دكتور رضا محمد طه يكتب :مخاطر الإفراط في تناول ال”سي فود ”
الجارديان المصريةنظرا للقيمة الغذائية الكبيرة للماكولات البحرية يحرص الكثير من القادرين علي تناولها بصورة متزايدة لاحتوائها على قدر كبير من البروتين الخالي من الدهون وأحماض اوميجا 3 وفيتامينات B وD ومعادن وعناصر أخري تفيد الصحة العامة والقلب والدماغ وطول العمر. علي الجانب الآخر تفيد الأبحاث بأن ال "سي فود" تعتبر مصدر لمواد كيميائية للأبد تسمي اختصاراً بيفاس PFAS عمودها الفقري يحتوي علي فلور الكربون ومنها بير فلوروالكيل والبولي فلورو الكيل وسميت للأبد نظرا لبقاءها فترة طويلة دون تحلل ، فقد يصل عمر النصف لبعضها أكثر من 90 عاماً.
مواد بيفاس لديها القدرة علي اختراق أي شيء علي سطح الكوكب والتعايش بداخله، ومن ثم تمثل مشكلة معقدة خاصة بالنظر إلي طرقها المتنوعة لدخول جسم الإنسان شائعة الانتشار حيث تتواجد في المأكولات كاللحوم ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية مياه الشرب. يقوم الإنسان بتصنيعها واستخدامها عبوات المواد الغذائية مثل علب البيتزا وأكياس الفشار التي تعمل بالميكروويف وتدخل في صناعة الطلاءات غير اللاصقة ومنتجات حماية الأقمشة والمواد البلاستيكية ورغوة إطفاء الحرائق كما تستخدم في صناعة السجاد ومفروشات الأثاث المنزلي.
أفاد الباحثون أن انتشار بيفاس في البيئة يجعل من الصعب معرفة مكان وكيفية دخولها إلى السلسلة الغذائية البحرية ، وقد تكون المحار الاكثر عرضة لتراكم تلك المواد الكيميائية فيها بسبب نمط تغذيتها وعيشها في قاع البحر وكذلك قربها من مصادر بيفاس علي الساحل. مؤخراً نشرت مجلة التعرض والصحة دراسة ربط فيها الباحثون بين تناول المأكولات البحرية بإفراط وارتفاع مستويات بيفاس مما يترتب عليه زيادة في الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وتراجع الخصوبة ونقص في نمو الأطفال وتأثير سلبي على التمثيل الغذائي والمناعة وارتباطها ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الكلى والخصية. من اجل ذلك ينصح فريق البحث بإتباع نظام غذائي متوازن به كميات معتدلة من المأكولات البحرية من أجل تجنب مخاطر بيفاس.