أوضحت وزارة العدل بحكومة الدبيبة أن ملف قضية «لوكربي» أقفل بالكامل من الناحيتين السياسية والقانونية بنص الاتفاقية التي أبرمت بين الدولة الليبية والولايات المتحدة في أغسطس 2008.

وألقت صحف وتقارير اللوم على حكومة الدبيبة في قضية اختطاف أبوعجيلة، حيث أفادت صحيفة سعودية بأن الدبيبة والمنقوش، اتفقا مع الأمريكان على تسليم بوعجيلة للولايات المتحدة ككبش فداء مقابل استمرار حكومة الوحدة في السلطة.

وأوضحت هذه الصحيفة بحسب مصادر، أن قضية بوعجيلة كانت محور لقاءات عقدها أميركيون مع الدبيبة والمنقوش مؤخرًا، لافتة إلى أن الدبيبة مستعد لفتح لوكربي وتسليم بوعجيلة إذا كانت ستحقق له البقاء في موقعه كرئيس للحكومة.

وتجاهل حكومة الوحدة لحالة الرفض المحلي لاختطاف المواطن بوعجيلة مسعود ضمن قضية لوكربي، هو أكبر دليل على ضلوعها في هذه الحادثة، حيث لم يصدر تعليق من الدبيبة أو الأجهزة الأمنية والعسكرية حتى الآن بشأن واقعة الاختطاف.

والجدير بالذكر أن هذه الحادثة ليست بجديدة في ليبيا، فهنالك العديد من الحالات المشابهة أقدمت فيها أجهزة استخبارات أجنبية على اختطاف مطلوبين ليبيين لها تحت سمع وبصر السلطات المحلية، وبالتعاون معها.

ويعتبر متابعون للشأن الليبي أن ما يعكسه المشهد الليبي حالياً لا يسمح بكثير من التفاؤل للوصول إلى حالة من التوافق السياسي بين الأطراف الفاعلة في الداخل، يوازي ذلك تشاؤم تجاه إمكانية الوصول إلى تحقيق اختراق مهم في مسار العملية السياسية، خصوصًا وان حكومة الدبيبة تسعى جاهدة للبقاء في السلطة، مستخدمة أساليب ملتوية كفتح قضية لوكربي لتحقيق ذلك.

اغلاق قضية ”لوكربي” مقابل السلطة في ليبيا