الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 06:42 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : حدث عظيم ، ومائدة عامرة ، ورئيس من زمن قادم !!

الجارديان المصرية

إنه مثلث متساوي الأعضاء. الحدث والرئيس والمائدة ، الحدث : تجمع قادة الدنيا تجاوباً مع الدعوة التي أطلقتها القيادة السياسية المصرية.
والرئيس أحد أهم الزعماء العالميين بما لا يدع مجالاً للشك ،
فمن ذا الذي كان يتصور أن يرى - ولو في عالم الأحلام – أن ينعقد مؤتمر مثل الذي انعقد علي أرض الكنانة ، في ضاحية شرم الشيخ بالغة التميز المكاني والبروتوكولي ؟.

من كان يتوقع مفاجأة القيادة السياسية بالغة الدهاء والذكاء ، والتي حمت مصر والمنطقة والعالم تبعات حرب ، لم يكن يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى ؟ !!

من كان يتخيل اللي حصل في شرم الشيخ ، الله الله علي تلكم النتائج المذهلة ، ده مش مؤتمر سلام.. ده إعلان رسمي للعالم كله إن مصر رجعت لمكانتها الطبيعية ، قائدة المنطقة وسيدة الشرق.

يكاد يتفق معي أهل الرأي وسدنة الحرف علي أن ماحدث علي أرض شرم الشيخ هو شهادة على قوة وصلابة الدولة دي وعلى تمتع القيادة السياسية المصرية بكل ما وصلت إليه معايير الحذاقة والرؤية السياسية نافذة الحواجز. والتي تقدر الأمور بمقدار المصلحة العامة ، والرؤية البعيدة ، منزوعة التهور والغطرسة والانفعال ، يا له من رئيس جميل نشل شعبه و منطقته من مواجهة عسكرية ثقيلة ، (كان مستعد لها) أيما استعداد !!

لقد تحمل ما لا تتحمله الجبال من لوم المتسيسين الذين لا يعرفون فقه "بعد النظر" ، فقه" تقدير المالات " ، فقه "إزالة الضرر" والذي لا يزال بضرر أعظم أو مساوي له !!

لقد أثبت فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه سياسي من الجيل الذي لم يأت بعد ، من أجيال ما بعد الذكاء الاصطناعي بمسافات شاسعة .

الحق يا فخامة الرئيس أنك حققت إنتصار متعدد الجهات والوجهات ، إنتصار علي المتربصين ، إنتصار علي عشاق الدم ، إنتصار علي السطحين .

دعني اصارحك بأننا كنا خائفين علي الأرض لدعاوي التهجير القسري لأهل غزة !!
كنا خائفين علي القناة ، كنا خائفين علي أنفسنا وأهلينا.

كنا خائفين علي جيشنا الباسل العظيم من أن يفقد ولو جندي واحد من رجاله الأبطال!!

كنا خائفين علي بلدنا بعد أن أصبح جميلا ، كنا خائفين علي .... ، و،،......الخ .
لكن الله ــ سبحانه وتعالى ــ ألهمك التدبر السليم ، والتفكير الإبداعي الذي جنب الجميع ويلات الدم وأرجع الحقوق .

قل بالله عليك ما بينك وبين ربك أن يوفقك كل هذا التوفيق ؟ ، ففي ظل الأجواء المضطربة ، والتي لا تفصل بين صديق وعدو ، بين حليف ومناوئء ، تدعو لوقف الحرب وتدعو للاعمار ، وترمي بالقضية المائية في ملعب الأمم المتحدة ، وتهيأ الأجواء لاعتبار القاهرة مقر الإهتمام المائي العالمي المضطرب !!

إذ من ذا الذي يرضى لبلده أن يبقى رهين صراع ديكة إقليمي ، ينقر طرف من أطراف اتفاقيات كبري الآخرين الموقعين معه علي تلك الاتفاقيات حتى يدميهم غرقا ، ثم يخلد إلى الراحة ، دون أن تدول تصرفاته وحركاته وألاعيبه دولياً ، طالما نتكلم عن سلاما شاملاً للمنطقة !! بينت خبث فعله ، وعظيم مكره ، ثم إن عاد فلا لوم دولي علي ما سيلحق به دمار لا قبل له به !!

فهنيئًا لأهل غزة الصامدة، غزة العزة، على طيّ صفحةٍ دامية من تاريخها الحديث، بعد عامين من حربٍ قاسيةٍ غير مسبوقة في طولها وضراوتها، وضعت القطاع الصغير في قلب مأساةٍ إنسانيةٍ هزّت ضمير العالم.

أما عن المائدة ، فحدس ولا حرج : من حقك عزيزي القارئ أن تسائله معي : أي مهارة تلك التي ساعدتك لتجلس العالم علي مائدتك ، لتنهي حربا لم تسلم أسرةٌ غزوية من فقدٍ أو ألم منها ، بل تحوّلت أحياء بأكملها إلى ركامٍ صامت، فيما نزح مئات الآلاف من العائلات مراتٍ متكررة بحثًا عن مأوى آمنٍ لا وجود له.؟

اي توفيق هذا الذي فرض وقف إطلاق النار ، ذلكم القرار التاريخي الذي يعيد بصيص الأمل إلى قلوب المنهكين، وليفتح بابًا أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار واستعادة ما دمّرته الحرب الظالمة الغاشمة .

اسمح لي فخامة الرئيس أن أقول : أن هذا الإتفاق يمثل محطة مفصلية ، ليس فقط في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل في الوعي الدولي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، بعدما وقف علي مدى حجم المأساة التي عاشها القطاع المحاصر. ووقف علي حجم جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع الممنهج، بلا حياء ولا خشية من القانون أو الضمير. هذا الوعي ( الذي أحدثته ) سيكون ظهيرا لأمن غزة في قادم الأيام.

ومن علي مائدتك يا داهية قادة العالم ، فتحت المنافذ لتطل منها رقاب الغزيون إلى مستقبلٍ تسوده الحرية والكرامة وإعادة البناء، مستقبلٍ تُغرس فيه بذور الحياة بدل رائحة البارود، وتعود فيه غزة لتكون مدينةً للأمل، لا عنوانًا للمأساة.

دعني ادعي أن أعرف السبب الرئيس في تلك النجاحات الغير المسبوقة في أفكار القادة العرب ، حيث أدعي ، أن التوفيق الإلهي والمدد الرباني للاجتهاد البشري الذي بذلته ، هو ما اخرج هذه اللوحة الجميلة متعددة النتائج الإيجابية ، بل والغير متوقعة البتة !!
تحية إكبار وإجلال لتلك الجهود التي بذلت ، والله أسأل أن يديم عليك التوفيق والمدد لتخطوا بنا مشوار النماء والارتفاع ، وإني لأري بمشيئة الله شمول ذلك التوفيق والمدد الرباني كل جوانب الحياة في مصر عاجلا غير آجلا . تحيا مصر عزيزة أبية بأبنائها البررة ، وجيشها الباسل ، وهيئاتها العظيمة ، وشعبها المؤمن بها ، والمحب لترابها . والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم حدث عظيم ومائدة عامرة ورئيس من زمن قادم !! الجارديان المصرية