الدكتور محمد عطا عبدالتواب يكتب : {{مساحات الفقد}}


*لو أننا أدركنا حقيقة الأشياء الكثيرة التي نفقدها لربما كنا نحن المفقودين في هذه الحياة لكننا نتوجع بالدرجة الأولى لأشياء كانت مصدر إلهامنا وقوتنا وفقدناها*
*وحين تمر علي أسماعنا كلمة الفقد يتبادر للذهن عزيز او غالي فارقنا منذ مدة.*
*هل هذا فقط هو كل ما يمكن أن نفقده فى هذه الدنيا القاسية؟*
*لو تبحرنا ببساطة فى معني الفقد سنجد إن أقسى آلام الفقد حين تكون أنت ( مفقودك ) وأن لا تدري في أي متاهات الحياة ومنعطفاتها أضعت نفسك.*
*أن لا تعود قادرًا على أن تجدك كأن تفقد وصفًا جميلًا كنت تتصف به هذا نوع فقد*
*أو خلقًا حسنًا كنت تتميز به فهذا نوع فقد*
*وأن تصبح القيم العالية عندك رخيصة والرخيصة عالية ،وتختلط الموازين في عقلك هذا فقد.*
*حين تفقد فكرك النظيف وفطرتك السليمة أو عقيدتك الصافية فالفقد هنا صريح وقبيح.*
*عن لوعة الألمٌ حين تفقد شغفك أولاً وتُهدر طاقاتك ومواهبك وقدراتك أو بعض عافيتك*
*الساعة التي تذهب منك ولا تنتفع بها مفقودة*
*والمجلس الذي لا تذكر الله فيه مجلس مفقود.*
*والمال الذي لا تستعمله في طاعة الله مال مهدور مفقود.*
*والعمل الذي لا تخلصه لله وحده هو عمل مبتور مفقود.*
*كما أن وردك اليومي من القرآن الكريم ان انقطع فهذا خُسران مرير ونوع قاسي من الفقد*
*والنافلة التي كنت تواظب عليها ثم تركتها فقد.*
*الأذكار والتسابيح التي كنت ترددها وأغفلتها أشد أنواع الفقد.*
*لسانك الذي كنت تصونه واليوم تفري به في أعراض الناس فقد*
*القرآن تحفظه وتنساه فقد وأي فقد.*
*عمرك يرحل وشبابك يضمحل فقد.*
*على أي فقد تتلوع ..؟*
*وبأي فقد تغص ..؟*
*ولأي مفقود تبكي والمفقود الحقيقي هو*
*( أنت ).*
*إن الفقد حين يتصل فقد الدنيا بفقد الآخرة حين تفقد يوم العرض حسناتك وتتعثر على الصراط خطواتك.*
*لا تبعثر همك وعزمك على مفقودات ليست ذات قيمة.. ولتبك على الفقد حين يكون من نفسك.*
*ومن نصيبك من ربك ومن حرث آخرتك يا للفقد المضني حين تفقد الجنة.*
"*قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة*"
*هذا هو الفقد الأليم وعلى هذا الفقد فلتبكِ البواكي.*
*صباحكم تفكر في انفسكم.*