الخميس 3 أكتوبر 2024 11:48 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير حسين السمنودى يكتب : كلهم متشابهون

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

منذ ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، واجه هذا الدين الجديد العديد من التحديات والمعارضة من مختلف الأطراف. وهذه المقاومة، التي ظهرت عبر العصور، تكشف عن تطور الاستراتيجيات والوسائل التي استخدمها الأعداء لمناهضة الإسلام، ولكنها أيضاً تعكس تشابه الدوافع والأهداف في مواجهة الدين.

وفي البداية، كان التهديد الأكثر مباشرة يأتي من قوى قريشية وعربية محلية. عارضت قريش النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس فقط بسبب تعاليمه الدينية التي تحدت نظامهم الاجتماعي والاقتصادي، ولكن أيضاً لأنها شعرت بأن هذه التعاليم تشكل تهديداً لسلطتها ونفوذها. وحملات التشويه، والتعذيب، والحصار كانت وسائلهم لمواجهة الدين الجديد.

وبمرور الوقت، ومع انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية، ظهرت تهديدات جديدة. على سبيل المثال، في القرون الوسطى، كان هناك صراع مستمر مع القوى الأوروبية خلال الحملات الصليبية. الصليبيون كانوا يتخذون من الدين ذريعة لاحتلال الأراضي الإسلامية، لكن دوافعهم الحقيقية كانت تستند إلى الطموحات السياسية والاقتصادية.

وفي العصور الحديثة، تغيرت الوسائل لكن الأهداف ظلت متشابهة. والاستعمار الأوروبي في القرنين التاسع عشر والعشرين كان أحد أبرز الأمثلة على ذلك، حيث سعت القوى الاستعمارية إلى السيطرة على الدول الإسلامية واستغلال مواردها، وواجهت مقاومة شرسة من قبل المسلمين. والطموحات الاستعمارية لم تقتصر على السيطرة السياسية بل امتدت إلى محاولة تغيير الهويات الثقافية والدينية.

وفي الوقت الحاضر، الأعداء الحديثون للإسلام قد يتخذون أشكالاً متعددة، من الجهاديين إلى القوى الغربية التي تنتقد الإسلام بطرق قد تكون مستندة إلى معلومات مغلوطة أو تحيزات. الصراعات الأيديولوجية والسياسية التي نراها اليوم يمكن أن تكون في بعض جوانبها مظهراً لتجليات تاريخية لم تخلُ من التشابه.

وما يبرز من هذه الأمثلة هو أن أعداء الإسلام، مهما تغيرت أشكالهم ووسائلهم، يشتركون في دوافع أساسية: محاولة تقويض الدين وتقييد تأثيره في العالم. تاريخياً، حاول هؤلاء الأعداء تبرير أفعالهم بنزاهة أخلاقية أو سياسية، ولكن الحقيقة أنهم يسعون في كثير من الأحيان لتحقيق أهداف شخصية أو جماعية.

وفي نهاية المطاف، فإن فهم التاريخ والأسباب التي دفعت إلى معارضة الإسلام يمكن أن يساعدنا في فهم التحديات المعاصرة والتعامل معها بشكل أكثر فعالية. كل من واجه الإسلام في التاريخ كانت لديهم أهداف متشابهة في محاولة تقويض قوة هذا الدين وانتشاره، ودرس هذه التحديات يساعد في تعزيز صمود المسلمين وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة أي تهديدات جديدة قد تطرأ.