دكتور رضا محمد طه يكتب : الأعشاب الطبية ومخاطر علي الكبد

منذ آلاف السنين والإنسان يستخدم الأعشاب لأغراض طبية حتى أصبحت الأعشاب والمكملات العشبية شائعة الاستخدام بشكل كبير في حياة الكثيرين من البشر ويعود السبب في ذلك إلي وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تيك توك ، في هذا السياق أجري علماء من جامعة ميشيجان دراسة جديدة نشرت مؤخرا في جاما نيتوورك JAMA Network وافادت نتائجها أن حوالي 16 مليون أمريكي بالغ تناولوا مكملاً عشبيا واحداً علي الاقل في آخر 30 يوما مما تسبب في ضرراً كبيراً علي الكبد، ومن بين تلك الأعشاب كانت الاواجاندا ومستخلص الشاي الاخضر والكركم أو الكركمين.

المكملات العشبية بالرغم من أنها طبيعية إلا أنها ليست آمنة ويعود ذلك إلى عدم مراجعتها أو السماح لها بالاستخدام من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قبل طرحها في الأسواق ومن ثم فإن لها آثار جانبية خطيرة إضافة إلى تداخلها مع بعض الأدوية التي يتناولها الأشخاص مما يكون له عواقب وخيمة على الصحة العامة.
ركز الباحثون على استخدام المشاركين في الدراسة على 6 مكملاً عشبيا والتي أشارت الأبحاث السابقة على أنها سامة للكبد وهي الاشواجاندا والكوهوش الاسود وجارسينيا كامبوجيا ومستخلص الشاي الاخضر وأرز الخميرة الحمراء والكركم أو الكركمين حيث تحتوي جميعها علي مواد سامة تؤدي إلى تلف الكبد وهذا ما أكدته نتائج الدراسة من خلال التحاليل التي أثبتت أن تناول أي من تلك المكملات العشبية المتاحة في الأسواق خلال 30 يوماً تسبب في تسمم كبدي للمستهلكين.

خلص فريق البحث إلي نتيجة أن الطبيعي لا يعني بالضرورة أن يكون دائما آمن خاصة إذا ما تناوله الشخص بكميات كبيرة وهذا ينطبق على المكملات العشبية النباتية حيث لا توجد رقابة تنظيمية علي تصنيعها أو إجراء اختبارات عليها للوقوف على مدى ما تحتويه من سموم والتي حال تواجدها وإذا ما بالغ الأشخاص في الإكثار من تناولها تتراكم السموم في الكبد مسببة التهاب الخلايا وفي بعض الحالات الشديدة يحدث فشل الكبد ، لذا ينصح الباحثون بأنه وقبل شراء وعود أو بالأحرى الوهم في زجاجة فإنه يجب إتباع نصائح متخصصي التغذية والرعاية الصحية الموثوق بهم حال تناول الأعشاب الطبيعية ومكملاتها من منتجات تباع في الاسواق وإلا سوف يؤدي إلى خراب الصحة والكبد ناهيك عن التكلفة المادية.