السبت 21 سبتمبر 2024 12:14 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

سمير المدبولى يكتب : عندما ترفع النساء راية العصيان

الكاتب الكبير سمير المدبولى
الكاتب الكبير سمير المدبولى

غدرت زوجته فهربت الي أهلها دون علمه..وكتب له رسالة ذكرت فيها انها لن تعود
وأنها تريد الانفصال فلم تعد تطيق العيش معه رغم العمر الذي بينهم فهي تفضل الحرية والتنقل والسفر ولم تعد تطيق رتابة الحياة ومتغيراتها الصعبة.....فقد كانت تعيش معه في رغد من العيش خارج مصر.....وضاق الحال بهم هنا بعد أن استقروا وحط الرحال.... وبعد أن تزوج ابنائها... ومازالت احلام الحياة السابقة تراودها وتطاردها في صحوها ... وهي تقارن بين حياتها وحياة شقيقتها التي مازالت تعيش بالخارج تسافر وتتنقل دون قيد أو شرط وبذخ وثراء الأمر الذي يجعل شقيقاتها يحسدونها علي ماهي علي....
ويتمنوا أن يعودوا لحياة الغربة والبذخ السابقة.. ..
في مجتمعاتنا الشرقية المنضبطة بقواعد وقيود اجتماعية وظروف مادية فرضتها الحياة الاقتصادية والتي تجعل الكثير منا ملتزم بظروف الحياة وغلائها.
وتجعل الآخرين متمردين عليهايتمنوا الخلاص منها أو التمرد عليها، أو تحين الفرص والانقلاب علي الوضع المتازم
والثأر بطريقة الغضب..والاستعانة بحيل الشياطين في افتعال المشاكل للوصول للهدف الذي تنشده .
خاصة إذا أرادت المرأة اعلان العصيان علي الرجل مهما طالت العشرة بينهم...وتمردا علي هزيمة الرجل في مواجهة ظروفه الصعبة وازمات كل يوم....
وهذا ما تشير إليه ارتفاع نسب حالات الطلاق في مجتمعنا لكبار السن وصغار السن...من النساء في ظاهرة تدعوا للاستغراب والتعجب
لم يمر بها المجتمع المصري من قبل عبر قرون.....
وقصص يندي لها الجبين من الحكايات تبدأ وتنتهي بسبب الظروف الاقتصادية والمادية الحالية..وتغير سلوك المرأة داخل مجتمعنا الذي فقد طيبته وبراءته والذي أصبح يعاني من صراع فرض عليه صراع غير متكافئ بين ظروف الحياة ومتطلباتها والعجز في اللحاق بقطار فائق السرعة في أسعار الضروريات لا يستطيع أحد اللحاق به..وعجز الكثيرين عن تدبير شئون حياتهم المعيشية المتردية التي فرضت علي الجميع سلوكيات جديدة ونهج جديد...ولغة جديدة وافكار مستحدثة غريبة....
الجميع يتحدث لغة مادية واحدة ..وتفاوت طبقي رهيب وابواق دعائية فجة منفرة...وحديث عن ساحل شرير..وقاع مجتمع فقير وضيع...
وأصبحت اللغة تتلخص في كلمة واحدة..
طلقني فالحياة صعبة
وهذا حال مجتمع تفسخت أوصاله..
الموضوع لا يعني القصة
بقدر ما وصل إليه حال مجتمعنا اليوم......