الجمعة 26 أبريل 2024 01:23 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( ربِّ أرجعون لعلّى أعمل صالحاً !)

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

من كتاب البداية والنهاية لإبن كثير
وأنا أتابع وأتتبع رحلة ذو القرنين عندما سار مع قومه طالباً عين الحياة حيث وصل إلى "وادي الظلمات" فوطئ جماعته بأقدامهم شيئاً دون أن يعرفوا ما هو هذا الشئ ، فسألوا ذو القرنين عنه فأجابهم بكلام جميل ...
هذه الأرض من حمل منها شيئاً ندم ، و من لم يحمل منها شيئاً أيضاً ندم !!
فبعضهم قال : طالما أنّ العاقبة هي الندامة فى الحالتين ، فلماذا نحمل؟!
وبعضهم الآخر قال : نحمل فلن نخسر شيئاً .!
فلمّا صاروا إلى "النور" نظروا إلى ما حملوه .... وإذا بهم يشاهدون أن ما في أيديهم مجوهرات .!!
فنظروا إلى بعضهم فى تعجب وحيرة من أمرهم !!!
فالذي لم يحمل منها ندم ، و الذي حملها كذلك ندم ... كما قال ذو القرنين لهم !...
أمّا كيف ندم من حمل المجوهرات !؟ فندم لأنه لم يحمل أكثر وأكثر مما جعله يندم ويتحسر على عملته؟. فلو نظرنا إلى حياتنا وما نعيشه ونمرُّ به من أحداث وظروف على مدار اليوم الواحد والشهر الواحد والعام الواحد لوجدنا أن حياتنا أشبه ما تكون في هذه الدنيا بوادي الظلمات الذى نسير فيه لا نرى شيئاً ونتخبط فى أشياءٍ ربنا إن بدت لنا تسوئنا أو أن تكون لنا كنزاً وزخراً ، و عندما نخرج من هذه الدنيا إلى عالم الآخرة حيث النور الإلهي ، ستنجلي الحقيقة أمام أعيننا ويظهر الحق ويزهق الباطل ...
فالذي عمل و أجتهد سوف يندم لأنه لم يعمل أكثر ، وسوف يتحسر على ما مضى دون تحصيل المزيد من عظيم الثواب والأجر ،
و أما من لم يعمل شيئاً لآخرته و أنشغل بملذات الدنيا ، فسوف يندم على ما فاته ، و يعضّ على يديه ، وسيصرخ باكياً : ربِّ أرجعون لعلّي أعمل صالحاً .
يوم لا ينفع فيه مالُ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم.
ونحن فى هذه الأيام المباركات نتعرض لأيام نفحات كما ذكر رسولنا الكريم قائلاً : إنّ لكم فى أيام شهركم هذا نفحات ألا فتعرضوا لها ... فنقترب بها إلى الله لعلها تكون سبب لأن تغفر ذنوبنا و أن تشفع لنا عند ربنا ، فما أحوجنا ونحن فى أشد الحاجة إلى ما يمحوا لنا الذنوب ويغفر لنا الذلات فنحن الضعفاء الأذلاء .