السبت 27 أبريل 2024 03:35 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات تحت الحزام

عبدالنبي عبدالستار يكتب : حكايتي مع الرئيس مبارك

الجارديان المصرية

لم أتصور فى يوم ما، فى لحظة ما، اننى سيأتى عليَّ يوم تتحول مشاعرى تجاه الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بهذه الصورة، أو اكتشف أن قلمى ظلمه ظلما بينا على مدى سنوات وسنوات، كنت خلالها مندفعا، متهورا، مبالغًا فى تصوير بشاعة الواقع فى عهده، كنت أظن -وكان ظنى اثما- أنه وراء كوارث البشرية، وأن رجاله افسدوا قارات العالم الست، وإن رحيله عن السلطة كفيل بأن يجعل مصر من دولة نامية إلى دولة عظمى، وأن الأمن والأمان والعدل والرخاء والنقاء سيعم أرجاء مصر المحروسة، وأن لون الحياة من بعده سيكون ورديا. 

الآن وبعد 7 سنوات من رحيله عن السلطة، وجدت أن الأمور تزداد سوءا، والواقع يزداد سوادا، ومساحة العدل تتقلص، والفقراء يزدادون فقرا، والمرضى يحتضرون، والاقتصاد ينهار بسرعة البرق،7سنوات عجاف مرت على وطنى وعلى شعب بلدى، وعلينا جميعًا، تقزم البشر على كافة المستويات، ساد الفساد أرجاء البلاد، وعم الظلم بين العباد، واتشح الكل بالسواد، وأدركت اننى كنت ظالما لمبارك غير عادل فى تقيمى للواقع. 

الآن فقط.. أجد نفسى مدركًا لقيمة مبارك ورجال مبارك وأولاد مبارك، وهذا لا يعنى اننى فقدت إيمانى بقدرات الرئيس عبدالفتاح السيسي ولا بوطنيته، فقط أدركت أن رجاله أقل من التحديات الرهيبة التى تمر بها البلاد، وأدركت أن تيار الفساد أقوى من نظامه رغم محاولات مواجهته. 

وأعود لمبارك وأقول اتركوا الرجل يعيش أوقاته الأخيرة، حرا، طليقا، مستمتعا بمشاعر حب معظم أفراد الشعب له، وإذا قلت له يومًا تيجى تقابلنى يا ريس تهكما، فأنا أقولها الآن حبا ورغبة فى تقبيل رأسه.
 
                            وحسبنا الله ونعم الوكيل

مبارك السيسى التحدبات الرهيبة