الأربعاء 24 أبريل 2024 01:23 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : وداعا للسيرك السياسى ..!

الكاتب السياسى عبدالنبى عبدالستار
الكاتب السياسى عبدالنبى عبدالستار

لم أعتاد فى حياتى على الندم على شيء ما، مهما حدث، ولكنى لأول مرة أفعلها وأعض أصابع الندم على دخولى مستنقع السياسة، بمحض إرادتى، فعالم السياسة لم يكن يليق بشاعر، لا يملك سوى صدق المشاعر.
وللأسف الشديد لم تكن ممارستى للسياسة احترافا بل كان انحرافا عن ذاتى وإنسانيتى لمدة طويلة
اكثر من خمس وثلاثون عامًا وأنا غريب عنى، لا أشبهنى،تائه داخل سيرك سياسى معظم من فيه أراجوزات وبهلونات وطراطير،ثلاثون عامًا وأنا الخبط الأوراق وأمزج السياسة بالصحافة.
لم أر فى السيرك السياسى سوى كاذبين وفاشلين وتجار شعارات ومرضى نفسيين، الكل يرتدون الأقنعة، الكل يدعون الطهر والفضيلة، بل إن البعض يدعى النبوة، يتوهم أن الناس تهتف باسمه، تنتظر لحظة ظهوره، رغم أن علاقة معظم الساسة فى مصر مثل علاقتى وعلاقتكم باللغة (السنسكريتية) -لغة الهند المقدسة- .
ثلاثون عامًا وأنا أحد دراويش السياسة بداعي أن الوطن يحتاجنى...أحيانًا معارضًا شرساً وأحيانًا مؤيدًا قويًا، وفى الحالتين كنت افتقد ذاتى، ظلى فمثلى لا تليق به السياسة. تراجع الشاعر داخلى ..حبسته، صادرته،حتى كاد أن يتلاشى، أنا لم أكن أنا،كنت مجرد أحد الذين صنعوا من أشباه البشر ساسة.

والآن وأنا فى سن توفيق الاوضاع أعلن على الملأ اننى قررت بمحض إرادتى، التطهر من دنس السياسة، وإحياء الشاعر داخلى بعد طول موات، واسترداد عبدالنبي الذى قتلته يومًا ما.
من الآن أعلن اعتزال العبث السياسى الذى صار عمل من لا عمل له، أعلن أن معظم السياسيين فى مصر لديهم دكاكين وبوتيكات تأوى أشباه ساسة، يمارسون فيها طقوس السمع والطاعة لمن ينفق عليهم ويأويهم .
من الآن فصاعداً سأكمل عمرى شاعرا وإعلاميا داعيًا الله عز وجل أن يغفر لى خطايا ثلاثين عامًا من السياسة والسخافة.

وحسبنا الله ونعم الوكيل