الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : جريمة المثقفين فى مصر!

رأيت كيف انحدر الأسلوب والسلوك العام فى بلدنا وحتى الفن، وفى الأفراح هذه الأيام ترى تجسيدا لحالة التدهور الثقافى والفكرى والسلوكى لدرجة لا تصدق، والتى تكشف تدهورا على كل المستويات الإنسانية ، فالأغانى لا تزيد على أنها ضجيج وجرائم أخلاقية وأفكار متصادمة مع قيم المجتمع. وبحثت فى تفكيرى فوجدت أن السبب الرئيسى يرجع لتراجع دور المثقفين المصريين وقادة الفكر، الذين انسحبوا من حياتنا وضمرت إبداعاتهم وتركوا الساحة لثقافة الشارع التى هوت إلى الحضيض فعلا، يقودها الجهلة والمنحطين حتى لا تكاد تصدق أذنيك وأنت فى حفل متميز من رجالات الفكر يسمعون أغان هابطة وخارجة على القيم.لو قارنتها بزمن قادة الفكر المصرى فى القرن الماضى لوجدت أننا فى كارثة فعلا، يسود فيها السفلة والجهلة، ولا تتعجب أن تجد وزيرة الثقافة مع احترامنا، لا علاقة لها بالثقافة( راقصة باليه) بعد عماليق شغلوا المكان والمجالس من عبد القادر حاتم ود.أحمد هيكل والعقاد وطه حسين، ونجيب محفوظ وأدباء ومفكرون شقوا غبار الثقافة ونهضوا بالفكر العربى ونافسوا عمالقة الإنتاج الغربى بقوة..أتمنى أن يفيق المثقفون ويبذلوا جهدا يشمل مناحى المواقع والحياة ولرفع قيم القوى الناعمة والرقى بها، والمطالبة بمناهج راقية، والمشاركة فى نشاطات المدارس للحض على النهضة بأشكالها، ومطالبة أجهزة الإعلام والصحافة بالسير نحو الفكر المستنير الهادف لنهضة المواطن والبلد، وتنظيم مسابقات فى المجال وتفعيل الأنشطة التعليمية والسلوكيات الراقية بالمدرسة، التى تنهض بأجيال المستقبل ..وإلا يكون انهيار مصر مؤكد ..