الثلاثاء 15 يوليو 2025 11:31 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

‎عروس دراكولا....قصه قصيره للاديبه مي علام

الاديبة مى علام
الاديبة مى علام

حياتنا ماهي الأ مقصات،تقص شريط الذكريات التي حفرتها السنين فأصبحنا مومياوات تتأمل صامته خاويه من حماسه الذكريات المتأججه بمذاق العسل ومراره العلقم ،ذكريات تثقل كاهلك أشباحا تطاردك أينما ذهبت تستيقظ فزعا تناجي همسا تستغفر راكعا .دموعا علي وجوها كانت تمتلئ بالقسوه ، لكن الحجر يلين فما بالك انت ! فلتقص هذا وذاك ..لكن هناك مقص يأبي شامخا . هل تعلم لماذا ؟ لأنك تستحق هذا العذاب بذكري تجعلك علي قيد الحياه وانت لست بذلك ،فتظل متخبطا شاردا غارقا علي الشاطئ محال ان تطأ قدميك الأرض الطاهره .
‎ تكاثفت سحب الظلام في السماءوتساقطت الدموع من عيون فتاه واقفه علي حافه السفينه ، نسمات بارده جعلتها ترتعش وتقبض علي عروستها بشده لتستمد منها الدفء والامان غادرت القاهره بعد ما ودعت قبر والداتها بدموع لا تجف ، ها قد رحلت وتركتها لمعترك الحياه شعور يعتريها بالوحده واليتم والخوف من المجهول وانها اصبحت سهلة المنال ،فالأم رحمه وفقدانها عتمه وعراء لابصيص لأي ضوء تسير حافيه القدمين فتدمي قدميها من السير في طرقات مجهوله مزروعه بأشواك شيطانيه حاده والغريب انها لاتشعر بألم .الالم فقط في القلب الذي اضناه الفراق فأعتصرت عروستها وودت ان تخفيهاالعروسه عن كل هذه العيون التي تحاول ان تسبر اغوراها .
‎كلما ازدادت السعاده عظمت الفاجعه .فالحياه ماهي الا ابوابا تفتح وابوابا تغلق حتي وصولك للباب الاخير .
‎قبل ذلك بنحو عشر سنوات انهمكت شهيره بنثر البذور لزراعه شجرتين لاولادها التوأم وكانت قد عاهدت نفسها بزراعتهما لكل واحد منهما شجرته اقترب منها رجل ممتلئ الجسم ابيض البشره مستدير الوجه ملامحه طفوليه وفوق راسه قبعه شاربه رفيع ويرتدى عوينات طبيه سميكه وقف قليلا يتأمل زوجته فقد كانت جميله بحق متناسقه القوام عينيها بزرقه البحر وشعرها الحالك ترفعه بمشبك ومع هذه الريح الشديده وقفت زوجته تقاومها وهي كالريشه تكاد تطيرها و رغم فارق السن بينهما فهو يكبرها بعشر سنوات الا انها لم تمانع حين صارحها برغبته في الارتباط بها وهاهي قد ملئت حياته حبا وسعاده ، شعرت شهيره بوجوده فقالت دون ان تلتفت :والان ماذا ؟حشمت ضاحكا وهو يشمر ساعديه الان وقت العمل المسائي انتهينا من الاعمال المكتبيه وبدانا في المهام الزراعيه ،لفت شهيره غطاء حول جسدها وجلست تراقبه بعيونا سعيده وجسد يرتعش من بروده الجو وصاحت هاقد بدا وقتك سأنعم قليلا بالراحه . حشمت ضاحكا : ياالهي عجبا لكن حين يبدا الرجال في عرض المساعده تقمن النساء بأستغلالهم ابشع استغلال ..سيدتي الفاضله ثمه مااود اخبارك به الواقع المرير ان الرجال هم من يخدمن النساء وليس العكس انتن فقط تروجن الشائعات لتحفظن حقوقكن . شهيره بدلال وماذا عن الولاده وتربيه الاطفال ورعايتهم ؟صمت حشمت وتجاهل السؤال وانهمك في العمل وحين انتهي جلس بجانب زوجته التي بدا انها علي وشك الولاده من شكل بطنها داعبته شهيره بورده وقالت انني اتحرق شوقا لرؤيتهماساغمرهما بالقبلات ،حشمت فقط لاتنسي ابوهم من هذه القبلات واياكي والفتور فقط كلما اصابك الفتور تذكري انني سبب في مجيئهما واسعادك .
‎ شهيره بعناد :انظر لحالك يارجل كيف تتحدث بغيره ! تيقن ان امرك انتهي وقضي عليك ابحث عن غيري فحياتي سيملئها رجلين غيرك لا امتلك الوقت ،ماذا عساي ان افعل ؟
‎ حشمت منزعجا النداله ظهرت في الافق . شهيره ضاحكه فقط توقف عن الغيره واعدك انني ساهتم بك ياعزيزي قبض علي كفها وصمتا متأملين غروب الشمس وهي ترحل لتشرق بأرض اخري . وشهيره بداخلها سؤال لماذا حمره الغروب هل هي تعيسه للرحيل ام هي تذكره لنا بأن الحمره هي النهايه .
‎ الاخضر هو لون الحياه هو لون البهجه والمرح والشبع هو الطبيعه بتقلباتها هو يقين للفكر البشري السائد بالسلام ، الاخضر هو جنه لكل مسالم او من يبحث عن السلام .
‎ فطوق النجاه هو غصن مزدهر في قلب شجره راسخه .
‎ قبضت تماراعلي عروستها وهي تحاول جاهده ان تطأ الارض بقدميها التي لم تسعفها واخيرا لامست قدميها الارض وقفت متوجسه امام اسوار الفيلا المغلقه منتظره ان تفتح ابوابها لأستقبالها، اي بابا ينتظرها باب سعاده ام باب حزن زاد تشبثها بعروستها ملاذها وكل ماتبق لديها من ذكرياتها السعيده .
‎ استقبالها خالها الذي كان يعمل خادما للسيد حشمت بسعاده واعد لها اشهي المأكولات هو وزوجته وحاول ان يلعب معها ابن خالها ولكنها بكت وارادت النوم فقد عجز الجميع عن اشعارها بالامان رغم محاولتهم .حوطها خالها بالحب والرعايه وقام بتعليمها وكانت السيده شهيره لطيفه معها فقررت ان تجعل الباب مورابا ورغم محاولات السيده شهيره بالتودد اليها الا انها كانت تضع الحدود والعراقيل فهي لا تريد ان تتعلق بأمل زائف نهايته تعاستهاورغم كل ذلك الا انها لم تجد الامان الحقيقي الا مع عروستها التي حاول الجميع اقناعها بأن ترميها فكانت تبكي مما يجعلهم صامتين وبمرور السنين ادركوا اهميه هذه العروسه لها فهي حصنها وملاذها .
‎ انطلقت الصواريخ في السماء لتضيئها احتفالا بعيد ميلاد التوأمين فهمي وفريد فقد بلغا السادسه عشر وورثا جمال امهما وخفه دم ابوهم . فهمي يهوي العزف علي الجيتاركان بارعا فلم يضاهيه احدا فنغماته تشق سكون الليل لتصل لكل مهترئا تلملم جراحه فتندمل عند سماعه شعور لا يتوقف بالمزيد فقط تدعو ان لا ينتهي العزف واذا انتهي تمط شفتيك بلامبالاه رغم غضبك الداخلي وترثي حالك بأنك ستسمعه في الغد وكل غد . فريد فنان تشكيلي تبحث روحه عن كل ماهو غامض ومثير لترسمه ريشته يقف الجميع امامها محتارا ولسان حاله يتسائل مالذي تحتويه اللوحه ؟ والي اي شيء ترمز ؟ اهي شفرات دافنشي ؟! فقط فريد هو من يستطيع فك طلاسمها ،تتمعن ثم تتمعن للفهم والادراك ويتنافس الناس وهنا ياتي فريد بخطوات وئيده ثقيله واثقه وابتسامه ثابته ساخره ويرفع كفه بحركه مسرحيه شارحا ماعجز الجميع عن فهمه ويبدا التصفيق الجنوني ، كليهما يحظي بالتصفيق والاعجاب فهذه سمه مشتركه والسيده شهيره والسيد حشمت يغمرهما السعاده لكن القدر ياساده هل يجلس متفرجا كيف ذلك لابد من التدخل الفوري فبعد ثلاثه اشهر ودعت السيده شهيره زوجها الي مثواه الاخير تاركا شهيره بمفردها تواجه عواصف طيش الشباب ورعونته فليس ثمه تعقل فاصبحت الوساده غارقه بدموع الحزن والشكوي .
‎ في اناء الليل جلست تمارا محتضنه عروستهاوتستمتع بعزف فهمي تحت شجرته ورسم فريد تحت شجرته فالاثنين يتسابقان في النجاح والتفوق والشجرتين تزدادن تألقان ولمعانا بنجاحهما واغرب ماراّته تمارا هو انه حين ينام فهمي او فريد تحت الشجره تقوم الشجره بمد غصونها واحاطتهما بالحب والحمايه هي مهمه ازليه لاتتوان عن ادائها وكلما نضج التوأمين كلما زادت الشجرتين جمالا غامضا
‎ورغم كل هذه السنوات التي عاشتها خلف كل هذه الاسوار لم تتبادل حرفا مع التوأمين
‎ بل اكتفت بالصمت المطبق تماما كعروستها سنين مرت غزا الشيب فيها كل من كان فتيا حفرت علاماتها في الوجوه والاجساد لتعلن ان الحياه قد اوشكت علي الرحيل من هذه الاجساد الواهنه كانت قد بلغت الثانيه والعشرين ومن يراها يعتقد انها عروسه فقد اصبحت مثلها شعر كثيف مجدول مبعثر عينين واسعتين حائرتين تبحث عن شيء ما وجها مستدير وشفتين مكتظتين ترتدي دائما الفساتين وتحيط خصرها النحيل بحزام . البراءه تنعكس في اقوالها وافعالها هي لاتريد قناطيرا من الذهب هي تريد الامان .
‎ وذات يوم كانت جالسه بالقرب من احد جداول الماء وتدلي قدميها في الماء تتأمل الطبيعه وتنصت للغتها لعلها تدرك شيئا ،قطع ذلك الصمت التأملي فريد حين صاح ايتها الصغيره ! ماالذي دفعك اخيرا للخروج من مخبئك ؟والمجيء هنا في هذا الوقت المبكر ! اعتقد انك من الحالمين وانطلق يضحك . ارتبكت تمارا من هذا الاقتحام المفأجي فلاذت بالصمت ، مما دفع فريد للاقتراب منها متأملا اياها وانطلق صفير اعجاب طويل من بين شفتيه اعقبه كلمات ياالهي انت جميله ! كيف لم الحظ ذلك ؟
‎تأملته تمارا بعيونها البريئه ووجهها الذي علته الدهشه من عبارات الاطراء وقررت الرحيل فجذبها من معصمها الي اين ؟قد بدأ حديثنا للتو فلماذا الهروب ؟تمارا :لدي عمل في الفيلا . فريد : ليس هناك اعمال غيري الان وانا اؤمرك بعدم المغادره رمقته بأستنكار ..فقال بصوت خافت لاتخشي سأخبرهم بانك كنتي تساعديني في تجهيز اللوحات .
‎ تمارا : وهل انا اقوم بذلك عفوا لم اعتاد الكذب ، اسرع فريد ليس كذب ستقومين بذلك بالفعل ،ناولها فريد اللوحات وتأملتهافصدرت منها شهقه فزعه مماجعل فريد يقهقه قائلا تشعرينني بأنك تشاهدين فيلما مرعباياصغيره هيا مابالك؟
‎ تمارا ببراءه :لوحاتك تثير خوفي وامتعاضي اشعر فيها بأن الحياه بركانا انفجر واحرق كل شيء ، فريد بأهتمام وماذا ايضا ؟تمارا هي تعلق برأسك لا تستطيع محوها تظل تطاردك اينما ذهبت تهمس اليك بأفكار غير جيده افكار شيطانيه ،الشر هو سمه لوحاتك، لماذا لاتقوم برسم الطبيعه ؟ لماذا تبحث عن الشر فهو موجود دومالايختفي نراه كل لحظه لا نري الخير الا نادرا ابحث عنه .
‎ فريد :خطأ ياصغيره الخير والشر متساويين علي نفس المقدار لكن الشر يطغي ام الخير لا اعلم ولكن انا متيقن ان اظهار الشر ليس شرا ولكن درسا وعظه يستفيد منه الاخرون فيعدلون مسارهم وبالاخير الامر يعود الينا نحن . هي مجرد اختيارات مختلفه وهذه الاختيارات ماتجعلك انسانا او شيطانا .
‎ تمارا :انا فقط ارغب بالامان قالتها والتفتت يمينا ويسارا بخوف وانطلقت علي نحو مباغت تاركه اياه يلاحقها بعيون مندهشه تنهد وقام ليرسم وبدأ يرسم اشكالا غريبه وهو يطلق صفيرا .
‎ وصلت تمارا لاسوار الفيلا واقتحمتها كالمجنونه وهي ترغب بشده في صفع نفسها لخروجها خارج هذه الاسوار تسللت لاذنيها موسيقي فهمي التفتت هاهو واقفا تحت اغصان شجرته فاتحا ازرار قميصه وخصله شعره تسقط علي جبينه متحديا بقوامه المشوق بروده الجو والامطار الغزيره قابضا علي جيتاره بحزم ويبدو انه في عالم اخر عالم موسيقي هو يعرفه وقد فتح بابه ونهم من نغماته وهاهو الان يطلقها للعالم لكي ينصت ويتوقف عن الوحشيه ،اغلقت عينيها وسبحت كنغمه في ارجاء الكون هاهي بين االنجوم والاقمار توقفت الموسيقي ووطئت قدميها الارض فشعرت بخيبه امل فتحت عينيها لتجد فهمي امامها لم تفزع رغم انه قطعه من فريد الا ان فهمي روحه تختلف تشعر معه بالامان ابتسامته صافيه ، عيونه متقده ، وجهه مشرق بغدا افضل .
‎ صاح فهمي: مرحبا ياصغيره ، انطلقت تمارا تضحك وهذا لاول مره ولم تعلم لماذا تضحك ؟ هي سعيده
‎ تأملها فهمي واطلق صفير اعجاب طويل وهتف ياالهي كم انتي ساحره !كيف لم اراكي قبل الان ؟
‎ تمارا : ولو رايتني قبل ذلك ! ماذا كنت ستفعل ؟انحني فهمي علي ركبتيه وقبض علي كفها ولثمه ، نظرت اليه تمارا بدهشه وسحبت كفها وضحكت رغما عنها نهض فهمي وازاح خصله شعره وقال اتمني ان اراكي مره اخري ياتمارا .
‎ تمارا :ستراني كلما عزفت نغماتك ستجعلني اهرول اليك ، فهمي بخبث : نغماتي فقط هي التي تجذبك ام شيئا اخر ؟ اريد ان اكون اكثر طمعا.
‎تمارا ببراءه لا الوقت مبكر علي هذا الطمع واصدقك قولا نغماتك فقط وسارت مبتعده .
‎فهمي ياالهي من اين سقط هذا الملاك البريء لقد تسبب بكارثه بكل المقاييس لقد اهتز فؤادي اخيرا بشيء غير الموسيقي ،تمارا تمارا نغمه غزت اعماقي .
‎ جلست تمارا بغرفتها ولم تمسك بعروستها كعادتها فحين رؤيتها لفهمي امتلئت روحها بالامان ولاول مره تأملت نفسها في المراّه ،فلم تعرف ؟ هل هي جميله ام لا ؟فتمنت باعماق نفسها ان تكون كذلك .
‎ وفي الليل وقفت تمارا امام الشجرتين اللتين كانتا تلمعان في جوف الليل واوراقهم تهتز رغم عدم وجود اي نسمه كأنهما ترحبان بها قررت امرا ما عصبت عينيها وسارت لتعرف اين ستأخذها روحها الي اي شجره فهمي ام فريد ؟سارت بخطوات متعثره حتي وصلت لاحداهما نزعت العصبه بسرعه ،اتسعت عينيها واصابتها قشعريره بارده جعلتها تجلس تحت الشجره شبه فاقده الوعي مترنحه مابين ان تفتح الباب ام تغلقه واذا مافعلت هل ستنعم بالامان ام النقيض تلاشي شعورها بالامان وركضت لغرفتها لتقبض علي عروستها معتذره اليها بأنها فكرت ان هناك ملاذا اخر غيرها .
‎جلس فهمي شاردا يعزف بعشوائيه قلبه يأبي عن الصمت كل دقه تذكره بتماراهو علي هذه الحال منذ راّها ماذا فعلت بك هذه الفتاه يارجل ؟فقط توقف اريد بعض الهدوء ،ترامي الي مسامعه صوت فريد وكان غاضبا فذهب ليتفقد الامر فوجد مشهدا غريبا اثار امتعاضه احد العاملين بالفيلا بدون ثياب في هذا الجو البارد وفريد ينهال عليه بالسباب والضرب والرجل صامت يبكي من فرط اهانته ،صرخ فهمي بوجه اخيه : هل اصابك الجنون ماهذا الذي تفعله؟ فريد بجنون :هذا العبد الغبي افسد احد لوحاتي "ماذا عساي ان افعل ؟ فهمي صارخا : لتذهب لوحتك للجحيم ولاتفعل هكذا برجل لم يقترف شيئا بالتاكيد هو لم يكن يقصد فهناك الاف الطرق الاخري لمعاقبته ولكن ليس بهذه الساديه ،امرفهمي الرجل ان ينصرف وقام بالاعتذار اليه امام اعين فريد التي تطل منها الحقد نحو الرجل . فهمي بذهول انا الي الان لم يستوعب عقلي المشهد ! فريد ممكسا اللوحه ليريه لفهمي الذي فزع حين راّها فصرخ:ماهذا يارجل ؟
‎فريد مزهوا :رمز القوه اذا امتلكتها امتلكت العالم القهر اذا قهرت انسانا وتسببت في ايلامه واصابته بالفاجعه فقد حققت المعادله فقط ابحث عن نقاط القوه لدي البشر وابدا بالقضاء عليها حينها سيتحطم تماما ويفقد الامل في الحياه الذي يجعله يقاوم ويكافح . فهمي :لا افهم شيئا !فريد : الام مثلا مستعده لالتهامك اذا مسست اطفالها بسوء الحل لكسر هذه الام والقضاء علي تشبثها بالحياه هو قتل اطفالها بعدها ستتحول هذه الام الممتلئه بالحياه والامل لامرأه بائسه لا ترغب بشيء سوا استعجال الموت للقاء فلذاتها نزع الامل هو الحل والقضاء علي اغلي الاشياء .
‎ فهمي بأمتعاض :كفي انت تثير اشمئزازي احمد الله ان العالم لا يوجد به الكثيرون امثالك والا لانتهت البشريه في عام .
‎فريدبشراسه : هيهات ياصاحب القلب الناصع البشريه تعج بالالاف بل ملايين مثلي واكثر ،المشهد في باديء الامر يثير الضجه والحزن وتعقبه الجلسات والاجتماعات ويوما وراء يوم يخفت الصوت وتألفه النفس والعين ولا تأبه المهم ان تظل قابضا علي زناد مسدسك تطلق رصاصاته علي الجميع لاتفرق بين طفل امراه مسن واذا حدث وفرقت ستهزم لاتاخذك شفقه اقتل كل من تجده سيحترمك الجميع وسيرغبون بالانضمام اليك سرا او علانيه حين تنطلق رصاصاتك سيذعن لك الجميع ويهللون فرحين سوف يعطوك الف حق والف مبرر لتبرئتك واظهار انك بطل فكلما قمت بانتهاكات اكثر كلما حصرت اصوات اكثر كلما زاد رقم ضحاياك كلما انحني اليك الجميع السمك الكبير غذائه السمك الصغير .
‎ فهمي :منطق المجانين مرضي نفسيين يبحثون عن القتل لعلمهم ان اخرتهم جحيم لذا فليهدم المعبد علي الجميع لكن النهايات تختلف بين هذا وذاك . الخطيئه تبحث دوما عن مقترفيها مهما طال الزمان .
‎ فريدمكملا حديثه المجنون ستجد الجميع يرتدي اقنعه اللامبالاه والنفاق سيتخلي عنه الجميع سيصاب العالم بالصمم والعمي قليل يمتعض ويتفوه بالسباب واخرين سوف يسعون لمساعده الشيطان في تحقيق مأربه من سيحكم الارض ؟مثلا ماذا لوقمنا بقتل المرضي في المستشفيات ستقوم الدنيا وتنقلب حينها وماذا لو كررنا الفعله مره تلو الاخري سيعتاد الناس الامر ، الامان يتمثل في امراه صالحه ،طفل صغير ،عملك ، دور عبادتك اقضي علي كل ذلك امتلكت القوه هذا ماتعبر عنه لوحاتي ،الحياه حرب ينتصر فيها دوما منزوع المباديء صاحب البوق والسلاح وقام برسم مسدس علي لوحته .
‎ فهمي :انتزاع الروح المتقده بالحياه تحطيم الامال سياسه الارض المحروقه انا احترق وساحرق كل شيء ،الارض لاتحكم بالقوه الارض تحكم بالنظام والرحمه واذكرك ان للكون رب سيعطي كل ذي حقا حقه نحن فقط من نرفع علما ونسقط علما الهدف من القتل هو انت وليس الذي تقتله انت المقتول تذكر هذه العباره جيدا .من يمسك المسدس هو المقتول وليس القاتل ساتركك لنزعاتك النازيه واعود لموسيقاي لاطهر روحي من الخبائث ارفع مسدس ارفع علم لكل من نهايته .قبل انصرافي سأسرد لك قصه صغيره لعلها تجدي معك نفعا هناك رجل تاه في الصحراء وهو وزوجته الحامل التي اوشكت علي الولاده وبالفعل ماهي الا ايام وانجبت طفل وبعدها فارقت الحياه بكي الرجل حزنا ولم يعرف ماذا يفعل حينها ؟ فوجد كهفا ما قام بوضع زوجته فيه هي والطفل واخرج ثدي زوجته لترضع الصغير وانصرف وهو علي يقين ان الطفل ماهي الا ساعات ويموت وصل الرجل لوجهته واصبح من اشهر التجار وسمع ذات مره وهو في السوق عن الطفل الذي يمشي علي اربع في الصحراءفسأل احد الرجل عن مكانه فأخبره تسارعت انفاس الرجل واقشعر بدنه هو نفس المكان الذي ترك فيه طفله من اربع سنوات لم ينم الرجل هذه الليله وقرر الذهاب ليتأكد وحين وصوله تؤضا وصلي ركعتين وذهب للبحث وهاله ماراّه بالفعل طفل عاري تماما ويمشي علي اربع وحين راّه الطفل فزع وركض نحو الكهف اتجه الرجل للكهف وجد الطفل يرقد في حضن امه ويرضع من ثديها وكانت احدي عينيها مفتوحتين نظرت اليه وتحولت بعد ذلك الي تراب لقد حفظه له الله المغزي ان الله هو الحافظ ولا ينسي احدا القوه لله وحده يؤتيها لمن يشاء ، الله يمهل ولا يهمل ، امتقع وجه فريد واطلق فهمي صفيرا سعيدا ممادفع فريد لتمزيق اللوحه .
‎ في تلك الليله تسللت من النافذه نسمه بارده داعبت وجه فهمي النائم فأستيقظ مبتسما قائلا لنفسه حسنا سألبي ندائك وهبط مسرعا واقفا امام غرفه تمارا مترددا وبالاخير حسم امره طرق الباب ودلف للداخل فوجد تمارا جالسه محتضنه عروستها تأملها بلهفه قرأت مايدور بداخله ازاح فهمي العروسه بعيدا لا داعي اليها انت بمأمن انا هنا ولن اتركك هل ستكتفي بي ام اخرج واجر اذيال خيبتي ورائي ، ابتسمت تمارا وتحسست بكفها وجهه عانقها وهمس لها بكلمه واحده هي الاجمل والاعظم مهما سطروا من كلمات في العشق احبك اكتفت تمارا بها فقد ملئتها امانا وانغلق الباب ليفتح بابا اخر في الصباح .
‎استيقظت تمارا متاخرا ولم تجد فهمي بجانبها لم تخف فهي باتت تشعر بالامان بعد ماحدث بينهما ،طرقات علي باب غرفتها فهلعت واذا بخالها يخبرها ان تنهض بسرعه فالسيد فهمي قد رحل والسيده شهيره غاضبه من رحيله المفاجيء وقع قلب تمارا وانهارت في البكاء لا لا لم يرحل اريد الامان اريد السلام لقد تعبت مع الحرب مع نفسي اضناني البحث اريد هدنه ولو اسبوعا الملم شتات نفسي الضائعه حقا الغدر والقسوه سمه البشر وعود كاذبه لامناص . ظلت تمارا تردد هذه الكلمات لمده شهر فقد افقدها رحيل فهمي رشدها لم تعد تثق بأحد تقدم فريد اليها ليتزوجها ووقف بجانبها لكن هيهات هي لا تراه سنوات عجاف تبحث فيها عن الامان وبالاخير رحل دونما رجعه .
‎تأملت الشجرتين اللذان انطفأ بريقهما وجفت اوراقهما وذبلت حزنا علي رحيل فهمي ارتفع صوت الرعد وبرقت السماء جفلت تمارا وقبضت علي عروستها وركضت لتحتمي بالشجره هطلت الامطار وتمارا شارده تعبث بكفها في الارض الرطبه لكن امسكت شيء ما قطعه من القماش اصابتها الدهشه فأخذت تنبش كالمجنونه في الارض واطلقت شهقه فزعه هاهي جثه فهمي ترقد تحت الارض والقاتل هو صاحب السلسله التي وقعت منه سهوا .
‎ صعدت لغرفه السيده شهيره بعد مااعادت كل شيء لمكانه وجدت السيده شهيره تبكي ، تمارا بحزم :سيدتي اريد ان اخبرك امرا ما بالغ الاهميه .
‎شهيره من وسط دموعها اعرف ماتودين اخباري به ليس بيدي حيله لم استطع فعل شيء عجزت عن ابلاغ الشرطه افكر في قتل نفسي لاتخلص من حزني علي ابنائي سامحني يافهمي لم استطيع ان اجلب لك القصاص فقاتلك هو ابني وتوأمك . امسكت تمارا كفها ووضعته علي بطنها القصاص سيجلبها لك حفيدك ابن فهمي سيحقق لنا الامان والسعاده اللذان غابا سيقتص لابيه سيعيد الينا وطننا الدافيء سيتغذي ويكبر علي القصاص ستعود الشجرتين لبريقهما فقط الصبر برقت عين السيده شهيره بالامل في القصاص ،جلست تمارا محتضنه عروستها تحت الشجره تراقب شروق الشمس وتستعد لتكون عروس دراكولا ورغم ذلك غزت السعاده روحها الغاضبه المتعطشه للانتقام .
‎الخطيئه دوما تجد مقترفيها .
‎تمت مي علام

مى علام الأديبة مى علام الكاتبة مى علام عروس دراكولا الجارديان المصرية