الجمعة 26 أبريل 2024 03:22 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة اللبنانية راوية المصرى تكتب : فاجعة بحجم الوطن

الكاتبة راوية المصرى
الكاتبة راوية المصرى

فاجعة بيروت لم تكن الأولى منذ تأسيس لبنان الكبير الكوارث والمآسي التي مر بها الشعب اللبناني لا تعد ولا تحصى ، ولكن هذه المرة تختلف عن سابقتها هذه الكارثة أتت من أعداء الداخل الاشد اجراما من اعداء الخارج.

كثرت التحليلات والتكهنات عن الأسباب ولكن لا يهم معرفة السبب عن موت الأبرياء وتدمير نفوس الاحياء، لأن جرائم لبنان حالة مستعصية لم تكشف إلا اذ كانوا المسؤلين عنها ضعفاء اي غير محميين من ساسة الوطن وتدون ضد مجهول، اذا لماذا نسأل عن السبب وعن المسؤول ومن هم لتحاسبوا، لنهتم بالنتيجة الأخيرة وعدد الضحايا والجرحى، ولا نشغل أنفسنا بأشياء كبيرة على عقولنا، معقول نعطي رأينا بوجود دولة وقضاء لنكتفي بالحزن والاستنكار بخجل لموت الأبرياء ونبكيهم بصمت.
ونسأل أنفسنا سؤال متى كان يوجد في لبنان قضاء عادل وغير مسيس ومرتشي وموظف من قبل رجال دمروا الحجر والبشر بحرب طائفية بين الإخوة، وما زالت مآسي الحرب والقلوب المشحونة حقدا وكراهية تتناقلها الاجيال،
حتى لو كشفت جريمة لا يعاقب مرتكبها، المجرمون في بلدي مدللون العميل المسؤول عن تعذيب وموت الناس يسافر بطائرة خاصة معزز مكرم المجرمين الذي قتلوا وعذبوا رجال الوطن يذهبون مرفوعي الرؤوس. اي عدل وأي وطن وأي قضاء تنتظروه،
كيف لكم ان تثقوا بسلاطين همهم الوحيد الكرسي جوعوا وقتلوا وهجروا وظلموا اي قضاء سيكون تحت سلطة هولاء المجرمين ، وكيف له ان يكون عادل وكيف يتجرأ على اسياده وينطق بالحق هذا وهم تتناقله الشعوب المغلوب على امرها لأنها عاجزة عن فعل أي شيء آخر .

عند الحديث عن مادة نترات الاومونيوم وعن اخطارها الذي حدثت كوارث في اكثر من بلد وهي مادة شديدة الانفجار وتستخدم للزراعة وتفجير المناجم ويصنع منها العبوات والقنابل وغيرها
وهذه المادة استعملت بكثير من الأماكن بهدف التفجير واغتيالات وانتحاريين ومتشددين في العالم .

ثمانية سنوات مواد متفجرة خطيرة موضبة بطرق غير قانونية لماذا هذه المواد موجودة في شريان الوطن الاساسي، ومن أصحابها ومن أين اتت والى أين ذاهبة، طبعا سيجدون التبريرات المناسبة لعروشهم ومن الطبيعي أن يحاسب ربما الحداد الذي لحم فتحة الباب وينتهي الموضوع .

اما الضحايا هم شهداء وطن والجرحى يجب ان يضحوا كرامة للوطن ، والجوع يفتك بالشعب اللبناني كرامة لحرمة الوطن يجب أن يستسلموا لمصيرهم الأسود، ومستقبل أبنائهم الذي تعرفوا على جميع أنواع المهدئات، واصبحوا يتمنون الموت عشرات المرات في اليوم الواحد، ومرضاهم الذي يموتون على ابواب المستشفيات، وكبارهم تاكل من النفايات، ونسائهم تشلح بقوة السلاح لتطعم أطفالها يجب أن تصبروا ،
ربما لم يكن مكتوب لكم حياة كريمة ومستقبل في هذه الدنيا الفانية، ولكن ربما تكونوا من أهل الجنة اذا صبرتوا على الذل والجوع والمرض والظلم والقهر.

رحم الله ضحايا الاهمال وشفى الله الجرحى ولكن ماذا عن تدمير الحجر والناس الذي تفقد قوت يومها وتشردت من بيوتها ماذا عن القهر النفسي والخيبات المتتالية من دولة العهر والفساد الذي ينتظرون الكارثة حتى يتسابقوا بالتسول على دماء الشعب اللبناني .
مرة جديدة تضامن العالم مع فاجعة بيروت وبدأت الدول ترسل طائراتها لمنكوبين الأنفجار ورغم الترجي والامنيات من المجتمع المدني أن لا يسلموا المساعدات للدولة اللبنانية ولكن لا حياة لمن تنادي .
المساعدات الإنسانية تصل الى الدولة اللبنانية ممكن ان يظهر من الجمل اذنه من أجل صور السيلفي،
وياكلون الجمل بما حمل وهذا ليس جديد مساعدات حرب تموز كانت تباع في المتاجر بكل وقاحة لا حسيب ولا رقيب، على عينك يا تاجر.
لبنان بحاجة الى حضانة جديدة لأنه عاجز ان يقوم بواجباته تجاه أبنائه والاوصياء السابقين، الحاليين ، ليست أهل للقيام بمسؤلية وطن وشعب ، أكثر من ثلاثين عام وتجار الدم والدين يفتكون بالوطن حتى اصبح ركام لا هوائه يشفي العليل ولا اللبناني خلقوا الله وكسر القالب، نحن شعوب تافهة ومسييسة وفارغة وعاجزة، لنعترف أننا لا نصلح إلا عبيد للسلطان وكفى تفاخر بأشياء لا نملكها.

عدد الضحايا بلغ 113 والجرحى نحو 4000 وعشرات المفقوين فضلا عن الخسائر المادية التي قدرت ب خمس مليارات دولار، وحالات الهلق والقهر ، لا ثقة بدولة مجرميها احرار اذا اتفقوا اكلو الزرع واذا اختلفوا يبدؤا التلويح بحرب داخلية وخارجية.
ام الدنيا ستلملم جراحها وتنهض من تحت الردم من جديد ولكن النفوس المكسورة لا يمكن ترميمها ، نكسوا اعلامكم وطأطؤا روؤسكم لبنان ينزف .
رحم الله الاموات والاحياء في هذا الوطن.

كل الشكر والتقدير لجميع من تضامن لأجل جراح لبنان وقدم التعازي بالابرياء. ونشكر كل من شمت وتمنى المزيد من الدمار والموت لشعب مقهور وضحية سياسات قذرة.