الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : عفوا ...مستقبلنا ضائع !


عندما أرى أفضل شباب بلدى يهجرون الوطن بعد غلق الأمل فى العمل والإنتاج أمامهم، أصاب بإحباط ويأس وحزن على البلد التى علمت، والآباء الذين تعبوا، ليذهب جهدنا جميعا بخيره إلى بلاد أخرى، لأننا قوم حريصون على ضياع الأجيال، فنرى أن بوابة التنمية تبدأ بالطبيب والمهندس والمعلم، وكل منهم دمرناه بضمير، فهم لا يجدون العمل برغم شدة الاحتياج لهم. ولا يحصلون على التقدير المادى، بينما نظراؤهم فى العالم المتقدم يحصلون على أضعاف رواتبهم، فالطبيب هاجر وترك وطنه مصر، والمهندس لا عمل له بعد هدم المصانع والتصنيع. أما المعلم فيتخرج من التربية وينتظر سنين مع دولة لاتحترمه أو دراسته، بينما هناك عجز فاحش بالمدارس، يستوعب جميع الدفعات، ليتجه الضحية للعمل اليومى عامل فى مطعم أو نقاش، وبذلك تهدر الدولة طاقتها الإنتاجية نتيجة سوء التقدير والإدارة، وفى تعنت غير مبرر، برغم وجود 30 كلية تربية، فنحن ندير الاقتصاد بالفهلوة، والتى أخذتنا إلى كارثة إقتصادية تتفاقم يوميا، بينما هذه التخصصات وغيرها هى أساس التنمية الحقيقي فى الدول المتقدمة، وتأخذ أولوية قصوى فى الرواتب والتقدير الاجتماعى لأنهم أساس النهضة *** إلى متى نظل فى هذه البلاهة وسوء التقدير لهذه الذخيرة البشرية؟! فنحن ندير نظامنا الاقتصادى بالفهلوة .وبعقلية أهل الثقة، والتى أضاعت البلاد والعباد، وأدخلتنا طرقا مسدودة حالكة السواد ..إن استمرار تلك العقلية يعنى الحرص على التخلف وضياع المستقبل..