الثلاثاء 30 أبريل 2024 01:40 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وليد نجا يكتب : الصمت حكمة وفي بعض الحالات لغة

الكاتب الكبير وليد نجا
الكاتب الكبير وليد نجا

الصمت أحبتي في الله والوطن من أجمع اللغات من يستطيع ان يصمت عند الغضب يمتلك الحنة والحكمة ومن صفات العرب الصمت وعدم الحديث عن أعراض الناس وأسرارهم. وعكس الصمت الكلام ومايتحدث به الناس هي لغة الحديث واللغة هي وسيلة تعارف يعبر بها الكائن الحي عن مايريد من مطالب حياتية ومعيشية ويتواصل من خلالها مع الأخرين وقد ميز الله سبحانة وتعالي الأنسان بالعقل عن باقي المخلوقات فتعلم لغة الكائنات الحية وروض بعضها.
ويتميز الأنسان بالحديث بأكثر من لسان فالعرب يتحدثون العربية والروس يتحدثون الروسية والصينيون يتحدثون الصينية والأوربيون يتحدثون الفرنسية والأنجلزية والأسبانية والالمانية وهكذا كل قوم وكل عدة دول يتحدثون بلسان مختلف.
وبعض البشر عندة ملكة يستطع من خلالها تعلم عدة لغات ليتواصل مع عدة جنسيات والبعض الأخر لايتحدث غير لغة موطنة دون غيرها من اللغات وبالرغم من ذلك هناك لغة عالمية مشتركة يشترك فيها جميع المخلوقات وهي لغة الصمت التي تعبر دون كلام فهي لغة العظماء ويتحدث بها الأنسان وكأنة يتكلم ويستبدل لغة اللسان بلغة الوجه و العيون وحركة الجسد فالعيون تمتلك الدموع التي تعبر عن الفرح وتعبر عن الألم فبعض البشر يعبرون عن فرحتهم بالدموع والبعض الأخر يعبر عن حزنة بالدموع والفرق بين الحالتين في تقاطيع الوجهة ونظرة العيون فحالة الحزن تجد فيها الوجة عابث ونظرات العيون حادة ومنكسرة فاقدة للبريق، وحالة الفرح تجد الوجة بشوش والبسمة مرسومة ونظرات العين جذابة.
ويستحب الصمت في بعض الحالات ويكون الصمت معبر عن حكمة الأنسان المتحدث بالصمت وخاصة عند أحتدام الخلاف والتعصب فيكون التوقف عن الكلام حكمة ويتصف السياسي البارع والمعلم الملهم بكثرة الصمت والقدرة علي تطويع الصمت عند الحديث وتقاس خبرة الشخصيات العامة بقدرتها علي التميز بين متي يكون الكلام بفواصل محددة من الصمت ومتي يكون الصمت أكثرا تعبيرا أثناء الحديث.
والانسان بطبعة في الحالات العادية يحب الصمت فراحة البال من عدم القيل والقال وبعض البشر يحبون الكلام الجاد والبعض الاخر لايحبون الحديث عن الموت و أهوال يوم القيامة خاصة الملحدون الذين يتمنون والصمت و المؤمنون يفرحون عند الحديث عن الجنة و المستقبل و يتمنيون عدم الصمت و الأستمرار في الحديث.
وتتميز الشخصيات العامة بالقدرة علي الخطابة باللسان في بعض المواقف وبالصمت في المواقف الأخري وبعض الوظائف تحتاج إلي حنكة وحكمة الصمت حتي لايفقدوا الزخم وألتفاف الناس حولهم فالصمت من أجمل اللغات عند أغلب البشر مهما اختلفوا في الفئة العمرية والعلمية والمجتمعية.
ودائما أردد في تعاملاتي الحياتية حكمة أؤمن بها "المغرمون بالصمت نصف أحاديثهم في عيونهم !! والنصف الأخر رسائل مازالت تسكن في قلوبهم !!
لذلك وحدهم الصادقون من يجيدون قراءة صمتهم !!"