الأحد 8 ديسمبر 2024 11:55 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي مدحت محيى الدين يكتب : إعادة الجريمة الأمريكية على نتفلكس

الكاتب الصحفي مدحت محيى الدين
الكاتب الصحفي مدحت محيى الدين

فى السنوات الأخيرة عزيزى القارئ انفردت نتفلكس بإنتاج العديد من الأفلام والمسلسلات الوثائقية التى تحكى عن جرائم بشعة هزت المجتمع الأمريكى ،وبعض المسلسلات قام بتمثيلها فنانين تحكى أيضا عن قصص جرائم حدثت بالمجتمع الأمريكى ، معظم هذه الجرائم تدور حول القتل والإغتصاب والإختطاف ، جرائم غريبة دلت على إنعدام الأمان بذلك المجتمع بالإضافة إلى مساوئ وثغرات عديدة بنظام التحقيقات والمحاكمات لديهم .

الملفت للنظر بتلك المسلسلات عزيزى القارئ أن بعضها أظهر الفنانين وكأنهم نجوم سينما !! ، كالمسلسل الوثائقى الذى حكى قصة السفاح "تيد باندى"، المسلسل احتوى على العديد من التسجيلات بصوت السفاح ،والعديد من الصور والمقالات والمقابلات مع أشخاص قابلوه شخصيا ،والمؤسف أن العديد ظهروا وكأنهم معجبون به رغم بشاعة الجرائم التى ارتكبها ورغم أنه أربك المحققون والقضاة وضيعوا أمامه سنوات حتى نفذ فيه حكم الإعدام بعد أن تلاعب بهم جميعا !! ،هذا المسلسل مثال بسيط ، الباقى أغرب كمسلسل "الكابوس الأمريكى "و"جريمة القتل الأمريكية " وغيرها من الأعمال التى تعطى صورة عكس الصورة الوردية التى أظهرت بها أفلام هوليود الولايات المتحدة الأمريكية وكأنها الحلم الذى يجب أن يسعى لتحقيقه كل شاب !!!.

بالرغم من أن النقطة الإيجابية التى ظهرت من خلال تلك المسلسلات وهى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست كما تروج لنفسها بأنها بلاد حرية وتحقيق الأحلام بل بلاد امتهنت فيها العديد من النساء تم اغتصابهن وقتلهن والتخلص منهن بأبشع وسائل لا آدمية ،وظهرت بشدة على أنها كيف يمكن أن تكون كابوسا بشعا سمح للعديد من الأشخاص الغير أسوياء ليرتكبوا أبشع جرائم بحق غيرهم وبدلا من أن ينفذ فيهم القصاص العادل عن طريق المحاكم تم إبعادهم فقط وراء القضبان فى عقوبات هشة لا منطقية ، إلا أن هناك نقطة سلبية جدا فى تلك المسلسلات وهى أثرها المرعب الذى قد تتركه على الشباب والمراهقين بل على المجتمع أجمع ،فإعادة تمثيل تلك الجرائم يولد الإعتياد فيصبح لدى البعض الشاذ مألوفا ، كما يمكن أن يعطى الأسباب والطرق لكل من لديه الإستعداد للإنحراف عن الطريق القويم .

فى الختام أناشد الشباب بعدم مشاهدة تلك الأفلام والمسلسلات ، أو إذا شاهدوها بأن يركزوا على الجوانب السلبية وألا يعتادوا الجرائم أو يفكروا بأنها أمور عادية ،بل يتذكروا دائما بأن هذه جرائم بشعة وهؤلاء مجرمين لو كانوا ببلاد آمنة لما حدثت تلك الجرائم ولتمت محاكمتهم محاكمات عادلة تضمن القصاص العادل للضحايا ولكانت بمثابة الرادع المانع لتكرارها ؛ وأناشد أيضا أخصائيين علم النفس بتوعية الشباب والمجتمع بأثر تلك الأفلام والمسلسلات وتوعية الشباب بكيفية التصرف نحوها .