السبت 27 يوليو 2024 04:54 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودي يكتب : تجار الدم وٱلام الضحايا الأبرياء

الكاتب الكبير حسين السمنودي
الكاتب الكبير حسين السمنودي

ترددت كثيرا قبل أن أكتب تلك الكلمات الحقيقية من وجهة نظري الخاصة .
وكان لابد من كتابتها.وكثيرا من المواطنين البسطاء فى مشارق الوطن العربي ومغاربه.بل وإن صح القول فى العالم أجمع ينجذبون وراء البطولات على أرض الواقع فى فلسطين المحتلة.ويتشاركون الفيديوهات والصور .وكلمات المتحدث الخاص بحركة حماس ووصل الأمر بهم إلى أنهم أوصلوه لمرتبة عالية .ويقولون قال ابو عبيدة .وفعل أبو عبيدة .ونسوا الله الذي هو رب أبوعبيدة والناس أجمعين . .وكثيرا منهم يقصون الحكايات والقصص والروايات لمجرد نصر زائف تحقق على دماء ودموع وجراح وأوجاع ٱلاف الشهداء والجرحي والمهجرين من ديارهم من أهل غزة البسطاء والضعفاء بغير ذنب إرتكبوه غير أنهم كانوا لعبة فى أيدي المقاومة تحركهم وقتما شاؤوا وفى أي وقت يحلو لهم ذلك.ناهيك عن ٱلاف الديار المنهارة نتيجة الجبروت الصهيو أمريكي الذي ضربهم بغير رحمة ولا شفقة ولا إنسانية. .تلك التى الديار التي دمرتها ٱلة الحرب الغاشمة عن بكرة أبيها تشكو ضمير العالم الإنساني والعالمي المتحضر .الذي تركهم لقمة سائغة يتقاذفها هذا وذاك ..وهناك أناس كثيرون لا يستطيعون أن يتقبلوا ذلك.ويقسمون بكل دين سماوي أن ماحدث ليس له إجابة مقنعة يستطيع الإنسان منها أن يستوعب ماحدث.ويتساءلون وأتساءل معهم وبكل صراحة وشفافية .هل ماحدث كان لزاما على المقاومة أن تفعله ؟!
هناك حلقة مفقودة فى هذا الصراع الواقع على أرض فلسطين الٱن.
وهل يعقل بأن ما حدث يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ حقيقي أم فيلم هابط شاهدناه مرارا وتكرارا ويعاد علينا كل فترة من الزمن .وبعد ذلك يهللون ويكبرون ويرفعون رٱياتهم عالية ليحتفلوا بالإنتصار العظيم ..وعلى مر تلك الفترة الزمنية منذ إعتلاء حركة حماس على السلطة وسيطرتها على قطاع غزة كاملا وهى تفعل فيه ماتريد ؟!
ربما أكون مخطئا .وربما خانني التوفيق وتقدير مثل تلك الأمور لتقصير من عندي.ولكن عقلى وإحساسي وكل كياني يشهد على أمر واحد بأن ماحدث ترتيب وتمثيلية شاركت فيها جميع الجهات الخارجية والداخلية لتخرج لنا على الصورة التى أمامنا ونعيشها حاليا بلا أي رتوش .والسؤال الٱن .قوات صهيونية غادرة تحيط نفسها بجدران جبارة وكاميرات حساسة مرتبكة بالأقمار الصناعية وكل ما أنتجته العقول البشرية من أدوات الٱمان والقتال بين يديها تحميها من أي شئ وفى أي مكان واقع تحت أيديها فى كل نطاق فلسطين المحتلة .كيف تدخل كل تلك الأعداد الكبيرة على مستعمرات غلاف غزة من دون أن تكتشفهم إسرائيل؟!
دعونا نضرب مثلا صغيرا وبسيطا .ونقول بأن الطائر الصغير أيا كان حجمه إذا وقف على أسوار الأسلاك أو إرتطم بها فإن هناك إشارات لابد وأن تنذر القوات الصهيونية فورا ويتم التعامل مع ذلك المكان الذي تمت الإشارة إليه.وسبع ساعات متواصلة يتم الدخول والقتل والأسر والتحرك بكل أريحية من دون أن يعترضهم أحد.....هناك شئ غير مفهوم فى ذلك.والصهاينة لو تتبعنا تاريخهم النجس لوجدناهم أهل حرب ومكر وخداع.وما من حرب وقعت على ظهر الأرض من قديم الزمان وحديثه إلا وتجد أصابعهم النجسة هى التى تتلاعب وتوقد الحرب لأنهم أهل للحرب والدمار والخراب.ألم يكونوا هم من أشعلوا الحروب العالمية وكانوا سببا فى موت الملايين .لماذا لا يكون ما حدث يوم السابع من أكتوبر إتفاقا بين حماس والصهيونية العالمية بقيادة إسرائيل وأمريكا وقوى الغرب المتغطرسة التى مازالت تحلم بسنوات الإستعمار القديم للأوطان العربية والإفريقية وتحاول أن تعيده مرة أخري ؟!
هم ليسوا ملائكة بل شياطين على هيئة بشر وتجار دم وخراب و ليسوا ببعيدين عن ذلك.
هناك كما نعلم قاعدة تقول إذا أردت أن تعرف الفاعل فانظر إلى المستفيد ..والمستفيدون كثيرون فى إشعالهم لمثل تلك الحروب والتى من شأنها يتم تهجير أهل غزة إلى شبه جزيرة سيناء عن بكرة أبيهم دون إستثناء أيا منهم .ويتم تهجير أهل الضفة جميعا إلى الأردن لتصبح فلسطين خالية على عروشها من أي وجود لأهلها لتبدأ إسرائيل والصهيونية العالمية من إنجاز مخططها التاريخي وحلمها القديم الحديث من النيل إلى الفرات .أليس ذلك ما أرادوا فعله فى مصر وتفريغ سيناء من أهلها لتهجير أهل القطاع فيها؟!
.أليست تلك الدماء الطاهرة من الجيش المصري والشرطة والمدنيين والتى إمتزجت برمال سيناء دليلا واضحا على ذلك ؟!
فى مصر الكل أصابته يد الغدر والإرهاب طيلة أكثر من عشرة سنوات .فى كل محافظة من محافظات مصر مئات الشهداء الكرام الأبرار .فى كل مدينة وحي وقرية ونجع وذقاق عشرات الشهداء .الحداد والحزن والألم دخل كل بيت بلا إستثناء دفاعا عن تراب تلك الأرض الطاهرة .إستطاع الجيش المصري البطل بالرغم من الٱلام والجراح والضحايا التى كانت تسقط كل يوم أن يثبت للجميع وللعالم أجمع بأن كل رقعة فى مصر للمصريين .ومن أراد بها وبأهلها سوءا ٱذاقوه من ويلات العذاب.وتلك كانت خطة الصهيونية العالمية وتجار الدم العرب من الجماعات الإرهابية التى تمولهم الصهيونية العالمية والذين يرفعون شعارات الدين والإسلام ...والدين منهم برئ .هؤلاء ممن ليس لهم ضمير يعملون بأجندات خارجية إستعمارية ويتمسحون فى فضائل الدين وتعاليمه ويعتبرون زورا وبهتانا بأن ذلك جهادا فى سبيل الله تعالى ويؤمنون بأفكار نجسة كأعمالهم الرخيصة ولايعترفون بوطن او جيش أو أي رمز من رموز أوطانهم .هؤلاء هم الخارجون عن القوانين الإلهية والإنسانية والدولية .هؤلاء هم تجار الدم وأصحاب المصالح والأفكار النجسة وخفافيش الظلامالذين لا يعملون إلا فى الخفاء .ويتكسبون من ٱلام وجراح ودموع ضحاياهم ليبنوا مجدا زائفا هشا كبيت العنكبوت سرعان ما سيزول..ربما يختلف معي الكثيرون وهذا ما سوف يحدث.. وربما يرمونني برشقات كلامهم القاتلة ويفصلون لي تهمة تليق بي وبكلامي كما هى أفعالهم على أرض الواقع.أليست تلك الحركة هى التى ألقت برجال السلطة من فوق أسطح الأبراج العالية فى غزة؟!
أليست هى من كسرت عظام إخوانهم من الفلسطينيين وتركتهم فى الشوارع وجعلت من يقترب منهم ينال جزاؤه الغادر على أيديهم ؟!
.تلك الحركة لم تعمل لأهل غزة بالرغم من الأموال التى أستولوا عليها طيلة إستيلاءهم على السلطة فى غزة.وعملت فقط لنفسها ولمن ينتسبون لها.اهملت أهل غزة وتركتهم نهبة لللجوع والعطش والمرض.لم تبن لهم مدارس أو جامعات او مستشفيات... وكلما كان هناك رشقات لصواريخها .كان المواطن الغزاوي هو الذي ينال العقاب ويشرد فى كل مكان ويقع منه فقط الضحايا موتى ومصابين .وما حدث بالأمس يحدث اليوم.وبنفس الطريقة ولكن تلك المرة قاسية على الجميع .ٱلاف من الضحايا وٱلاف من المصابين وٱلاف من المهجرين تهجيرا قسري من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه.ناهيك عن عشرات الٱلاف من المنازل.والرعب والفقر والجوع والمرض الذي خلفه ذلك الصراع .ونعود فنتساءل أين حركة حماس الٱن ؟!
لم تمس بسوء.وزاد الفقير فقرا .وزادت المعاناة ضغطا ووحشا وكابوسا فوق صدور الأبرياء.ذلك ما كانت تريده إسرائيل ..فتحققه المقاومة بكل سهولة ويسر على أنقاض الفلسطينيين..من النيل للفرات هل باتت قريبة.أعتقد لا.لقد أفسدت مصر كعادتها كل المخططات التى تحاك ضدها بفصل الله أولا وبفضل قيادتها السياسية الحكيمة وبفضل جيشها القوي المرابط على الحدود وبفضل تماسك شعبها وإلتفافه حول قيادته الحكيمة وتفهمه مايحدث حوله وبكل ذكاء .أولا وأخيرا أقول مايحدث على أرض غزة لعبة قذرة يشارك فيها الجميع والضحايا دائما وأبدا من الأبرياء أهل غزة البسطاء الذين يعانون الإحتياج والجوع والمرض فى غياب الضمير الإنساني والعالمي وكل المواثيق والعهود الدولية .. والقيادة المزعومة التى سوف تدعي الإنتصار قريبا ستزف ذلك للشعب كله ويخرج من يهتف بها ويسبح بحمدها .أهل غزة فى الجنوب يعانون أشد المعاناة يعانون النقص فى كل شئ .وهل يعقل أن يصل كيس الدقيق إلى ١٠٠ دولار وكيس الملح إلى ١٠٠ جنيه مصري.وقس على ذلك كل شئ وأي شئ .وننتظر الٱيام القادمة ماذا تخبئ لنا وسط الإنتصارات الزائفة..والمتكررة والتى أصبحت تمثيلية فاشلة فى التمثيل والإخراج والحبكة الدرامية .تحيا مصر كبيرة على كل الظالمين والحاقدين وناكري الجميل ...