السبت 27 يوليو 2024 05:08 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور كمال يونس يكتب : قطعة من النثر الفني رسالة من القلب

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

أيتها النفس المطمئنة ..الفرحة ..الفرحة بالشهادة ..الحزينة الحزينة ..على واقـعـنا الأليم ..لما أزدوجت المعايير ..وعمه الساسة ..سكرت أعينهم البصائر ..ثرثرة لغو ..قرع للطبل الأجوف ..هراء ..كل ما حولنا هراء ..لا معنى ..لا مضمون ..قلب واه ..لب مخذول ..يلوى المفهوم ..يكسر عنق الكلمة ..يغتالها ..ويبعثر رفات الحروف ..إذ يقتل منا من يقتل ..والدنيا لأخى أكبر همه ..ليس يهمه ..يدعى الصمم ..فتضيع الصرخة الملهوفة ..أدراج الرياح ..أى هوان؟ ..حين نساق رأى العين ..بلا حول ولا قوة ..نقطع أشلاء ..أشلاء ..فشواء ..بنار الحقد الأعمى ..لا يبالى أخى ..شغله كرسيه المهترئ- الناخر فيه السوس – وأهله ..نفطه.. والدينار ..مكتفياً بالتنديد والشجب والاستنكار ..والرثاء حينا.. وعلى استحياء ..ببعض البكاء .
**
حسبك الله ونعم الوكيل ..بيد أطفالك حجارة من سجيل ..لم تخش إذ جمعوا واجتمعوا ..الواثق ..أنت ..من ..نصر الله ..متى وعده ؟..ليس يهم ..فالغد لناظره والنصر قريب ..لن يمسسكم سوء ..بنعمة من الله ستنقلبون ..وفضل هو النصر أو الشهادة ..صبراً ..صبراً ..تتردد ..تتردد..ترتج لها جنبات الكون .
**
عينى أنت إنسانها ..حبة القلب ..المهجة ..الروح ..النور فى القفار الظلماء ..لو كانت رأسك للحرية ثمناً لافتديت بها ..ولقدمتها من تلقاء نفسك ..ولكن الرأس الطاهر ..تقدمة ..توطئة لبلاء يتلوه بلاء .
**
وقد احتضنت الراية الخضراء ..الشهادة كانت الأحب إليك مما يدعونك إليه ..ألق سلاحك أحد ..أحد.. لا تقاوم ..أحد ..أحد ..تظل روحك تتنفس فينا الثورة ..تبثها فى الأثير مقاومة ..فمثلك لم يكل ..لم يمل ..لم يهن ..لم لم يستذل..لا يظمأ ..فأنت للحرية سقاء.
**
أقعيد أنت؟ !.. من مقعدك الصدق تبث الثورة !..أقعيد أنت ؟ ! ..لا.. لا بل نحن القاعدين .. المتخاذلين .. العجزة عن تلبية النداء ..وهنت النخوة منا .. وعروقنا فر منها ..أو تجمد فيها الدم ..وأشتعل الرأس شيباً ..من هول ما يفعله بنا الأعداء ..ونسينا الدعاء .. نطعم الغم ..نحتسى ونتجرع الهم ..والحسرة لقلوب المستضعفين غلاف وكساء ..وريح الظلم الصرصر العاتية.. أنواء.. أنواء ..أيا طليق الروح ..الأمة تشتم ريحك ..قميصك أين ؟..فترتد بصيرةً ..بممحاة من إرادة الأحرار ..تزيل المستحيل ..من مفردات اللغة الحزينة .
**
القبس ..القبس أنت..من نخوة الأجداد ..فى دجى ليلنا ..روحك سماء تظل ..عيونك على المجد تطل ..سيرتك ..درع ..سكن..نبع رجولة فياض ..ينهل منه يتوضأ..يغتسل منه.. من لا يحنون الرأس للأعداء ..

**
أرض الزيتون المقتلع ..وغصنه المحترق ..على ثراها الحمامة ذبيحة ..تحتضن فى بطنها الشهداء .. ترتدى الحداد ..وتبث فى السبع أراضين ..والأثير ..والسبع سموات ..نحيبها ..نشيجها ..عويلها ..صراخها والبكاء والرفات تتوسل ..لتعود وتبعث وتتجمع العظام تبحث عن سبيل ..يرتاده الأبرار ..يقاومون..ابتغاء الحرية ..أرواحهم الثمن ..أرواحهم فداء ..يتمنون لو ردت الروح فى أجساد أخوة لهم ..زاروا المقابر ..تخاذلا.. أحياء .
**
أرى جلساءك من كل صوب وحدب وزمان ..أرواح الفاتحين الأبطال ..تبثك الصبر ..تشد على يديك ..تشاطرك الايمان والاحزان ..وبلال يؤذن ..الصلاة خير من النوم ..ولكن وا حسرتاه ..يعلو ويعلو .. ويعلو فى دنيانا غطيط .
**
ما ضاع دم أهلك ..صحبك ..هباء ..بل الرى لشجرة أنت جذعها ..وشهادة التوحيد لها الجذر ..والأحرار والشهداء ..الفروع والغصون والأوراق ..ما غادرت أرضك ..ولم ترض عنها عوضاً أو بديلا ..تستقيها العزة والكفاح النبيل ..تستنبت فيها ومنها ..زهور الكبرياء ..
**
دمك الذكى يعلنها ..أيا من ولدت حراً ..أبياً ..إذا كان من الموت بد ..فمن العار ..أن تحيا مهاناً .. وتكتوى بالذل أطيافاً وألواناً ..فمن العار ..أن تموت ..صاغراً مهاناً جباناً ..فيا أيها الغريق الغريق ..الأمر جلى والخطب جلل .. أيها الغريق.. يتربص بك الحقد الأسود ..ما خوفك من البلل ..قاوم ..قاوم ..قاوم .
**