الخميس 25 أبريل 2024 06:38 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( صدق اللحظات و حُسن الخاتمة ..! )

خالد درة
خالد درة

مما يأسرني في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، هو أن الله حجز ثلاثة مقاعد منهم لأصحاب اللحظة الواحدة ... رغم إن أربعة منهم أعمال دائمة على مدى حياة الشخص ، كالإمام العادل أو الرجل الذي قلبه مُعَلق بالمساجد أو نشأة شاب في طاعة الله أو الرجلين اللذين تحابّا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه ... هى أعمال محتاجة للوقت و الجهد قبل الصدق على مدار عمر الإنسان ..
لكن أن تدرك ظل الرحمن بلحظة واحدة صادقة ؟!...
فقد خصص الله ثلاثة أماكن لأصحاب لحظات الصدق من أصل سبعة ..
فرجل تصدق بصدقة( مرة واحدة ) فأخفاها ..
و رجل ( مرة واحدة ) ذكر الله فيها خالياً ففاضت عيناه ..
و رجل ( مرة واحدة ) دعته إمرأة فيها ذات منصبٍ وجمال فقال إني أخاف الله ...
فصدق اللحظات له ثمنه عند الله ، فأنتبه للحظات عمرك وخواطرك .
فطوبى لمن صحّت له خطوة ( واحدة ) لم يُرِد بها إلا وجه الله تعالى ليحسن بها خاتمته ويقابل ربه وهو فى أسعد حال وقد رضى الله عنه ...
وليس المقصود من حسن الخاتمة أن تموت و أنت في المسجد أو على سجادة الصلاة أو تموت و المصحف بين يديك ، فقد مات خير البرية جمعاء و هو على فراشه ، و مات صديقه الصديق أبو بكر و هو خير الصحابة على فراشه ، و مات خالد بن الوليد على فراشه و هو الملقب بسيف الله المسلول و الذي خاض ١٠٠ معركة ‏و لم يخسر أياً منها ، و لكِنَّ حُسْنَ الخاتمة :
هو أن تموتَ و أنت بريءٌ من الشرك ..
هو أن تموت و أنت بريءٌ من النفاق ..
هو أن تموت و أنت مفارق للمبتدعة بريء من كل بدعة ..
هو أن تموت و أنت على الكتاب و السنة و مؤمن بما جاء فيهما دون تأويل ..
‏هو أن تموت و أنت خفيف الحمل من دماء المسلمين و أموالِهم و أعراضِهم ، مؤدياً حق الله عليك و حق عباده عليك .
وأن تموت سليم القلب طاهر النوايا و حَسَنَ الأخلاق ، و لا تحمل غِلاً و لا حِقداً و لا ضغينة لمسلم ، و أن تصلي خمسَكَ في وقتها مع الجماعة لمن لهم حقُّ الجماعة ، و أن تؤدي ما افترضه اللهُ عليك وأن تحسنوا وتصدقوا اللحظات ...
فاللهم أَحسنْ عاقبتَنا في الأمور كلِّها و أجرْنا من خزي الدنيا و عذابِ الآخرة .
اللهم أَحسنْ خاتمتَنا و ردَّنا إليك مرداً جميلاً .