الدكتور محمد عطا عبدالتواب يكتب : تقوله بموت يقول عادي
الجارديان المصريةتبادر لذهني مقطع لأغنية عربية لمطرب عربي يقول بكل استهانة وطرب ((بقوله هموت يقول عادي)) ورواد حفلات هذا المطرب بالآلاف يتمايلون ويرقصون ويضحكون ويبكون فى نفس التوقيت لمعاني تلك الأغنية العجيبة التي أعطتهم خليط من المشاعر الإنسانية بالفرح والحب والشغف والحزن والكراهية والرقص والسعادة ًوالبكاء والعويل والنحيب يعلو وجه الفتيات والنساء المتابعات بل حتي الشباب والرجال ( أعتذر أشباه الرجال ) فهل صار الموت عادياً لهذه الدرجة وهل هذا المقام المخيف من مفارقة تلك الدنيا بما تحمله من اختبارات ومشاكل وعلاقات مشوشة غير راسخة وغير واضحة المعالم والانتقال لعالم آخر جديد حيث خلود بلا موت حيث حساب بلا عمل حيث ضياع وسقوط لهاوية جهنم او الارتقاء لأعلي جنان الخلد وهذا هو الأمل.
كيف اختصرنا الموت فى تلك الكلمات الركيكة والمشاعر المزيفة والتجمعات الغريبة العجيبة علي مجتمعاتنا وكيف استطعنا تحويل الأحزان لمصادر جديدة للبهجة والفرح والسرور والتجمعات الشبابية لدرجة إفراد ليالي مهرجانات دون الإشارة لأكثر من ذلك لليالي الدموع والأحزان فهل أتانا الجزاء من جنس العمل عندما طلبنا الاحزان وسط الأفراح فأصابنا هذا الكم الهائل المفزع من مشاهد الموت والقتل الجماعي والفردي وعلي مستوي القيادات لم يستثني العدو أحد واستغل الاحتفالات الماجنة والموسيقي الصاخبة وانشغالنا بتوافه الأمور وصار يحصد ارواح الأبرياء والأطفال والنساء ولا يلتفت اليه أحد ولا يستطيع أحد خفض صوت الموسيقي قلبلاً والتفكير فى كم هذه الوفيات والاغتيالات مع صمت مطبق رهيب من الضحية قبل الجلاد وشاهد الزور المعتاد.
اتقوا الله في أوطانكم وشعوبكم والدين الإسلامي الحنيف الذي يدون أدني شك سيسألنا الله عن نصرته أو خذلانه وعن أجناس بشرية وأقوام مستغفلة معمية سيسألونا بدون شك لما تخلينا عنهم ولم نرشدهم لهذا الدين القويم الحنيف القادر علي إنقاذ البشرية ورأوا منا أسوأ مثال بعد أن كنا نفخر ونرفع هاماتنا للسماء بأننا أمة محمد صار القدوة الحالية ممثل تركي أمرد شبيه النساء يسمي مهند.
اخشوشنوا يرحمكم الله فالنعمة لا تدوم والمصاب عظيم والأمر جلل ولا يليق أبداً بأن يكون مقام هاذم اللذات ومفرق الجماعات حفلة جماعية مختلطة للرقص والغناء.
فمن أراد تذوق أعذب الكلمات وأكثرها أثراً فليتدبر القرآن ويقرأ آياته ليعلم معاني الموت ومتي نسعد به ومتي نفزع منه ولا يلتفت لكلمات رخيصة كتبها شعراء لا يعلمون معني الحياة ومعني الممات ألم تر يا قارئ الكلمات كيف وصفهم رب العالمين.
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ[سورة الشعراء:224-226].
وإن شئتم أن تستشعروا عظمة ومهابة الموت وتستمتعوا به أيضاً فلكم المنهج السليم فالموت لا يكون مُبهجاً وداعياً إلي الفخر والسعادة والسرور ه إلا دفاعاً عن الأرض والعِرض والممتلكات وما دون ذلك دون ،، وما دون ذلك دون.