الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : السيسى ..من الجمالية إلى الاتحادية
الجارديان المصرية** لكل انسان له الحق فى الحياة ليس أى حياة ولكنها لابد وأن تكون حياة طيبة ولكى نصل إلى تلك الحياة الطيبة من الضرورى أن نسعى ونعمل بجد عملا صالحا مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النحل "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" ، ومصر منذ انطلاق ثورة 30 يونيه 2013 وهى تأخد منحنى العمل الصالح الذى يصل بنا إلى الحياة الطيبة ، فكانت رؤية القيادة المصرية فى ذاك الوقت أن نعمل ونسعى ونجد فى كافة الاتجاهات وعلى جميع المستويات نضع أمامنا فضل الله وندعى أن يزيد فضله علينا وأن نعمل حتى يعيش كل مصر الحياة الكريمة التى تحفظ عليه كرامته وآدميته .
وكانت حكمة الخالق أن يتواجد فى مصر ابن من أبنائها سيكون هو قائدها ، فمع اشراقة شمس يوم 19 نوفمبر من عام 1954 خرج للحياة مولودا مصريا جديدا من قلب الحى العتيق حى الجمالية بالقاهرة ، فلم تكن أسرته أو أقاربه أو عائلته الممتدة جذورها إلى محافظة المنوفية تعلم أو يجول بخاطرها أن الأقدار ستكتب له سطورا بأسمه في تاريخ مصر الحديث، وأنه سيكون قائد الجيش الذي حمى بلاده من السقوط في براثن الإرهاب والفاشية الدينية، و الرئيس الخامس لمصر من أبنائها الكرام انه الرئيس عبد الفتاح السيسى .
** الذى ولد وتربى فى الدور الأخير من العقار رقم 7 بعطفة "البرقوقية" من شارع "الخرنفش" الواقع على جنبات شارع المعز لدين لله الفاطمي بالحي الأثري "الجمالية" جنوب القاهرة، وعاش عبدالفتاح السيسي مع والديه وأشقائه، فتره طفولته وصباه في عقار يملكه الجد حسين السيسي، ولا يزال يتواجد به أقرباء أغلبهم سكنوا المنزل بعد رحيل عبدالفتاح عن الحي .
** نشأ السيسي في عائلة ميسورة الحال، إذ عمل والده سعيد السيسي في تجارة الصدف والأرابيسك، وكان يملك وإخوته نحو 10 محلات في خان الخليلي. وفي 44 شارع سكة برجوان، كانت مدرسة البكري الابتدائية التي التحق بفصولها، حيث بدأ أبناء جيله في التعرف عليه عن قرب.
**ويقول بعض من زملائه خلال هذه الفترة إنه كان يفضل المواد الدراسية التي تحتاج إلى إعمال العقل والفهم، ولم يُعرف عنه الشقاوة، فالهدوء والابتسامة التي لا تفارق وجنتيه كانت من سماته المميزة.
**إعتاد عبدالفتاح السيسي الاستيقاظ مبكراً للحاق بصلاة الفجر في مسجد "سيدي على الإتربي" المجاور لمنزله، كما ذهب على فترات إلى جامع "أم الغلام" لحفظ القرآن الكريم مع الشيخ فتحي، بمقابل مادي 50 قرشاً في الحصة، كذلك كان يذهب وأبناء الجيرة بعد صلاة العصر بشكل متقطع إلى مسجد الحسين وجامع العدوى للاستماع إلى محاضرات الشيخ محمد متولي الشعراوي.
**التحق بإحدى المدارس الثانوية العسكرية، ثم تقدم إلى الكلية الحربية، وتخطى اختباراتها وحقق النجاح و أصبح ضابطاً في سلاح المشاة بالقوات المسلحة المصرية
كان لا يخفى عشقه وإعجابه بشخصية الزعيم جمال عبد الناصر وشخصية الزعيم محمد أنور السادات ، والعسكرية الشديدة للمشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، وزير الدفاع الأسبق، والمشير محمد عبد الغني الجمسي، وزير الدفاع الأسبق أيضا .
**وفي بداية حياته العسكرية كان السيسي ينحصر تركيزه في مجال عمله، وعندما وصل إلى رتبة رائد غادر عطفة "البرقوقية" متجها إلى حي مدينة نصر، الذي تركه بعد سنوات ليستقر في ضاحية التجمع الخامس.
** ومن صفاته المهمة التي تحدث عنها جميع معارفه الجلد والصلد والتحكم في الأعصاب وهي صفات ورثها عن الوالد سعيد السيسي، وبرزت في مواقف عدة، لعل أصعبها في حياته الشخصية حين كان قائداً في المنطقة الشمالية العسكرية، حيث علم بنبأ وفاة حفيده الطفل الرضيع من نجله الأكبر إثر وقوعه بالمنزل، فتوجه إلى المستشفى وأنهى مع الأهل إجراءات الدفن ثم عاد لمحل عمله مرة أخرى للمبيت به لاحتياجهم له في ثبات يحسد عليه.
** أما التعبير عن الغضب في حياته فهو قليل ويصعب تلمسه. ويقول عنه معارفه وجيرانه إنه صبور بقدر كبير، وحازم وواضح في قراراته، يرفض الوساطة في غير محلها، حتى ولو كانت من طرف أقرب أقربائه، فعندما ذهب إليه أحد أبناء الجيران، وهو قيادي في مركز مرموق بالقوات المسلحة، طالباً التوصية على نجله خريج كلية الحقوق للالتحاق بالنيابة العسكرية، رفض بشدة حين علم أنه حاصل على تقدير مقبول.
** السيسي رفض أي اختراق للقوات المسلحة من جانب جماعة الإخوان المسلمين أو أي حركة سياسية أخرى، وأوصى بعدم التعامل العنيف مع المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير وكان مديرا للمخابرات الحربية فى ذاك الوقت ، وكان قد صرح أن هناك حاجة ماسة لتغيير ثقافة قوات الأمن في تعاملها مع المواطنين وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة .
** درس السيسى "ابن حى الجمالية"، فى كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى بالولايات المتحدة عام 2006، وحضر العديد من المؤتمرات العسكرية فى أمريكا وبريطانيا، كما عين ملحقًا عسكريًا لمصر فى المملكة العربية السعودية.
** ترقى داخل المؤسسة العسكرية وشغل مناصب مهمة عدة، منها قيادة سلاح المشاة، وقيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، ثم عين رئيسًا للمخابرات الحربية والاستطلاع قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع.
30 يونيو نقطة التحول
===============
** ولم يكن السيسى بعيدا عن نبض الشعب المصرى وقد حاول كثيرا مع من تولوا حكم البلاد لكى يتخذوا آخر غير العنف والترهيب للشعب ، ووقف بكل شموخ وقوة أمام تهديدات جماعة الاخوان بحرق مصر ، كان حاجزا صلبا أمام جماعة الارهاب كى لا تصل بإرهابها المدمر إلى الشعب المصرى وهى التى حاولت أن تفجر حربا أهلية بالبلاد ، لكن وقوف عبد الفتاح السيسى والجيش المصرى أمام تلك الجماعة حال من انفجار الوقيعة والحرب الاهلية فى البلاد
اندلعت ثورة 30 يونيو عام 2013 للمطالبة برحيل جماعة الاخوان الارهابية عن حكم للبلاد، وصدر بيان عن القوات المسلحة يحذر من أن الجيش لا يمكن أن يصم آذانه عن مطالب الشعب، وأعلن البيان عن مهلة لمدة 48 ساعة "لتلبية مطالب الشعب".
**وفى الثالث من يوليو 2013، وفى بيان ألقاه أمام التليفزيون الرسمى للمصريين و للعالم أجمع وبحضور عدد من قادة القوى السياسية المعارضة لمرسى، وشيخ الأزهر و بابا مسسيحيو مصر ، أعلن السيسى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإلغاء العمل بالدستور، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلى منصور بتولى منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت وأعلن عن خارطة طريق
** عين السيسى قائدًا عامًا للقوات المسلحة وتم ترقيته لرتبة فريق أول وجاء تعيين السيسى فى اليوم الذى شهد تقاعد المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة، وبعدها ظل السيسى بعيدًا عن التدخل فى الأمور السياسية لأشهر عدة، وبدا واضحًا اهتمامه بإعادة الانضباط داخل صفوف القوات المسلحة، والانشغال بتلبية احتياجات الجيش من التدريب والعتاد العسكرى.
** وقرر رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور فى 27 يناير 2014 ترقية السيسى إلى رتبة مشير ليكون التاسع فى الرتبة بتاريخ الجيش، كما أعلن المجلس الأعلى للقوات عن قراره فى اليوم نفسه بأنه للمشير عبد الفتاح السيسى أن يتصرف وفق ضميره الوطنى ويتحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه، خصوصًا أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب فى صناديق الإقتراع، جاء ذلك فى الوقت الذى استدعته الجماهير ليقود مصر ويتحمل مسئولية إعادتها إلى مكانتها.
= لم يكن أمام الرجل "خيار" سوى الاستجابة لإرادة الملايين فاستقال من منصبه كقائد عام ووزير دفاع وترشح لانتخابات الرئاسة وحاز بجدارة على ثقة المصريين فى تكليفه بالعمل لنهضة البلاد وإعادتها لدورها الريادى حيث يجب أن تكون .
** سعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه قيادة مصر ، إلى توفير حياة كريمة للمواطن المصرى، وأطلق العديد من المبادرات منها الاجتماعية والصحية وغيرها ، والمبادرات ،التى أطلقها الرئيس السيسى فى مختلف القطاعات، جاءت فى إطار حرص الدولة على الاهتمام بالمواطنين ، وأكد على انها لابد وان تصب فى مصلحة المواطن .
**عبد الفتاح السيسى رجل المهام الصعبه، اذا كلف بعمل ينجزة على اكمل وجه، والسيسي يرى انه مكلف من الشعب المصرى للعبور به الى مستقبلا افضل وهذا التكليف حملا ثقيلا لا يقدر عليه غير رجلا قويا صبور من طرز فريد يحسب حساب كل صغيرة وكبيرة .
** وعندما نسترجع ماتم انجازه خلال الــــ 8سنوات ماضية خلال قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمصر سنجدها انجازات لم تحدث على مدار عقود عديدة مضت وتعجز الأوراق عن استيعابها ولكن استقلالية القرار المصرى كان أهم الإنجازات بالإضافة الى التصدى للارهاب والفساد وبناء الإنسان المصرى .
وتعددت خلال هذه السنوات المبادرات الرئاسية التى تحافظ على المواطن المصرى ونحفظ عليه كرامته وآدميته ومنها وليست جميعها :
= كلنا واحد .. التى تستهدف توفير السلع بأسعار مناسبة وتحقيق توازن بالسوق المحلى وضبط الأسواق، للتخفيف عن كاهل المواطن ومواجهة الغلاء والقضاء على الاحتكار.
= إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية .. تم إطلاق تلك مبادرة لإنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية فى يوليو 2018.
= القضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية .. انطلقت مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى فى أكتوبر 2018 من خلال حملة قومية تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى سى والأمراض غير السارية (السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة) لأكثر من 50 مليون مواطن مصرى.
= نور حياة .. وتهدف المبادرة إلى مكافحة ضعف وفقدان الإبصار من خلال التشخيص والكشف المبكر عن المسببات، ورفع الوعى لدى المواطن للوصول بمصر خالية من الإعاقة البصرية التى يمكن تجنبها، ويتم ذلك بإجراء الكشف الطبى على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مليونى مواطن من الحالات الأولى بالرعاية، وتوفير مليون نظارة طبية، وإجراء 250 ألف عملية جراحية فى كافة محافظات الجمهورية.
= تطوير القرى المصرية .. مشروع تطوير القرى المصرية يأتى ضمن مبادرة ( حياة كريمة ) التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 2 يناير عام 2019 لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة.
ويستهدف المشروع التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى الريف المصرى من خلال تطوير 4584 قرية يمثلون نسبة 58٪ من إجمالى سكان الجمهورية بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه.
= دعم صحة المرأة المصرية .. دعم صحة المرأة المصرية باعتبارها أهم شرائح المجتمع وأكثرها احتياجًا للتوعية والرعاية الصحية، تستهدف المبادرة الكشف المبكر عن أورام الثدى لنحو 28 مليون سيدة بجميع محافظات الجمهورية بالفحص والكشف الإكلينيكى عن المرض وتوفير العلاج بالمجان. وتشمل المبادرة أيضًا التوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والحياة الصحية ، بالاضافة إلى = علاج مرضى الضمور العضلى .
** سعية إلى توفير حماية المواطن بالرغم من المعاناة التى يعانيها المواطن من الأزمات العالمية المتكررة الغير طبيعية والتى أطالت فترة الإنطلاقة إلى الرفاهية والتنية الكاملة الشاملة التى ان شاء الله ستغطى كل ربوع مصر بفضل الله وتحت قيادة الرئيس السيسى ومعه شعب مصر العظيم الذى تحمل ويتحمل تبعات الإصلاح لتكون الحياة الكريمة مع بدايات الجمهورية الجديدة .