الجمعة 26 أبريل 2024 03:12 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتورة سلوى سليمان تكتب : رفقا بالقلوب

الدكتورة سلوى سليمان
الدكتورة سلوى سليمان

كان لي صديقة قريبة جداً إلى نفسي أجدها بجانبي في كل اوقاتي،سعادتي وحزني ، اذهب اليها محملة بأعباء ومشاكل وأرجع مرتاحة البال والخاطر فلم تردني مكسورة ولكن كانت دوماً تعلو بي وتدفعني كي أنهض واعود إلى حياتي شامخة الرأس تتخلل الطاقة الإيجابية ارجائي لمواصلة المشوار ، اتذكرها دائما فقد كانت ملجأئي وملاذي ، تسمعني بلا ملل وتحاورني بكل أريحية وتنصحني بحب وصدق إنها صديقة عمري . لم أكن اشعر الا أنها رفيقة دربي، أخت لي مرآة تعكس كينونتي، وصاحبة معتقداتي، وأفكاري؛ لكن لا يبقى الحال على ما هو عليه؛ فسرعان ما تغيرت وتبدلت وأصبحت وجها آخر يلوذ بالعبوس والسطحية وجه غير صافي غير مريح .. فلم تعد تبالي بي ولا تكترث بسماعي، صنعت فجوة بيننا تزيدها اتساعا بين الفنية والفنية بشكل هستيري ، وأتساءل هل هي هكذا من البداية ولم أكن استطيع التوغل في أعماقها فلم اعرفها بدقة؟ هل كانت مجرد قناع يخفي حقد وكره وغاية ...ومع الوقت تغيرت ؟!
فسرعان ما أثبتته الأيام أنها لا تحمل من معان الإنسانية الا القليل جدا وأنها كانت تتودد الي ،وتتلون كالحرباء متقمسة الحب والخوف على مصلحتي وصورتي أمام العالم والناس فقط لتحقيق أهداف خاصة بها ولكنها أهداف طويلة الأمد تلك الأهداف استدعت منها التمهيد والتكلف والمبالغة في المعاملة التي تتسم بالحب والقرب الشديد ...
الهذه الدرجة يستطيع الإنسان أن يرتدي أقنعة ويبدلها حسب الهدف والموقف . هل الخداع أصبح حرفه يمتهنها من يفقد ضميرة ...هنا أخذت منها حذري...لم يكن ليطمئن لي بال حتى أواجه هذا الجُرم الشنيع البغيض الذي جعلني حزينة منقبضة الصدر، وجعلني وهنة العزم ومنعني أن أجزم أمري واسير في قصدها إلى غايتها ولكني اعتزمت أن اتريث في الأمر حتى تتجمع لي اسباب أقوى من مجرد حديث، فلم يسعني إلا أن أقر بجرحي واراقبها عن كثب لأرى ما يحدثة التمثيل من الأثر في نفسي فأتيقن عن يقين فكنت اظهر بجانبها لاراقب تصرفاتها وأجد أهدافها تذوب كثلج في ماء حار .كي تدرك جرمها الشنيع البغيض الذي لا يطيقة شخص أوتي من رقة الطباع ودماثة الخلق ؛ كي أعود إلى سابق عهدي فانجو بنفسي وكرامتي ...
واخيرا .. ان اللعب بالقلوب تحت أي مسمي - حب صداقة او اي علاقة -يعد أخطر أنواع القسوة وابشع أنواع القتل لما يحدثه من دمار شامل يؤثر على الفرد فيجعله ضحية مكسورة طيلة الحياة ، رفقا بالقلوب حتى لا تذهبو وتتركو خلفكم أشلاء مبعثرة لن يقدر الزمان أن يجمعها مرة ثانية...