الجمعة 19 أبريل 2024 09:20 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( تبسطوا يرحمكم الله ...!! )

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

قديماً قالوا : زوال الكُلفة يزيد الأُلفة ...
وقالوا تزاوروا تهتدوا ...
التزاور واللقاءات وقعدات السمر والمحبة التى تعودنا وتربينا عليها منذ الصغر نراها وقد إختفت وتكاد نقول أنها إندثرت وأنتهت ولم يعد لها أثر بخلاف ما كانت عليه من تبادل وتعايش وإخاء وصداقة والجو العائلى الجميل الذى عشناه وتربينا عليه وفقدناه ...
ومن العوامل التى ساعدت على ضياع هذه الزيارات وقلتها وربما منعتها نهائياً هى المفاخرة بتقديم الضيافة ..
فقد أفسدت فرحة اللقاء وأصبح التزاور هماً بعد أن كان سروراً ومنتظراً ..
فما أجمل البساطة والتواضع ، فالناس لم يذهبوا لبعض من مجاعة ليأكلوا ما لذّ وطابَ عندهم ..
إنما ذهبوا للأُنس بهم والإستمتاع بالوقت معهم ، ولكن البعض حوّل هذا الأُُنس والإخاء والمحبة إلى تعب وهَم وشقاء....
فقل المتزاورون ، وثَقُل الضيف على المزورين لِما ذهبت البساطة ، وطغت الكُلفة..
ويصّر صاحبنا على أن لا يدخل بيت زائره إلّا شارياً معه شيء ..
وصاحب البيت يرهق أهله ، ويُفرغ جيبه من أجل زائر حبيب لم يكن يريد من وراء الزيارة إلا رؤية حبيبه فقط ، أو تَفَقْد قريبه..
لذلك قل طرْق الأبواب ، وتزاور الأصحاب ، وكثر التلاوم والعتاب ..
ولو فهموا لعلموا أن الأمر كما قيل قديما : ( الكرم شيء هين .. وجه طلق .. وكلام لين !! )...
ورحم الله من قال : أحب إخواني إليّ من لا يتكلف لي ، ولا أتكلف له..
ورحم الله غيره عندما قال :
زوال الكُلفة يزيد الأُلفة ..
فكم ظلمنا أنفسنا عندما ضيّعنا التزاور من أجل كرم مستعار !!
تبسطوا يرحمكم الله ... فالزائر بيته مملوء طعاماً ، والمَزُور نعرف أهله كراماً .
فجلسات الود مع الأحبّة على كوب ماء و تمرات وفنجان قهوة خير من تأخر البركة عن بيوت غاب عنها طرق الضيوف .
يرحمكم الله إجعلوا شعارك من الآن ونحن فى أيام مليئة بالنفحات والكرامات والتقارب والزيارات هو( زوال الكُلفة يزيد الألفة ).