الأربعاء 22 مايو 2024 03:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : عفوا..البطالة تخصص كل الخريجين !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

أصابتنى صدمة من المستوى الثقافي المتردى فى إنكار أهمية الكليات النظرية وعلى رأسها الآداب والحقوق، وقصور النظر فى دورها الحضارى والنهضة، وهى استجابة لقصور الرؤية فى خطط الدولة العلمية والتعليمية، حتى نفكر فى الذكاء الاصطناعي، وهناك مئات الآلاف من خريجى الكليات العملية وعلى رأسها الهندسة والعلوم والتكنولوجيا لايجدون فرصة لتشغيلهم مثل الكليات النظرية والآداب تماما، فالكليات النظرية مبعث الفهم والحضارة والرقى الذى لم يصل له البعض، والأبواب مغلقة تماما أمام الجميع إلا من الكلام الفارغ الذى أضاع جهد وعمر الأبناء، يؤيدها انتشار المقاهى وتكدسها بالشباب من كل التخصصات العلمية والنظرية، ومن لا يعرف قيمة التاريخ لا يعرف فنون الحروب والنهضة والتقدم بالأساليب العلمية، وقيمة الجغرافيا التى تطال التطوير والبناء، فانتقاد الكليات النظرية قصور وجهل غير مسبوق، هناك ملايين من خريجى كليات التربية بلا عمل والمدارس بلا مدرسين وترفض الدولة تعيينهم فمن عليه العيب؟! ، وكذلك كل الكليات التكنولوجية والعملية لا يوجد ضوء لتشغيلهم إلا قليلا ، مع أن التعليم أساس نهضة أى دولة فى العالم, مما يؤكد أننا لا نؤمن بالتعليم أوالكليات العملية ولاشئ أساسا، واتجه بعضهم للعمل على التكاتك أو أعمال مهينة بعد بهدلة الأسر والأبناء.. عندما تهملوا خطة للعمل والإنتاج، فلا تتكلموا عن نوع الكلية فالكل سواء فى الجلوس على المقاهى وليس بالتكنولوجيا والدولارات.وماذا يضير النواب فى التخصصات، الذين يتلقون عشرات الآلاف من الجنيهات من دم الشعب دون أى فائدة حقيقية للدفاع عن المواطن، علاوة على الامتيازات الشخصية التى لاتنتهى، بينما يحاصرنا ارتفاع الأسعار والنكبات الاقتصادية التى طحنت المواطن، وهناك آلاف العلماء والخبراء فى كل المجالات بمصر ولا يؤخذ بآرائهم فى شئ، فإن القضية هى مستقبل البلد فإذا كانت هناك قيمة لمجال عملى يجد تقدير الدولة يقبل عليه الشباب، الدولة مطالبة بوضع ميزان للتعليم يتجه له الشعب، أما إلغاء كليات فيعنى قصورا فى العقول وأهداف مفهوم التعليم لبناء مجتمع راق متكامل فى جناحى التقدم، وإلا فما معنى تدمير شركات إنتاج كبرى مثل نسيج المحلة وآلاف المصانع وهى أساس الإنتاج والدخل القومي، مثلا كليات التربية منذ 25 سنة كان التعيين فورى، وكانت تأخذ مجموع يساوى كليات الطب، فكان الإقبال عليها عاليا، وهم الآن بالشوارع بلا عمل والمدارس تحتاجهم ! فالذكاء المطلوب من الدولة هو الذكاء الإنتاجى، فالطريق مغلق أمام الجميع وهم متساوون الآن فى البطالة بالمقاهى، أما الكلام عن توفير آلاف الدولارات فيحتاج خطة ودراسة وليس بالفهلوة التى نعيش عليها..!

b3dd403f5dc7.jpg