الثلاثاء 26 أغسطس 2025 04:26 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : (يوم تشريفه لهذا الوجود ، صلى الله عليه وسلم )

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

فلما وصل عبد المطلب ، ونظر للرسول صل اللهم عليه وسلم ، وإذا به كالبدر ، ثم نظر إلى صفاتهِ ، وكما قلنا من قبل أنه كان يسمع من أهل الكتاب ، في سفره ، عن صفات نبي آخر الأمة ،
فلما رآه ، هنا أيقن أن هذا المولود ، سيكون نبي هذه الأمة ،
فحمله عبدالمطلب ورفعه للأعلى يريد أن يعلن إسمه ، وقال يا آمنة ، فرفعت آمنة يدها ( بمعنى إنتظر يا شيخ مكة ، لا تُعلن اسمه ، وقالت آمنة : يا شيخ مكة ، لقد ولد ... لا كما يولد الصبيان، فقد ولد ساجداً إلى الأرض ، معتمداً على ركبتيه ويديه ، ينظر إلى السماء يفيح منه المسك ،فأبتسم عبد المطلب مندهشاً مسروراً ، وأرتسمت السعادة في وجهه ،
وقال : أي ورب البيت ، فلقد عزمت أن أسميه (محمدا )
قالت : ولِما يا شيخ مكة عزمت على هذا الاسم ؟؟ ،قال : يا آمنة ، لقد رأيتُ رؤيا في منامي ، فسألت أهل الرؤى عنها
فقالوا لي : يخرج من صُلبك رجلٌ ، يطيعهُ أهل السماء والأرض ، فإني أُحب أن أسميه محمدا رجاءً أن يكون محمودا في السماء و محمودا على الأرض ،
فأعلن إسمه محمد (صلى الله عليه وسلم) ،فدخلت ثويبة ((ثويبة كانت ، جارية لأبي لهب ، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة ،فلما سمعت الخبر ،إنطلقت على الفور مسرعة ،وهي تنادي ، يا أبا لهب ، يا أبا لهب،
( كان لقبهُ أبو لهب ، قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، إسمه الحقيقي ( عبدُ العزة ) ولقبه أبو لهب ، لأنه كان شديد الجمال ، وكانوا يرون وجهه كأنه طلعت الشمس ولهبها ،ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانهِ بالله ، فقال ابو لهب : ويحك يا جارية ما الأمر ؟؟!
قالت : ولِدَ لأخيك عبد الله مولود
قال : يا جارية أحقاً ما تقولين ؟؟!
قالت : نعم ، أي ورب البيت ، وقد سماهُ أبوك ( أي عبد المطلب ) سماه (محمداً) ،فقال لها من شدة فرحه ، وأنتي حرةٌ طليقة ياثويبة !!
فأعتقها وأصبحت حرة ، فلا أحد يستطيع وصف ، فرح ثويبة في تلك اللحظة ، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق ، إنطلقت مسرعة إلى آمنة ، وقالت يا آمنة أعتقني أبي لهب بسبب هذا الصبي ، ثم حملته وضمته إلى صدرها ، ثم قالت يا آمنة هل تسمحي لي أن أرضعه ؟؟ فسمحت لها ، فأرضعته ثويبة ، فكان أول لبن دخل فمه صلى الله عليه وسلم لبن ثويبة ،
فأول مرضعة للرسول صل اللهم عليه وسلم
كانت … ثويبة
أرضعته من لبن إبنها { مسروح } فمسروح أخو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الرضاعة
وأرضعت ثويبة ايضاً
سيد الشهداء ((حمزة بن عبد المطلب) رضي الله عنه أسد الله و رسوله وهو عم الرسول فكان حمزة ، عم النبي وأخو النبي بالرضاعة
كان قريب في العمر منه في سن الرضاعة ، وكان حمزة قد سبق الرسول صل اللهم عليه وسلم بسنتين من العمر ،
كما أنه قريب له من جهة الأم ، فأمه هالة بنت وهيب ، إبنة عم آمنة أم الرسول صل الله عليه وسلم ،
لذلك عندما عرض على رسول الله صل اللهم عليه وسلم وسلم الزواج من ابنة حمزة ، قال (لا تَحلُ لي ، يحرمُ من الرضاع مايحرمُ من النسب ، هي بنت أخي من الرضاعة)
ثم أرضعته أمه آمنة ( أرضعته أمه سبع أيام على التوالي .. وليس كما يقول بعض الجاهلين ، رفض أن يرضع من أمه هذا الكلام مكذوب .. أرضعته أمه سبع أيام لبن اللبان .. حليب اللبان يعرفه النساء ، يعطي المناعة للطفل والصحة،
ثم أرضعته … حليمة السعدية التي سيأتي ذكرها بالتفصيل ،
يقول إبن عباس رضي الله عنه وهو عم الرسول صل الله عليه وسلم
يقول يا رسول الله ، لقد رأيت أبي لهب بعد موته في منامي فقلت له :_ أي أبي لهب ماذا رأيت بعدنا ؟؟ ، (يعني كيف حالك بعدنا)
قال : لم أرى خيراً قط ، غير أني في كل يوم إثنين يخفف عني العذاب وأُسقى من ها هنا (ومد إصبعه الشاهد والإبهام) (يعني بحجم هالأصبعين ) أسقى من ها هنا ماء بارد لفرحي بمولد محمد وإعتاقي ثويبة ،
و هذا الكلام لم يؤكده نبينا محمد صل الله عليه و سلم
و إنما الرواية رؤيا رآها أحد أهله فقط ،
وبعد أن أعلن عبد المطلب عن اسم المولود وسماه (محمد ) صل الله عليه وسلم ، حمله و انطلق به بأتجاه الكعبة ، وهو مسرور مشرق الوجه قد فرح فرحاً لم يفرح مثلهُ من قبل .

طارق محمد حسين (يوم تشريفه لهذا الوجود صلى الله عليه وسلم ) الجارديان المصرية