السبت 27 يوليو 2024 04:14 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : لعبة ”الرد على الرد الكاذبة ” بين تل أبيب وطهران

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

** تساؤلات عديدة وإجابات مختلفة تحيط بواقعة توجيه إسرائيل ضربة «ردا على الرد» بطائرات مسيرة استهدف مدينة أصفهان الإيرانية، فجر الجمعة، لتلحق بها أضرارا طفيفة.. وبينما لم تتهم إيران إسرائيل بأنها وراء الهجوم، فإن إسرائيل لم تتبنى الضربة التي اعتبرت بمثابة رد على الهجوم الإيراني علىى اسرائيل .
**ومع الصمت الإسرائيلي ـ ولأول مرة في تاريخ الكيان لا يبادر بالتفاخر وتبنيه هجوما انتقاميا ـ فإن التلفزيون الرسمي الإيراني قال ، إلى أن «متسللين» أرسلوا طائرات مسيرة صغيرة من داخل البلاد أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها «متسللون من داخل إيران».. وفي نفس الوقت ألقى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، كلمة لم يتطرق خلالها إلى الانفجارات التي سمع دويها في وسط البلاد ولم تربطها السلطات بالتوتر مع إسرائيل.
**وتقول إيران عبر مسؤليها وإعلامها الفضائى : لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة.. لم نتعرض لأي هجوم خارجي.. والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوم.
.. واصبح واضحا ، ان كلا من إيران وإسرائيل يقللا من آثار الهجوم الإسرائيلي على أصفهان، في ظل دعوات دولية لوقف التصعيد من جميع الأطراف.
حيث لم تتحدث إسرائيل رسميا عن رد لها على الهجوم الإيراني الضخم الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي والذى لم يخلف أى اضرار وأن أكثر من 98% من هذا الهجوم المسير لم يدخل الأاراضى المحتلة ، ولم تتبن اسرائيل أيضا الهجوم على اصفهان.. وكما هو الحال في « لعبة الرد على الرد بالكدب » ذات القواعد المشتركة، فإن الطرفين المتحاربين " ايران واسرائيل " لا يعترفان بالهجوم ويقللان من آثاره.
الرد الإسرائيلي المتحفظ والمدروس على الهجوم الإيراني ، ونفي إيران تعرضها للهجوم، يسمح لكلا الخصمين بحفظ ماء الوجه من خلال الحد من مخاطر المواجهة الخطيرة، لكن الحقيقة أن " هناك حرب سينمائية " غير محبوكة انخرطت فيها الدولتان في السابق في مناطق طرف الثالث أو من خلال أذرعهما، أصبحت الآن المواجهة تتخذ سيناريوهات جديدة تشهدها سماء المنطقة ولا أقول من تراشق الطائرات المسيرة أو تعانقها .


إسرائيل وايران يستمرا في حرب الظل بينهما وذلك لزيادة توتر المنطقة والتخويف المستمر لجيرانهما بدون أية خسائر للطرفين وذلك تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية التى تلزم الطرفان بإتباع التعليمات وتنفيذها بالكامل وواضح أن الطرفان احترما الرغبة الأمريكية والتزما بالتعليمات حتى أن الطرفان بذلا قصارى جهدهما لإعطاء الإنطباع بأنه لم يحدث شيئا عمليا .
وتستمر أمريكا فى لعبتها الكبرى فى منطقة الشرق الأوسط بأيادى أطرافها
" ايران واسرائيل " الملتزمتان بدورهما الفنى بدون الخروج عن النص .