الأربعاء 4 ديسمبر 2024 06:23 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عصام أبوبكر يكتب : ” الجنائية الدولية ” ...ومذكرة الإعتقال ونهاية نتنياهو

الكاتب الكبير عصام أبوبكر
الكاتب الكبير عصام أبوبكر

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف غالانت،بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقالت المحكمة،" إن وجود أسباب منطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وأن ثمة "أسباب منطقية" تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين في قطاع غزة، مضيفة إن إسرائيل غير ملزمة بأن تعترف بالمحكمة من أجل تنفيذ قرار اعتقال نتنياهو وجالانت، مؤكدة أن الأدلة كافية بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية ضد أهالي قطاع غزة وتطبيق سياسة العقاب الجماعي من تجويع ومنع كل مقومات الحياة بالقطاع وغيرها من الأفعال غير الإنسانية

ويبدو من مذكرتي الإعتقال بحق نتنياهو وغالانت أن هناك نية لدي أمريكا لإنهاء الحرب في غزة، بعد أن تم لها ما أرادت من تدمير قطاع غزة وبداية تهجير الفلسطينين من القطاع كمقدمة للسيطرة عليه والاستعداد لليوم التالي للحرب ،
لذا كان لابد من التخلص من كل الأشخاص الذين شاركوا في هذة الحرب ولذلك تم التخلص من كل قادة حماس وحزب اللة وجاء الان وقت التخلص من نتنياهو وغالانت، لغلق الصفحة وبداية صفحة جديدة بقيادات جديدة لا تكون يدها ملوثة بدماء الفلسطينيين حتي تستطيع التفاوض لما بعد الحرب فيما يطلق عليه " اليوم التالي " فنتنياهو هو صاحب قرار وقف الحرب ويبدو أنه لا يريد إنهاء الحرب لأسباب خاصة به لذا وجب التخلص منه

نتنياهو يسير حسب سيناريو وخطط على أرض الواقع ضمن معطيات الميدان ،هذه الخطط متفق عليها بين إسرائيل وامريكا والحلفاء ومصادقة الأجهزة الأمنيةالإسرائيلية وبالتأكيد جهازي الشاباك والموساد، ولكن يبدو أن نتنياهو أراد الإنفراد بقرار إنهاء الحرب لوحده واي قرار يتخذ في مسار إسرائيل كدولة لا يقرر الا ضمن وحدة مؤسساتية،
ولو انفرد نتنياهو باي قرار يمس وجودية هذه الدولة تسقط الحكومة أو يتم الرجوع للجهاز القضائي اي المحكمة العليا لأخذ قرار يتلائم مع الحفاظ على الدولة وكينونتها أو أن تقم الأجهزة الاستخباراتية الموساد والشاباك باغتيال نتنياهو كما رابين

فالسؤال الأن هل من الممكن إغتيال نتنياهو ..؟؟
حسب قراءتي من الممكن التخلص من نتنياهو فاسرائيل في مرحلة تحول كبير في مسألة وجودها وأمنها وبالتالي يجب التحول من الوضع الراهن وهو وضع الحرب والتى سوف تنتهي بانتهاء نتنياهو، الي مرحلة ما بعد الحرب كما أن نتنياهو إنتهي من المهام الموكلة إليه وهي إنهاء موضوع غزة والضفة الغربية ولبنان أما موضوع الرهائن فبمجرد الإنتهاء منه فإن التعامل مع غزة لن يتغير سواء بقيادة نتنياهو أو من بعده، لأن غزة لامريكا ومتعددة الجنسيات وبالتالي ستستمر حرب الاستنزاف بها وإدارتها خدماتيا، وسيتم مساعدة السكان على الهجرة وحشرهم في مواقع معينة من الصعب استمرار الحياة بهاللاستعداد لتهجيرهم ، فضلا عن ان اي قيادة جديدة في إسرائيل تريد أن تستلم الحكم بشكل نظيف اي بدون حروب وبدون زعزعة أمن ،وهنا انتهت مهمة نتنياهو لذا يجب إسقاطه بأي شكل من الأشكال سواء بالانتخابات أو عبر الجهات القضائية

ويبدو أن جميع التحليلات التي كانت تتصدر الإعلام العربي والعالمي والمعارضة الاسرائيلية الفترة الماضية كانت تشير إلى أن نتنياهو متمسك بالسلطة وأنه يفكر بنفسه فقط ولا يهتم لما تؤول له الحرب على اسرائيل،فنتنياهو تخلص من الفصائل الفلسطينية وأوسلو والسلطة الفلسطينية كما يريد إنهاء الاسلام السياسي في الشرق الأوسط وبدأ يحصد النتائج التي سعى إليها منذ 7 اكتوبر بإنهاء حماس وغزة وقد تم، وانهاء حزب الله وهو في الطريقةلذلك وتدمير الضاحية الجنوبيه للبنان ،وبنفس الوقت يريد سلام مع الجيران العرب وتدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا والسعودية وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى اسرائيل.

كما يريد التخلص من سكان غزة على سنوات لصالح غزة المدينة الذكية والتي ستكون متعددة الجنسيات ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية، واغراق الضفة الغربية لصالح الاستيطان وتحويلها إلى نموذج استيطاني وبنية تحتية كبيرة ،وخط قطارات يصلها بتل أبيب ومنع توسع الفلسطينيون في أراضيهم لصالح مشروع" يهودا والسامرة " الضفة الغربية ، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر إلى قضية اقتصادية وان يعيش الفلسطينيون كأقلية عربية مع إزدهار إقتصادي والتطبيع مع السعودية وهذا الهدف الماسي لإسرائيل ،وفتح العالم العربي لليهود ونهاية الحروب مع إسرائيل والتي تريد ان تتصدر الشرق الأوسط، وقد انتهي من كثير من هذه الخطط وبقي المزيد لكن سمعته القذرة في المجازر التي إرتكبها في قطاع غزة لا تؤهله أن يستمر لتنفيذ هذا المخطط ،ولابد من قيادة جديدة تبدأ بصفحة جديدة و لا يكون لها ماضى سئ مع الفلسطينيين ، لذا وجب علية تسليم الرايه لمن بعدة إيذانا لمرحلة نهاية نتنياهو

ويبقى السؤال الأخير هل القرار الذي اتخذته محكمة لاهاي ضد نتنياهو وغالنت سيصب في صالح الفلسطينين ..؟؟ أعتقد أن النتيجة بالمطلق ضد الشعب الفلسطيني فعواقب القرار ستكون بالتسريع بإنهاء السلطة الفلسطينية وضم الضفة الغربية ومزيد من العنف والقتل ضد الفلسطينيين وبالأخص قطاع غزة ومزيد من الاعتقالات لأن خيارات القيادة الإسرائيلية في التحكم بردات الفعل أصبحت معدومة لشعورهم بالإهانة من قرار الجنائية الدولية