طارق محمد حسين يكتب : جهود الدولة لمواجهة التغير المناخى

التغير المناخي قضية الساعة التي تؤرق شعوب العالم وحكامه ، بعد ان ضربت موجات الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات العاتية بلاد كثيرة على غير العادة ، مسببة خسائر فادحة في الارواح والمحاصيل مهددة لحدوث ازمات في الغذاء على مستوي العالم ، فهل نحن بمصر بعيدين عن هذه الازمة ؟ وما هو الدور الذى تقوم به الدولة لمواجهة هذا الوحش الذي صنعه الانسان بتخريب الطبيعة عن جهل وعن عمد ، فقد قامت الدولة بتقديم المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية فى إطار استضافة مصر لمؤتمر المناخ Cop 27 ، والمبادرة نموذج رائد وفرصة غير مسبوقة وطنيا ودوليا للاستفادة منها عالميا ، حيث ترتكز المبادرة علي تنفيذ وتطبيق مشروعات بيئية على أرض الواقع ، تستهدف هذه المشروعات التي تراعي معايير الاستدامة البيئية إلي خفض انبعاثات الكربون والمحافظة على الموارد الطبيعية ، وكذا المشروعات التي تعزز كفاءة الطاقة وتحافظ على التنوع البيولوجي وتساعد على التكيف مع متغيرات المناخ ، وسوف يتم تنفيذ المبادرة الوطنية بكل المحافظات بحيث يتم وضع خريطة للمشروعات الخضراء والذكية علي مستوي المحافظات ، وجذب الاستثمارات اللازمة لها حيث تسعى مصر لتطوير بنيتها التحتية بإصدار السندات الخضراء لدعم و تمويل المشروعات الصديقة للبيئة ، ومن خلال عدد كبير من المشروعات في مجالات النقل والطاقة الجديدة و المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمدن الذكية ، ومن هذه المشروعات حماية الشواطئ من التغيرات المناخية بهدف إيقاف تراجع خط الشاطئ نتيجة لعوامل النحر ومواجهة ارتفاع منسوب سطح البحر والظواهر الجوية الحادة ، كذلك هناك مشروعات الهيدروجين الأخضر وهو نوع من الوقود الناتج من مصادر متجددة ، بفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء ليصبح طاقة نظيفة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي والذي يسبب الاحتباس الحراري ، ويمكن استخدامه في وسائل النقل والتدفئة وتوليد الكهرباء وتخزين الطاقة ،ان مصادر الطاقة المتجددة ستظل استثمارا جذابا في مصر في ظل الدعم الحكومي القوي لقطاع الطاقة ، وكذلك مشروعات التحكم في التلوث ومنعه ،وهناك الاقتصاد الأخضر الذي يحقق وفرا اقتصاديا كبيرا كما أنه يحمي البيئة من التلوث والمخلفات ويعيد استخدام الموارد والخامات من خلال إعادة التدوير ، ويوفر جزء من الطاقة غير المتجددة ( البترول والغاز) من خلال استخدام الطاقة المتجددة في مشروعات بيئية ، فهو اقتصاد صديق للبيئة يقلل من نسبة الكربون وعوادم السيارات والانبعاثات الضارة ويوفر الطاقة ، ان قطاع البيئة يشهد طفرة كبيرة وغير مسبوقة لتحقيق التنمية المستدامة في القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية ، والاهتمام البالغ بقضية تلوث الهواء وتغير المناخ والتحكم في التلوث الصناعي ، ان التغيرات المناخية ناقوس الخطر الذي يهدد صحة الإنسان بانتشار الأمراض السرطانية وتدمير المحاصيل الزراعية وانتشار الآفات الحشرية وتلوث المياه والهواء ، فهل نحن جادون في مواجهة تحديات التغير المناخي .