الجمعة 29 مارس 2024 05:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

نجل القذاقي يثير علامات الدهشة بسبب الانتخابات الليبية

الجارديان المصرية

أثار قرار استبعاد نجل العقيد معمر القذافي، سيف الإسلام من سباق الترشح في الانتخابات الرئاسية الليبية التي كان من المفترض عقدها في 24 ديسمبر 2021، والتي فشلت الأطراف في عقدها بنهاية المطاف، العديد من التساؤلات بشأن "الحجة القانونية" التي ارتكز عليها هذا القرار، وأبعاد التدخلات السياسية الخارجية التي تعاني منها ليبيا، وما الذي نشهده مؤخرًا بهذا الصدد.
الآن ومع عودة زخم الانتخابات إلى ليبيا، بتوافق وتقدم ملحوظ من قبل مجلسي النواب والدولة بما يتعلق بالقاعدة الدستورية والقانونية التي ستجرى وفقها هذه الانتخابات، وبروز اهتمام مباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى إلى إيصال شخصيات معينة إلى السلطة، عادت التساؤلات لتحوم مجددًا حول مصير نجل القذافي وإمكانية ترشحه، نظرًا إلى أنه يحظى بشعبية واسعة بين العديد من القبائل الليبية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية، عبدالحميد الدبيبة يخشى سيف الإسلام ويعتبره منافسًا قويًا في الانتخابات، وبالرغم من الدعم اللامحدود الذي يتلقاه الدبيبة من واشنطن، وبالرغم من كونه هو نفسه من اختارته إلادارة الأمريكية لدفعه إلى سدة الحكم، إلا أنه لن يستطيع تجاوز شعبية سيف الإسلام داخليًا، كونه لا يحظى بشعبية واسعة في أوساط أنصار النظام السابق، بسبب تسليمه لمحمد المريمي، أحد ضباط المخابرات السابقين في عهد القذافي، لواشنطن في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومعه تخشى الولايات المتحدة الأمريكية أن تفقد هيمنتها على ليبيا، بوصول "قذافي" جديد إلى رئاسة البلاد، بعد طول عناء وتدخلات وتناقض وتوافق على مدار أكثر من 12 سنة من الأزمة، خصوصًا وأنها على يقين من أن مرشحها لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل، ولا يراه الليبيون كقائد أو رئيس يستطيع النهوض بالبلاد اقتصاديًا وسياديًا وعسكريًا وأمنيًا.
وتحدث عضو مجلس النواب عادل محفوظ عن قضية سيف الإسلام القذافي، بقوله أن: "القوة القاهرة التي عرقلت إجراء الانتخابات 2021 هي ترشح سيف الإسلام القذافي".
مضيفًا: "الفيتو الأمريكي خرج بعد ترشح سيف الإسلام للانتخابات وتم إعلان القوة القاهرة، لأن سفراء أمريكا وبريطانيا وألمانيا هم الحكام الفعليون لليبيا وهم من يصدرون القرارات فيها".
بينما من جانبه رأى المحلل السياسي محمد الأسمر إنه توجد حاضنة شعبية كبيرة لسيف الإسلام القذافي من القبائل الموجودة في سبها، وشهدنا هذا الزخم الجماهيري عندما تم عرقلة وصول القضاة لمحكمة سبها في 2021، واستطلاعات الرأي تؤكد بأن سيف الإسلام يتجاوز باقي المرشحين سواء خليفة حفتر أو حليف واشنطن عبدالحميد الدبيبة، بنسب عالية.
مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لعرقلة ترشحه من خلال الضغط على صناع القرار في ليبيا لتعديل القوانين الانتخابية بطريقة لا تسمح له أو لمنافسي الدبيبة من الترشح وبالتالي ضمان فوز الأخير بهذه الانتخابات، مؤكدًا بأن واشنطن حتمًا ستعترض على ترشحه إذا ما نجح بذلك.