السبت 27 أبريل 2024 01:16 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د.كمال يونس يكتب : مؤسسة عقابية

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

سيدة راقية أنيقة تعلمت في مدارس الراهبات،وتخرجت في الجامعة الأميركية ، تعمل بوظيفة محترمة ،زوجها أستاذ في الطب والدته أجنبية ،أبوه بالسلك الدبلوماسي، كانا دائما الشجار ، أنى له بتلك العقلية الجامدة ، كان يتصرف على طريقة سي السيد ،مما أحدث شقاقا ،صدعا ،يزداد يوما بعد يوم ،ولولا ابنته وولده لطلقها ،لكن حرصا على الأبناء، والشكل الاجتماعي ، انحصر ضيقه منها في. قواعد وضعتها لبيتهما ،فلايصح أن يدخل متجولا منتعلا حذاءه داخل المنزل ، طلب منها عدة مرات أن تدلك قدميه في ماء دافيء وملح ،كانت تأبي في تعال ، مذ فتحت عينها على الدنيا لديها الخادمات يقمن على طلباتها ، دائما كان موضع انتقاداتها التي لاتنتهي،وهي بتصرفاتها المنظبطة المتعالية على حد وصفه ، لم تقصر في تربية الأبناء ،لكنهما افتقدا تماما لغة الحوار ، أوليا ظهرهما كل للأخر ،رفض اصطحابها في بعثة بالخارج ،أبقاها بمصر مع الأبناء ،عدة سنوات كان يعود إجازة لمدة شهر، يبيتها غالبا خارج المنزل بحجة العمل، عمله في العيادة على أحسن مايرام، لن يشغل مسلكه
هذا بالها كثيرا ،فلقد كان الشقاق مستحكما ، ذات يوم ذهبت لزيارة أمه المريضة لتقابلها سكرتيرة العيادة ، وقد تغيرت هيئتها ،أناقتها ملفتة للنظر ،ممسكة بطفلين في يديها ، متعجبة مندهشة بإدارتها ما الذي أتى بك هنا ،جئت أزور حماتي والدة الدكتور ،أي دكتور ،أنا زوجته وأم أولاده مثلك تماما،ت
أيضا كنت برفقته كزوجة في بعثته ، تمالكت نفسها بصعوبة ،تاركة إياها لزيارة حماتها،وجدته واجهته ،لماذا ؟!!،هل قصرت في شيء ؟!!،بل قصرت في كل شيء ،سئمت تعاليك، تكبرك، غطرستك ، أماهي فلقد أحسستني برجولتي ،دللتني ،كانت لي صدرا حنونا ،ماعدت يوما البيت إلا وتغمر قدمي تدلكهما بالماء الدافيء والملح ، لا أذكر أن صوتها كان يعلو بأية أوامر،تكلمني بهمس ،أتفضل علي تلك السكرتيرة ،كيف هان عليك أن تضعني في مقارنة معها ؟!!!،ألاتعلم من أنا ؟!!، بل أعلم كلاكما زوجة لي ،هي أمرأتي وأنا زوجها، أونت مفترض أنك زوجتي لكن بصدق على الورق فقط ،ما أشعرتيني بودك وحنانك ،مدة عشرتنا لكأني قضيتها في مؤسسة عقابية، لتعلمي لي أولاد منك ومنها ،لن أطلقك ليس حفاظا عليك ،بل للمحافظة على أولادنا ووضعهم الاجتماعي، انزوت منهارة ،تقضي بقية أيامها تعالج نفسيا .

29ad89231b8b.jpg