الأحد 21 سبتمبر 2025 07:57 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

. وجيه الصقار يكتب : الوزير يفضل طلاب”الأهلية” !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

صورة واضحة فى خلل نظرة الدولة للتعليم، أن يقضى وزير التعليم العالى أول زياراته فى بداية العام الدراسى فى جامعة القاهرة "الأهلية"، مع أن الأولى هو زيارة الجامعات الحكومية العريقة وطلابها المتفوقين، مفضلا أولاد "الأهلية" لأن كلا منهم دفع نحو 150 ألف جنيه، فالتفوق فى معياره الرسمى لمن يدفع، وليس من ذاكر واجتهد وتفوق ودخل "الحكومية"، بل إن الوزير أكد للطلاب أن الدراسة "بالأهلية" أكثر تميزا فى التأهل لسوق العمل، مما يثير الانتقاد بالتفرقة فى التعامل مع أبناء الوطن، فإذا كان طلاب الجامعات الأهلية لا يزيدون على 3% من طلاب الجامعات فى مصر، فما معنى استمرار "الحكومية' والتفوق الدراسة لطلابها ؟! لكن مفهوم الواقع للأسف أنها سبوبة للمال أكثر مما يذكر الوزير، ليدخل الاهتمام بالتعليم الحكومى منعطفا خطيرا برغم أنه 99.5% من التعليم الجامعى بمصر، لتتحول إلى مجرد شهادات لا تؤهل للعمل ومصيرها الموت على قيد الحياة، وفى أقل برامج تعليمية بالنسبة للأهلية والخاص، وهو اعتراف بأن "الحكومية" دون المستوى التعليمى المتميز، بل ليس من أولويات الحكومة، فأصبحت تعتمد "للأهلية" برامج للنهوض بتنمية المهارات وسوق العمل المتميز. يشهد فى ذلك الدخل الخيالى من الجامعات الأهلية والخاصة بالمليارات ، وهذا نذير خطر يهدد أمن الوطن، لأن غياب الشفافية فى التعليم المصرى بالحكومية تغيب معه المنافسة دوليا، عندما يذكر الوزير أن التعليم بالأهلية أكثر تميزا من الحكومية وبه برامج دراسية حديثة تواكب مُتطلبات سوق العمل العالمية والنظم التعليمية الدولية. نجد الكارثة تتجسد أيضا فى نظام "الكريدت" الذى ابتكرته الأقسام بالكليات تحايلا للحصول على المال الوفير، يثير تساؤلات فى التفرقة فى مستوى المادة العلمية التجريبية لطلاب السنة الدراسية الواحدة، وتلك مصيبة لأن المفترض أن تكون التفرقة فى الأداء والإبداع التعليمى، ويحضرنى مثال بأن طالب الأهلية والخاصة وهو دون المستوى المتميز علميا يدخل طب بمجموع ربما 75% بينما قرينه يدخل معهد فنى صحى حاصل على 90% ثانوية، وفى النهاية يكون الأقل علما وذكاء يصبح الأرقى وظيفيا وموقعا بفلوسه وليس بالكفاءة، حقيقة واقعة إن الجامعات الأهلية قنبلة موقوتة بين الجامعات إضافة إلى "الكريدت" صورة مشوهة للتعليم المصرى الوطنى، لماذا لا تعطى الدولة طاقتها والتعليم المتميز والجودة بلا تفرقة بين أبناء الشعب لنحفظ كيان الوطن، ويكون الولاء عنوانا لنا جميعا...إن التفرقة وتمييز الأقلية بدفع المال سيكون معول هدم للدولة ويهدد مستقبل الأجيال.. فالنموذج سيئ وهادم للوطن..