الأحد 6 يوليو 2025 12:48 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور عبدالله زلطة يكتب : هل يمتثل المجرم نتنياهو أمام الجنائية الدولية ؟

دكتور عبدالله زلطة
دكتور عبدالله زلطة

خمس دول ، ليس بينها دولة عربية واحدة من بين تلك الدول التي يزعق اعلامها ليل نهار متباهيا بالقومية العربية والانتماء للعروبة والاسلام !!! .. خمس دول هي : جنوب افريقيا وبوليفيا وبنجلاديش وجيبوتي وجزر القمر ، تقدمت بدعاوي أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المجرم الصهيوني بنيامين نتياهو . فهل تستجيب المحكمة وتبدأ في اتخاذ الاجراءات القانونية للقبض هذا الشخص الذي ارتكب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني ؟ اذ لم يحدث في تاريخ القضية الفلسطينية ما يشهده حاليا قطاع غزة الفلسطيني من أحداث دموية واعتداءات وحشية علي المواطنين العزل ، كانت نتيجتها استشهاد ما يقرب من 12 الف شهيد وإصابة أكثر من ٣٠ ألفا ، حسب أخر الاحصائيات المعلنة من قبل وزارة الصحة الفلسطينية . ووفق الأرقام الرسمية ، فإن أكثر من نصف الشهداء والمصابين ، أطفال ونساء ، تعرضوا لأبشع أنواع القصف الجوي الذي أدي لهدم المنشأت علي رؤوس ساكنيها واختفاء المئات تحت الأنقاض ، لم يتم العثور عليهم حتي الأن ، واعتبروا في عداد المفقودين . وبلغ إجرام الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو ، حدا ، لم يخطر علي بال أكبر عتاة الإجرام قديما وحديثا ؛ فلم يحدث في تاريخ الحروب أن لجأ طرف يحارب طرفا أخر ، الي قصف المستشفيات ودور العبادة ، والتهجير القسري لأكثر من مليون مواطن ، تركوا ديارهم وكل مايمتلكون من متاع ، هربا من تلك الأعمال الوحشية والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل نهار . والسؤال الذي يطرح نفسه : هل ينجح نتنياهو في تنفيذ خطته بتفريغ قطاع غزة من سكانه وضمه الي اسرائيل بالقوة المسلحة وإدارته عن طريق جيش الاحتلال ؟ ان الاجابة علي هذا السؤال ليست بالأمر الهين ، خاصة أن المقترحات التي قدمتها دوائر الاستخبارات الإسرائيلية لصناع القرار في تل أبيب لم تلق قبولا ، فلا يزال الوقت مبكرا ، من وجهة نظر بنيامين نتنياهو لاتخاذ القرار النهائي بالنسبة لمستقبل الأوضاع في قطاع غزة ؛ إذ هو يطمع الي استئصال منظمة حماس من جذورها وتصفيتها تماما في القطاع ، رغم إدراكه، ووزير دفاعه جالانت ، أن الصراع يكلف إسرائيل عشرات القتلي والمصابين ، إضافة الي حالة الهلع التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، بشكل لم يحدث له مثيل في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها عام ١٩٤٧ . لقد سقط نتنياهو في مستنقع لن يخرج منه سالما ، إذ هو يواجه مقاومة شرسة من جانب أفراد حماس الذين يختفون كالأشباح ، ولو كان جيش الاحتلال الإسرائيلي متمعا بأدني المبادئ الأخلاقية للعمل العسكري ، كما يدعي ، لتفرغ للبحث عن القوة الخفية التي تحاربه، ولما تعرض أبدا للمدنيين العزل ، خاصة الأطفال والنساء . منذ أيام ، تقدمت احدي منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوي أمام احدي المحاكم الاتحادية ، مدعمة بالوثائق التي تدين القيادة الأمريكية لدعمها الحكومة الإسرائيلية في ارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين من أهالي غزة الأبرياء . وليت منظمات حقوق الإنسان في العالم العربي تتحرك لتوثيق هذه الجرائم لرفع دعوي أمام محكمة العدل الدولية ، لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وعلي رأسهم بنيامين نتنياهو ، الذي فاق في إجرامه ، مافعله شارون ومناحم بيجن وموشي ديان وعصابات الهاجاناه ، خلال أكثر من ٧٠ عاما . لقد سقط نتنياهو سقطة مدوية وسوف يتم محاكمته قريبا داخل إسرائيل عن طريق لجنة ، نتوقع أن يتم تشكيلها علي غرار لجنة اجرانات ، التي حاكمت قادة اسرائيل ابان حرب أكتوبر . لكن ، حتي لو تم تشكيل هذه اللجنة ، وحتي لو تمت محاكمة المجرم نتنياهو ، فلن يشفي غليل شعب فلسطين وكل الشعوب المحبة للسلام، إذ سينال جزاء مااقترفت يداه من جرائم ومجازر في حق الأبرياء من أهالي غزة الصامدين في وجه طغيان جيش الاحتلال الإسرائيلي. فهل يشهد عام ٢٠٢٤ تقديم المجرم الطاغية بنيامين نتنياهو للمحكمة الجنائية الدولية لينال أقصي العقاب عن أفظع الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق شعب غزة ؟ ان هذا مطلب لكل الشعوب المحبة للسلام وليس مطلبا عربيا فقط . وليس الله بغافل عما يعمله ويفعله ويرتكبه هؤلاء الطغاة أمثال نتنياهو ومن هم علي شاكلته ممن لامصير لهم الا مزابل التاريخ .

* أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة بنها