خالد درة يكتب : بالعقل أقول…( هجوم ”حماس” أم صور أضلع الجوعى ! .. )
على الرغم مما يحدث فى قطاع غزة من قتل و دمار شامل و تجويع مفجع و إبادة جماعية إلّا أنّ هذه الفترة هي فرصة قد لا تتكرر ، والدفع بالموضوع الفلسطيني على الساحة الدولية و الحصول على إعتراف واسع من الدول ، نافذته قصيرة ، و تحتاج إلى حصافة سياسية ..
فالبعض يرى أن التطور الدولي تجاه القضية الفلسطينية ، و بخاصة من الدول الوازنة الغربية ، كفرنسا و بريطانيا و غيرهما ، هو نتيجة رصاص "حماس" في 7 أكتوبر 2023 و لولاه ما كانت القضية الفلسطينية عادت على الساحة الدولية من جديد .. هذا من حق من يرى ذلك الرأي و يتبناه ، لكنه موضع خلاف ، فهناك رأي آخر هو أن ما استفز المجتمعات الغربية و حكوماتها هو الهياكل الإنسانية التي تظهر على شاشات الإعلام الغربي كل صباح و مساء ، بجانب الجهد الديبلوماسي الذي تقوم به الدول العربية في الفضاء الدولي للقبول بحل الدولتين ..
و قد يكون الإعتراف بالدولة الفلسطينية حالياً متوافر جزئياً ، فهناك 139 دولة معترفة بفلسطين رسمياً من جملة 193 أعضاء الأمم المتحدة .. بعد إعلان منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر 1988 استقلال دولة فلسطين ، مستندة إلى قرار الأمم المتحدة 181 ( قرار التقسيم ) ، باتت الدول تعترف بفلسطين ، في آسيا مثل الصين و الهند ، و في أفريقيا معظم دول القارة ، و في أميركا اللاتينية ، و بعض دول أوروبا الشرقية مثل بولندا و تشيكوسلوفاكيا و بالطبع روسيا !!..
و كان هذا الاعتراف مستعصياً في الدول الغربية من قبل ، أمّا اليوم تبدو بشائر الإعتراف من الدول الغربية الوازنة آتية ، بعد شهرين على الأكثر ، و خاصة من فرنسا و بريطانيا ، و عدد من الدول الغربية ..
و الملاحظ أن إعلان رئيس وزراء بريطانيا شروط الاعتراف يمكن أن يتغير ، إذا قامت إسرائيل بوقف الحرب في غزة ، و فتحت المعابر لوصول المساعدات الإنسانية ، و هو كناية عن اختفاء صراع الطناجر للبحث عن اللقمة ، و اختفاء الهياكل العظمية من الشاشات .. و و ضع هذا الشرط يعني بأن الدافع الرئيسي للاعتراف هو الهياكل العظمية ، التي تظهر في الإعلام الغربي كل صباح و مساء ..
و هنا تكمن الخطورة ، فهذه الفترة هي فرصة قد لا تتكرر ، و الدفع بالموضوع الفلسطيني على الساحة الدولية و الحصول على إعتراف واسع من الدول ، نافذته قصيرة ، و تحتاج إلى حصافة سياسية شديدة ..
و الإفتراض هو أنه إذا دخلت المساعدات بشكل واسع ، و خفت صور طناجر الأكل التي تتدافع حول أماكن توزيع الغذاء ، و اختفت أيضاً الهياكل العظمية التي تبدو الآن للعالم ، إذا تم ذلك ، ربما يتراجع حماس بعض الدول الغربية .. إلّا أنه قد يرى البعض أن ذلك صعب ، لأن الأمور قد وصلت إلى مكان لا يمكن الرجوع عنه ، و لكن في السياسة كل شيء ممكن ..
فلا تزال إسرائيل تملك عدداً من الأوراق ، منها السيطرة شبه الكاملة على وسائل الإعلام ، و على عدد من الأحزاب الأوروبية بمقولات معاداة السامية ، و التذكير بمذبحة الهولوكوست التى قد إنكمشت فعلياً بعد حالة التجويع التى تمارسها إسرائيل على قطاع غزة و موت الكثير من النساء و الأطفال ﻭ المسنين جوعاً ، و استخدام المال ، و أيضاً أسلوب التهديد والترغيب ..
إذاً … هناك فرصة أمام الفلسطينيين بكافة تشكيلاتهم لأن يتدبروا هذا الأمر ؛ فالشقاق الفلسطيني - الفلسطيني ، عقبة كبرى أمام تقدم القضية ، و كل فريق من الفرقاء الفلسطينيين يعتقد أنه يملك الحل ..
و الحقيقة الأخرى أن التوجه الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية ، يستثني علناً وجود "حماس" المسلحة أو حتى "حماس" السياسية في غزة ، أو في الضفة الغربية ، و هذه عقبة كبرى لأن "حماس" أو قيادتها حتى الآن لم تصل إلى تلك القناعة التي قد تقول إن "ما فعلناه يكفي ، و أننا فتحنا الباب للدولة الفلسطينية ، و علينا أن نتراجع لكي تقوم القوى الفلسطينية الأخرى بدورها في تحقيق الحلم ، فما يصلح للحرب لا يصلح للسلم"..
فهذه العقبة الرئيسية التي قد تؤخر أو تجمد أو حتى تدفع لمراجعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الدول الغربية الوازنة ، و بالتالي تخسر القضية مرة أخرى ، كما لم تخسر في السابق ..
و رأينا الجهد الديبلوماسي العربي مشهود ، و تم على رؤوس الأشهاد في الأمم المتحدة .. حتى الولايات المتحدة رغم معارضتها علناً للفكرة ، إلا أنها بعد حين ، إذا تهيأت الظروف التي تم شرحها في السابق ، أي تواضع سياسي من القيادات الحماسية ، و تقديم المصلحة الأوسع للفلسطينيين على مصلحة التنظيم ، وقتها قد تأتي الولايات المتحدة أيضاً إلى الطاولة و الإعتراف..
و اليوم تبدو هناك فرصة سانحة ، و هي الاعتراف الأوسع بدولة مستقلة على الأراضي التي احتلت بعد حرب 67 .. لكن المعارضة لهذه الفكرة من اليمين الإسرائيلي واضحة ، و لكن أيضاً هناك رأي عام في إسرائيل يتوجب التوجه إليه و إقناعه بخطأ مقولة أن "الأمن ليس وظيفة من وظائف الدولة الإسرائيلية ، بل شرط لوجودها"، حيث ثمة إقناع للجمهور الإسرائيلي بأنه مهدد بمن حوله .. لكن الحقائق على أرض الواقع تقول عكس ذلك ، فهناك سلام مع الأردن و أيضاً مع مصر ، و تجري أيضاً مباحثات نشطة مع سوريا ، كما لإسرائيل تمثيل في عدد من الدول العربية الأخرى ..
و لكن هذه الفكرة يجب أن تستثمر ، في الإعلام العالمي ، من أجل دحر مفهوم العقيدة الوجودية العسكرية لإسرائيل ﻭ إقامة دولة فلسطينية .












حبس 6 متهمين بسرقة أجانب تحت تهديد السلاح فى الجيزة
حبس عاطل سرق أسطوانة بوتاجاز بعد تداول فيديو على مواقع التواصل
اليوم.... ثاني جلسات محاكمة البلوجر ”أم مكة” بتهمة نشر فيديوهات خادشة وغسل...
النيابة تطلب التحريات فى واقعة استعراض بالدراجات النارية على طريق سريع بالقاهرة
اسعار الذهب مساء اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر