الأديبة نور قزاز تكتب من اسطنبول : جلادين للآخر باسم الدين


في عز خيبتي وألمي لم أكن أريد ممن أحبهم دروساً في العقل والمنطق والدين من منظورهم ولا أصابع تشير إلى أخطائي وتضعها بعيني و لا حواجب مرفوعة تشعرني أني مذنبة حد تهافت المصائب علي ، كل ما أردته أرواحاً حانية تحبني وتحضنني بكل أعطابي أرواحاً كروح أمي تمنيت لو تحولت جميع الأرواح التي تدعي محبتي كروح أمي ، أرواحاً تحترم وجعي ولا تجامل من آذاني أمامي باسم العقل ، أرواحاً تقول لي لا تحزني إن الله معك ويحبك إن الله رب قلوب وقلبك نقي ، كل ما احتجته وقتها مشاعر محبة حقيقية كتلك التي طالما بذلتها من روحي و أحطتُ بها كل الحزينين المخذولين المتألمين و دفأتهم بها ومسحت بكفي على رؤوسهم مسحة محبة كل ما أردته هو أن تتشابك الأيادي التي تحبني لدعمي و تمسح على رأسي لأني فعلاً كنت بمشاعر يُتم من الخذلان و لم أرد إلا الحضن . إن النصائح التي تأت في الوقت الغير مناسب لها تصبح كالحجارة بل أشد قسوة ، إن الدين يا أيها الذين آمنوا هو فيض رحمة ، حرارة تشع من قلب رحيم ممتلئ بالحب و ليس طقوساً ظاهرية تضخم الأنا والنرجسية بداخلنا و تجعلنا جلادين للآخر باسم الدين وتجعلنا غارقين في القسوة و اللؤم و الاسراف بالمنطق ونحن نظن بأننا متدينين فالدين الحق يفجر ينابيع الحكمة النورانية في القلوب لتعرف متى تقسو ومتى تلين.
#مقطع من رواية قيد الكتابة #نورقزاز