الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب.. الدبلوماسية الثقافية وأثرها في تكوين الرأي العام وصنع القرار السياسي العربي

مخطئ من لا يعرف أهمية دور الثقافه وتأثيرها في المجتمعات العربية ودورها في تكوين الرأي العام العربي والمصري على وجه الخصوص بكافة أنواعها سواء المرئية والمقروءة والمسموعة فقد تشد من أذرنا وتشعل مشاعرنا كلمات اغنيه وطنيه أو حتى اغنية شعبية ، وقد نشاهد فيلما وثائقياً عن حرب أكتوبر ١٩٧٣ م تعيد لنا ذكريات الإنتصار وتذكرنا بمن هو عدونا التاريخى والأزلى ، وقد نقرأ كتابا عن أمجادنا فى الماضى تجعلنا نشتاق إلى ماضينا العريق ، وحين نسمع أوبريت الحلم العربي نتذكر أننا وطن واحد أسمه الوطن العربي وليس الشرق الأوسط ، لذا دعونا نفتح كل باب أغلق عمداً كى ننسى من نحن ؟ ومن عدونا ؟ وما المخططات التى تحاك لنا فى الخفاء ؟ دعونا نتجنب خطاب الكراهية العربية بين الشعوب وفلان أبيض وفلان أسود وفلان يمتلك المال والأعمال وهذا شعب يعانى من العوز وأخر يحتضن عدو الأمة العربية بين جدران منازله ، هذه ليست نظرة حالم يحلم بوحدة وطن عربي لأنى متأكد أن هذا لن يحدث في الوقت الحالي ولكن أطلقوا العنان لتبادل الثقافات بين الأشقاء العرب فى بلادنا العربية، فقد تحدث الثقافة الدبلوماسية الفارق وتقرب بين الشعوب العربية ، فإذا حدث ذلك وتحقق تقرب الشعوب ، وقد تضطر مراكز صناعة القرار في الدول العربية لفهم أن الثقافة هي حجر الزاوية والركن الأساسي وإحدى أهم أدوات التواصل والتأثير الاستراتيجي بسياسة الدول الخارجية وأمنها الوطني .
لكن ما هي الدبلوماسية الثقافية ؟ ما هو دورها في القوة الناعمة ؟
دعونا نتعلم ممن زرع الفرقة بيننا حيث يقول عالم السياسة ورائد مفهوم القوة الناعمة الأمريكي جوزيف ناي في كتابه الشهير " القوة الناعمة " أن جاذبية الثقافة الأمريكية ساهمت في تحقيق الأهداف الكبرى للسياسة الخارجية الأمريكية " و استشهد في ذات الكتاب بعدة أمثلة جعلت الثقافة الأمريكية التي تم تسويقها عالميا تغزو العالم كقوة ناعمة مؤثرة ،
إذن فلماذا لا تغزو ثقافتنا العربية العالم ؟ سؤال الإجابة عليه تتطلب منا مراجعة أنفسنا كمثقفين ومفكرين وعلماء وفنانين وغيره من أصحاب الفكر والإبداع ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها :-
١- إستسلام المثقفين للأمر الواقع
٢- إنتشار ظاهرة الإسفاف والإبتزال وتدني الذوق العام
٣- فقدان الهوية الثقافية
٤- إنتشار ظاهرة التريند والشهرة أصبحت سهله لدرجة أن من يريد أن يكون مشهوراً عليه أن يتجرد من ملابسه قبل أن يتجرد من قيمه وأخلاقه
- وسلامي إلى كل من تمسك بخلقه ومبادئه فأنتم تمسكون على الجمر فى زمن سمته الخمر .